العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

يوميات سياسية

السيـــــــد زهـــــــره

يريدون منا مكافأة وحماية العدو الصهيوني

يجب‭ ‬أن‭ ‬نقدر‭ ‬عاليا‭ ‬الموقف‭ ‬الحازم‭ ‬الحاسم‭ ‬الذي‭ ‬اتخذته‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬قبل‭ ‬فترة‭ ‬ردا‭ ‬على‭ ‬نتنياهو‭ ‬رئيس‭ ‬وزراء‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭.‬

كان‭ ‬رئيس‭ ‬وزراء‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬قد‭ ‬تحدث‭ ‬عن‭ ‬مشاركة‭ ‬عربية‭ ‬من‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬ودول‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬مستقبلا‭.‬

رد‭ ‬الإمارات‭ ‬جاء‭ ‬فوريا‭ ‬وحاسما‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬زايد‭.‬

الشيخ‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬كتب‭ ‬يستنكر‭ ‬بشدة‭ ‬هذه‭ ‬التصريحات،‭ ‬وأكد‭ ‬ثلاث‭ ‬نقاط‭ ‬أساسية‭:‬

1‭ ‬‭ ‬أن‭ ‬‮«‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬لا‭ ‬يتمتع‭ ‬بأي‭ ‬صفة‭ ‬شرعية‭ ‬تخوله‭ ‬اتخاذ‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‮»‬‭.‬

‭ ‬أي‭ ‬أنه‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬حقه‭ ‬أبدا‭ ‬أن‭ ‬يتحدث‭ ‬عن‭ ‬الإمارات‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬دولة‭ ‬عربية‭ ‬أو‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬مخطط‭ ‬تكون‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬طرفا‭ ‬فيه‭.‬

2‭ ‬‭ ‬أن‭ ‬الإمارات‭ ‬ترفض‭ ‬الانجرار‭ ‬خلف‭ ‬أي‭ ‬مخطط‭ ‬يرمي‭ ‬إلى‭ ‬توفير‭ ‬الغطاء‭ ‬للوجود‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭.‬

3‭ - ‬أنه‭ ‬‮«‬عندما‭ ‬يتم‭ ‬تشكيل‭ ‬حكومة‭ ‬فلسطينية‭ ‬تلبي‭ ‬آمال‭ ‬وطموحات‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الشقيق‭ ‬وتتمتع‭ ‬بالنزاهة‭ ‬والكفاءة‭ ‬والاستقلالية،‭ ‬فإن‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬ستكون‭ ‬على‭ ‬أتم‭ ‬الاستعداد‭ ‬لتقديم‭ ‬كل‭ ‬أشكال‭ ‬الدعم‭ ‬لتلك‭ ‬الحكومة‮»‬‭.‬

أهمية‭ ‬هذ‭ ‬الموقف‭ ‬الإماراتي‭ ‬الذي‭ ‬أعلنه‭ ‬تفصيلا‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬تأتي‭ ‬على‭ ‬ضوء‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬ما‭ ‬أعلنه‭ ‬رئيس‭ ‬وزراء‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬وردت‭ ‬عليه‭ ‬الإمارات،‭ ‬وإنما‭ ‬أيضا‭ ‬على‭ ‬ضوء‭ ‬التقارير‭ ‬الكثيرة‭ ‬التي‭ ‬تنشر‭ ‬حول‭ ‬الوضع‭ ‬بعد‭ ‬انتهاء‭ ‬حرب‭ ‬إبادة‭ ‬غزة‭.‬

كما‭ ‬نعلم،‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬بدأت‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬الصهيونية‭ ‬على‭ ‬غزة،‭ ‬لا‭ ‬تتوقف‭ ‬الأحاديث‭ ‬عن‭ ‬مرحلة‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الحرب‭ ‬وماذا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يحدث‭. ‬وقرأنا‭ ‬مرارا‭ ‬عن‭ ‬تصورات‭ ‬يطرحها‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬وتطرحها‭ ‬أمريكا‭ ‬عن‭ ‬مرحلة‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الحرب‭ ‬وكيف‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الوضع‭ ‬في‭ ‬غزة‭.‬

بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬التفاصيل‭ ‬هنا‭ ‬ما‭ ‬يهمنا‭ ‬أمران‭ ‬أساسيان‭ ‬يتكرران‭ ‬في‭ ‬التصورات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬والأمريكية‭ ‬هما‭:‬

1‭ - ‬أن‭ ‬تتولى‭ ‬دول‭ ‬عربية‭ ‬مهمة‭ ‬الأمن‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬بعد‭ ‬الحرب‭ ‬بإرسال‭ ‬قوات‭ ‬إلى‭ ‬هناك،‭ ‬أو‭ ‬تشارك‭ ‬مع‭ ‬جهات‭ ‬أخرى‭ ‬بقوات،‭ ‬وأن‭ ‬تشارك‭ ‬دول‭ ‬عربية‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬غزة‭ ‬بعد‭ ‬الحرب‭.‬

2‭ ‬‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬دول‭ ‬عربية،‭ ‬ودول‭ ‬خليجية‭ ‬عربية‭ ‬بالذات،‭ ‬بمهمة‭ ‬إعادة‭ ‬الإعمار‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬بعد‭ ‬الحرب‭. ‬أي‭ ‬أن‭ ‬تدفع‭ ‬عشرات‭ ‬المليارات‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إعادة‭ ‬بناء‭ ‬ما‭ ‬دمره‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭.‬

هذان‭ ‬أمران‭ ‬مطروحان‭ ‬بقوة،‭ ‬وقرأنا‭ ‬كثيرا‭ ‬أن‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكي‭ ‬بلينكن‭ ‬ناقش‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬التصورات‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬عربية‭ ‬أثناء‭ ‬جولاته‭ ‬المتكررة‭.‬

لسنا‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬القول‭ ‬إنه‭ ‬بمثل‭ ‬هذه‭ ‬التصورات‭ ‬عن‭ ‬دور‭ ‬عربي‭ ‬يريدون‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬أن‭ ‬تكافئ‭ ‬العدو‭ ‬الصهيوني‭ ‬بعد‭ ‬كل‭ ‬الإبادة‭ ‬التي‭ ‬نفذها‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬وكل‭ ‬الجرائم‭ ‬التي‭ ‬ارتكبها‭ ‬ويرتكبها‭. ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يدفع‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬ثمن‭ ‬جرائمه،‭ ‬يريدون‭ ‬أن‭ ‬يخرج‭ ‬العدو‭ ‬فائزا‭ ‬وأن‭ ‬تساعده‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يحقق‭ ‬كل‭ ‬أهدافه‭ ‬الإجرامية‭ ‬الآن‭ ‬ومستقبلا‭.‬

بعبارة‭ ‬أخرى،‭ ‬يريدون‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬أن‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬ترتيب‭ ‬الأوضاع‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬بما‭ ‬يخدم‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬ويكرس‭ ‬احتلاله‭ ‬للأراضي‭ ‬الفلسطينية‭.‬

بعبارة‭ ‬أدق،‭ ‬يريدون‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬أن‭ ‬تتولى‭ ‬هي‭ ‬حماية‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬وتأمين‭ ‬بقاء‭ ‬احتلاله‭ ‬للأراضي‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬بالتالي‭ ‬شريكا‭ ‬في‭ ‬مخطط‭ ‬تصفية‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭.‬

على‭ ‬ضوء‭ ‬هذا‭ ‬تأتي‭ ‬أهمية‭ ‬الرد‭ ‬الإماراتي‭ ‬الحازم‭ ‬القاطع‭ ‬برفض‭ ‬هذه‭ ‬المخططات‭ ‬الصهيونية‭ ‬الخبيثة‭.‬

هذا‭ ‬الموقف‭ ‬المفروض‭ ‬أنه‭ ‬موقف‭ ‬عربي‭ ‬عام‭. ‬ليس‭ ‬من‭ ‬المتصور‭ ‬أبدا‭ ‬أن‭ ‬تقبل‭ ‬أي‭ ‬دولة‭ ‬عربية‭ ‬بأي‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬الأشكال‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬شريكا‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الجريمة‭ ‬التي‭ ‬يخططون‭ ‬لها‭ ‬لمستقبل‭ ‬غزة‭ ‬ومستقبل‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭. ‬وهذا‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬حال‭ ‬ما‭ ‬تؤكده‭ ‬المواقف‭ ‬المعلنة‭ ‬لكل‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭.‬

وعموما‭ ‬المفروض‭ ‬أن‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬التي‭ ‬عُقدت‭ ‬مؤخرا‭ ‬قد‭ ‬حسمت‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭.‬

وهذا‭ ‬حديث‭ ‬آخر‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭.‬

إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا