العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

العالم يواجه خطر محاقن البعوض الطائرة!

بقلم: يوسف صوفـي

الأربعاء ١٢ يونيو ٢٠٢٤ - 02:00

يشهد‭ ‬العالم‭ ‬حاليًا‭ ‬تفشي‭ ‬حمى‭ ‬الضنك‭. ‬في‭ ‬الواقع،‭ ‬هناك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الحالات‭ ‬التي‭ ‬اندلعت‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭. ‬وتشمل‭ ‬دول‭ ‬أمريكا‭ ‬اللاتينية‭ ‬والعديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الجزرية‭ ‬الأخرى‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬المكسيكي‭ ‬والبحر‭ ‬الكاريبي‭. ‬وفي‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬اكتشفت‭ ‬كاليفورنيا‭ ‬وأريزونا‭ ‬وتكساس‭ ‬أيضًا‭ ‬انتقالًا‭ ‬محليًا‭ ‬لحمى‭ ‬الضنك‭. ‬ونشهد‭ ‬الديناميكية‭ ‬نفسها‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬أوروبا،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬تسجيل‭ ‬عشرات‭ ‬الحالات‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭.‬‮ ‬

وقد‭ ‬ربطت‭ ‬السلطات‭ ‬الزيادة‭ ‬في‭ ‬حالات‭ ‬حمى‭ ‬الضنك‭ ‬بتغير‭ ‬المناخ،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬أهملت‭ ‬التحقيق‭ ‬في‭ ‬تأثير‭ ‬التخلص‭ ‬من‭ ‬2,4‭ ‬مليار‭ ‬من‭ ‬الكائنات‭ ‬المعدلة‭ ‬وراثيا‭ ‬التي‭ ‬يدعمها‭ ‬رجل‭ ‬الأعمال‭ ‬الأمريكي‭ ‬المعروف‭ ‬بيل‭ ‬جيتس‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭. ‬وتشير‭ ‬تقارير‭ ‬إلى‭ ‬تشارك‭ ‬جوجل‭ ‬وداربا‭ (‬ذراع‭ ‬البنتاجون‭ ‬الأمريكي‭) ‬في‭ ‬تمويل‭ ‬تجارب‭ ‬مماثلة‭ ‬للبعوض‭ ‬المعدل‭ ‬وراثياً‭. ‬وفي‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬سلامة‭ ‬هذه‭ ‬التجارب‭ ‬غير‭ ‬مثبتة‭ ‬فقد‭ ‬تم‭ ‬بالفعل‭ ‬إلقاء‭ ‬البعوض‭ ‬المعدل‭ ‬جينيا‭ ‬من‭ ‬السماء‭ ‬وهو‭ ‬الآن‭ ‬منتشر‭ ‬حول‭ ‬العالم‭. ‬إنها‭ ‬لقاحات‭ ‬البعوض‭ ‬الطائرة‭.‬‮ ‬

هل‭ ‬من‭ ‬الطبيعي‭ ‬حدوث‭ ‬تفشٍ‭ ‬متزامن؟‭ ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬يجري‭ ‬بالضبط؟‭ ‬والحل‭ ‬بحسب‭ ‬دراسات‭ ‬الشركات‭ ‬العملاقة‭ ‬هو‭ ‬تكاثر‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬البعوض‭ ‬المعدل‭ ‬وراثياً‭. ‬فهل‭ ‬سألنا‭ ‬أنفسنا‭ ‬لماذا‭ ‬كثر‭ ‬البعوض‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة؟‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬أطفالنا‭ ‬الاستمتاع‭ ‬باللعب‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬بسبب‭ ‬العضات‭. ‬بعض‭ ‬الأطفال‭ ‬أخبروني‭ ‬أنهم‭ ‬يكرهون‭ ‬الأيام‭ ‬الممطرة‭ ‬والطقس‭ ‬الرطب‭ ‬وأنهم‭ ‬لا‭ ‬يستطيعون‭ ‬الانتظار‭ ‬حتى‭ ‬يأتي‭ ‬الصيف‭ ‬لأن‭ ‬الحرارة‭ ‬تقتلهم‭. ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬الكلمات‭ ‬التي‭ ‬تخرج‭ ‬من‭ ‬أفواه‭ ‬الأطفال‭ ‬الأبرياء‭.‬‮ ‬

هذا‭ ‬اقتباس‭ ‬حقيقي‭ ‬من‭ ‬أقوال‭ ‬بيل‭ ‬جيتس،‭ ‬كتبه‭ ‬في‭ ‬مدونته‭ (‬جيتس‭ ‬نوتس‭) ‬في‭ ‬أغسطس‭ ‬2022‭ ‬على‭ ‬موقعه‭ ‬الرسمي‭ ‬الخاص‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬مصنع‭ ‬البعوض‮»‬‭:‬‮ ‬

‮«‬داخل‭ ‬مبنى‭ ‬من‭ ‬الطوب‭ ‬مكون‭ ‬من‭ ‬طابقين‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬ميديلين،‭ ‬بجمهورية‭ ‬كولومبيا،‭ ‬يعمل‭ ‬العلماء‭ ‬ساعات‭ ‬طويلة‭ ‬في‭ ‬مختبرات‭ ‬رطبة‭ ‬لتربية‭ ‬ملايين‭ ‬البعوض‭. ‬إنهم‭ ‬يهتمون‭ ‬بجميع‭ ‬احتياجات‭ ‬الحشرات‭ ‬أثناء‭ ‬نموها‭ ‬من‭ ‬اليرقات‭ ‬إلى‭ ‬الشرانق‭ ‬إلى‭ ‬البالغين،‭ ‬ويحافظون‭ ‬على‭ ‬درجة‭ ‬الحرارة‭ ‬المناسبة‭ ‬ويطعمونها‭ ‬حصصًا‭ ‬سخية‭ ‬من‭ ‬مسحوق‭ ‬السمك‭ ‬والسكر‭ ‬وبالطبع‭ ‬الدم‮»‬‭.‬

‮«‬ثم‭ ‬يطلقونها‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬البلاد‭ ‬لتتكاثر‭ ‬مع‭ ‬البعوض‭ ‬البري‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يحمل‭ ‬حمى‭ ‬الضنك‭ ‬والفيروسات‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬تهدد‭ ‬بإصابة‭ ‬السكان‭ ‬بالمرض‭ ‬وقتلهم‮»‬‭.‬

قد‭ ‬يبدو‭ ‬هذا‭ ‬وكأنه‭ ‬بداية‭ ‬حكاية‭ ‬فيلم‭ ‬رعب‭ ‬لكاتب‭ ‬من‭ ‬هوليوود،‭ ‬لكنها‭ ‬ليست‭ ‬كذلك‭. ‬هذا‭ ‬المصنع‭ ‬حقيقي‭.‬

‮«‬والبعوض‭ ‬الذي‭ ‬يتم‭ ‬إطلاقه‭ ‬لا‭ ‬يرهب‭ ‬السكان‭ ‬المحليين‭. ‬بعيدا‭ ‬عنه‭. ‬إنهم‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬يساعدون‭ ‬في‭ ‬إنقاذ‭ ‬وتحسين‭ ‬حياة‭ ‬الملايين‮»‬‭.‬

هناك‭ ‬قطبية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يقوله‭. ‬أراد‭ ‬هذا‭ ‬الرجل‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬حقن‭ ‬كل‭ ‬رجل‭ ‬وامرأة‭ ‬وطفل‭ ‬على‭ ‬بقعة‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الأرض‭ ‬بتقنية‭ ‬النانو‭ ‬السامة‭ ‬وأكسيد‭ ‬الجرافين‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬جائحة‭ ‬الإنفلونزا‭ ‬الموسمية،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬إلحاق‭ ‬الضرر‭ ‬بصحة‭ ‬وحياة‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬وسط‭ ‬جهل‭ ‬وإنكار‭ ‬من‭ ‬المجتمع‭ ‬الطبي‭ (‬ولحسن‭ ‬الحظ،‭ ‬لدينا‭ ‬أطباء‭ ‬شجعان‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬الذين‭ ‬قرروا‭ ‬علاج‭ ‬هذه‭ ‬الحالات‭).‬

لقد‭ ‬بشر‭ ‬العالم‭ ‬بأننا‭ ‬لن‭ ‬نستعيد‭ ‬حريتنا‭ ‬أبدًا‭ ‬حتى‭ ‬يتم‭ ‬تطعيمنا‭ ‬بالكامل‭. ‬إنه‭ ‬يروج‭ ‬للهندسة‭ ‬الوراثية‭ ‬للحوم‭ ‬المخبرية‭ ‬والصناعية‭ ‬لإنقاذ‭ ‬الكوكب‭ ‬من‭ ‬خدعة‭ ‬الاحتباس‭ ‬الحراري‭. ‬إنه‭ ‬أكبر‭ ‬مالك‭ ‬للأراضي‭ ‬الزراعية‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لسبب‭ ‬ما‭. ‬أحد‭ ‬عناوين‭ ‬كتبه‭ ‬‮«‬كيف‭ ‬يمكننا‭ ‬الوقاية‭ ‬من‭ ‬الوباء‭ ‬القادم؟‮»‬‭. ‬وفجأة،‭ ‬أصبح‭ ‬أيقونة‭ ‬‮«‬تغير‭ ‬المناخ‮»‬‭ ‬وكيفية‭ ‬مكافحته‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬استثماراته‭ ‬في‭ ‬تقنيات‭ ‬امتصاص‭ ‬ثاني‭ ‬أكسيد‭ ‬الكربون‭ (‬غاز‭ ‬الحياة‭) ‬من‭ ‬الهواء‭. ‬وهو‭ ‬مروج‭ ‬لحجب‭ ‬الشمس‭ (‬التي‭ ‬تعد‭ ‬مصدرًا‭ ‬طبيعيًا‭ ‬لفيتامين‭ ‬د3‭) ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استثماراته‭ ‬في‭ ‬الهندسة‭ ‬الجيولوجية‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬رش‭ ‬ثاني‭ ‬أكسيد‭ ‬الكبريت‭ ‬السام‭ ‬وجزيئات‭ ‬النانو‭ ‬الأخرى‭ ‬في‭ ‬الهواء‭ (‬متى‭ ‬تتذكر‭ ‬مشاهدة‭ ‬سماء‭ ‬صافية‭ ‬زرقاء‭ ‬اللون؟‭). ‬والآن‭ ‬قيل‭ ‬لنا‭ ‬من‭ ‬مدوناته‭ (‬على‭ ‬موقعه‭ ‬الخاص‭) ‬إن‭ ‬البعوض‭ ‬المعدل‭ ‬وراثيا‭ ‬سينقذ‭ ‬ويحسن‭ ‬حياة‭ ‬الملايين؟

لا‭ ‬يزال‭ ‬هناك‭ ‬أشخاص‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬إنكار‭ ‬وتحت‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬النشوة‭ ‬المنومة‭ ‬لما‭ ‬يفعله‭ ‬هذا‭ ‬الرجل‭ ‬باستثماراته‭ ‬حول‭ ‬العالم‭. ‬يمكنك‭ ‬قياس‭ ‬ردود‭ ‬أفعال‭ ‬الناس‭ ‬عندما‭ ‬يتم‭ ‬وصفك‭ ‬بأحد‭ ‬منظري‭ ‬المؤامرة،‭ ‬أو‭ ‬منكر‭ ‬تغيرات‭ ‬المناخ،‭ ‬أو‭ ‬مناهض‭ ‬للقاحات‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬ذلك‭. ‬ومن‭ ‬المثير‭ ‬للاهتمام‭ ‬أن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬يقررون‭ ‬البقاء‭ ‬هادئين‭ ‬مؤخراً،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬استجابة،‭ ‬وهذا‭ ‬قد‭ ‬يعني‭ ‬أنهم‭ ‬يبدأون‭ ‬في‭ ‬التعايش‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬أو‭ ‬العكس‭ ‬تماماً‭.‬‮ ‬

يمكننا‭ ‬تبادل‭ ‬الأفكار‭ ‬حول‭ ‬الشكل‭ ‬الذي‭ ‬قد‭ ‬تبدو‭ ‬عليه‭ ‬جائحة‭ ‬تفشي‭ ‬حمى‭ ‬الضنك‭. ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬عبر‭ ‬استخدام‭ ‬رحلات‭ ‬طائرات‭ ‬الهليكوبتر‭ ‬للتخلص‭ ‬من‭ ‬2,4‭ ‬مليار‭ ‬من‭ ‬الكائنات‭ ‬المعدلة‭ ‬وراثيا‭ ‬والبعوض‭ ‬المدعوم‭ ‬من‭ ‬أنشطة‭ ‬بيل‭ ‬جيتس‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ (‬هناك‭ ‬مقاطع‭ ‬فيديو‭ ‬تنتشر‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع‭). ‬ما‭ ‬الخطأ‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يحدث؟‭ ‬شاهد‭ ‬ارتفاع‭ ‬حالات‭ ‬حمى‭ ‬الضنك،‭ ‬ولكن‭ ‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬ربط‭ ‬صلتها‭ ‬بالبعوض‭ ‬المعدل‭ ‬وراثيًا؟‭ ‬وبدلا‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬يتم‭ ‬إلقاء‭ ‬اللوم‭ ‬على‭ ‬تغير‭ ‬المناخ‭. ‬قد‭ ‬يتم‭ ‬إعلان‭ ‬حالة‭ ‬الطوارئ‭ ‬الصحية‭ ‬العامة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬ما‭ ‬لإيجاد‭ ‬مبرر‭ ‬للحاجة‭ ‬إلى‭ ‬المطالبة‭ ‬برش‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬المبيدات‭ ‬أو‭ ‬السموم‭ ‬لمكافحة‭ ‬البعوض‭ ‬ونشر‭ ‬لقاح‭ ‬جديد‭ ‬تدور‭ ‬حوله‭ ‬الشبهات‭.‬

هذا‭ ‬السيناريو‭ ‬لا‭ ‬يبدو‭ ‬بداية‭ ‬حكاية‭ ‬فيلم‭ ‬رعب‭ ‬لكاتب‭ ‬من‭ ‬هوليوود‭ ‬لكنه‭ ‬أشبه‭ ‬بمحاولة‭ ‬الساحر‭ ‬الشرير‭ ‬أسر‭ ‬قرية‭ ‬السنافر‭ ‬بينما‭ ‬يعمل‭ ‬السنافر‭ ‬معاً‭ ‬لإفشال‭ ‬خططه‭ ‬الشريرة‭! ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا