العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

يوميات سياسية

السيـــــــد زهـــــــره

زيارة جلالة الملك لروسيا والصين.. كيف نستثمرها؟

الزيارة‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬لروسيا،‭ ‬ثم‭ ‬للصين،‭ ‬أرست‭ ‬أسسا‭ ‬لعلاقات‭ ‬استراتيجية‭ ‬بعيدة‭ ‬المدى‭ ‬بين‭ ‬البحرين‭ ‬والبلدين‭ ‬الكبيرين‭.‬

بعيدا‭ ‬عن‭ ‬الأبعاد‭ ‬العربية‭ ‬المهمة‭ ‬لزيارة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬للبلدين‭ ‬والتي‭ ‬سبق‭ ‬وتحدثنا‭ ‬عنها،‭ ‬تمثل‭ ‬الزيارة‭ ‬فتحا‭ ‬لصفحة‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬بين‭ ‬البحرين‭ ‬وروسيا‭ ‬والصين‭. ‬الزيارة‭ ‬فتحت‭ ‬المجال‭ ‬واسعا‭ ‬جدا‭ ‬امام‭ ‬تطوير‭ ‬شامل‭ ‬وتعاون‭ ‬وثيق‭ ‬الى‭ ‬اقصى‭ ‬حد‭ ‬مع‭ ‬البلدين‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المجالات‭.‬

زيارة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬وضعت‭ ‬الأسس‭ ‬الراسخة‭ ‬للتعاون‭ ‬الشامل‭ ‬وفتحت‭ ‬المجال‭ ‬واسعا‭ ‬امام‭ ‬تطوير‭ ‬العلاقات‭ ‬عبر‭ ‬جانبين‭ ‬أساسيين‭:‬

الأول‭: ‬ان‭ ‬زيارة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬لروسيا‭ ‬والصين‭ ‬انتهت‭ ‬في‭ ‬نتائجها‭ ‬الى‭ ‬تدشين‭ ‬عهد‭ ‬جديد‭ ‬من‭ ‬الشراكة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬بين‭ ‬البحرين‭ ‬والبلدين‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المجالات‭ ‬وعلى‭ ‬كل‭ ‬المستويات‭.‬

والثاني‭: ‬انه‭ ‬تم‭ ‬بالفعل‭ ‬توقيع‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الاتفاقات‭ ‬ومذكرات‭ ‬التفاهم‭ ‬والتعاون‭ ‬بين‭ ‬البحرين‭ ‬وروسيا‭ ‬والصين‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬كثيرة‭ ‬اقتصادية‭ ‬وسياسية‭ ‬وثقافية‭ ‬وإعلامية‭.. ‬الخ‭. ‬هذه‭ ‬الاتفاقات‭ ‬تمثل‭ ‬بالطبع‭ ‬اطارا‭ ‬رسميا‭ ‬لتطوير‭ ‬العلاقات‭ ‬مستقبلا‭.‬

إذن‭ ‬زيارة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬ارست‭ ‬كما‭ ‬ذكرنا‭ ‬أسسا‭ ‬راسخة‭ ‬للارتقاء‭ ‬بالعلاقات‭ ‬الى‭ ‬اعلى‭ ‬المستويات‭.‬

يعني‭ ‬هذا‭ ‬ان‭ ‬الفرصة‭ ‬متاحة‭ ‬امام‭ ‬البحرين‭ ‬لتحقيق‭ ‬استفادة‭ ‬كبرى‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬المستويات‭ ‬من‭ ‬الآفاق‭ ‬التي‭ ‬فتحتها‭ ‬زيارة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬لروسيا‭ ‬والصين‭.‬

لكن‭ ‬كي‭ ‬يتحقق‭ ‬هذا‭ ‬فعلا‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬تأخذ‭ ‬الجهات‭ ‬المسئولة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬زمام‭ ‬المبادرة‭ ‬كما‭ ‬سبق‭ ‬وكتبت‭. ‬

نعني‭ ‬ان‭ ‬مذكرات‭ ‬التفاهم‭ ‬واتفاقات‭ ‬التعاون‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬ان‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تفعيل،‭ ‬والفرص‭ ‬التي‭ ‬اتاحتها‭ ‬زيارة‭ ‬الملك‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬الا‭ ‬يتم‭ ‬استغلالها،‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬هناك‭ ‬مبادرات‭ ‬بحرينية‭ ‬محددة‭ ‬وتفصيلية‭ ‬بهذا‭ ‬الخصوص‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬نشير‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬الى‭ ‬مجالين‭ ‬كبيرين‭ ‬للتعاون‭ ‬بين‭ ‬البحرين‭ ‬ورسيا‭ ‬والصين‭ ‬هما،‭ ‬المجال‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاستثماري،‭ ‬والمجال‭ ‬الثقافي‭.‬

على‭ ‬المستوى‭ ‬الاقتصادي‭ ‬يدور‭ ‬الحديث‭ ‬مثلا‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة‭ ‬عن‭ ‬ان‭ ‬البحرين‭ ‬مؤهلة‭ ‬لأن‭ ‬تكون‭ ‬مركزا‭ ‬للنشاط‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الروسي‭ ‬والصيني‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬كلها‭ ‬ولتوزيع‭ ‬السلع‭ ‬والمنتجات‭ ‬للبلدين‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭. ‬وهذا‭ ‬صحيح‭ ‬تماما‭. ‬البحرين‭ ‬تملك‭ ‬كل‭ ‬المقومات‭ ‬لأن‭ ‬تكون‭ ‬هذا‭ ‬المركز‭. ‬ليس‭ ‬هذا‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬ان‭ ‬المسئولين‭ ‬في‭ ‬روسيا‭ ‬والصين‭ ‬لديهم‭ ‬نفس‭ ‬التقدير‭ ‬لمكانة‭ ‬البحرين‭ ‬وامكانياتها‭ ‬وجدارتها‭ ‬في‭ ‬ان‭ ‬تكون‭ ‬مركزا‭ ‬لنشاطهم‭ ‬الاقتصادي‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬وعبروا‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مناسبة‭.‬

لكن‭ ‬كي‭ ‬يتحقق‭ ‬هذا،‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬ان‭ ‬تأخذ‭ ‬الجهات‭ ‬المسئولة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬زمام‭ ‬المبادرة‭ ‬بهذا‭ ‬الخصوص‭. ‬نعني‭ ‬ان‭ ‬الجهات‭ ‬الحكومية‭ ‬المعنية‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬غرفة‭ ‬تجارة‭ ‬وصناعة‭ ‬البحرين‭ ‬ومؤسسات‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬ان‭ ‬تقدم‭ ‬مبادرة‭ ‬متكاملة‭ ‬لكيف‭ ‬تصبح‭ ‬البحرين‭ ‬مركزا‭ ‬للنشاط‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الروسي‭ ‬والصيني‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬وتناقشه‭ ‬مع‭ ‬الجهات‭ ‬المسئولة‭ ‬في‭ ‬البلدين‭. ‬

‭ ‬الأمر‭ ‬الآخر‭ ‬ان‭ ‬العهد‭ ‬الجديد‭ ‬للعلاقات‭ ‬بين‭ ‬البحرين‭ ‬وروسيا‭ ‬والصين‭ ‬الذي‭ ‬دشنته‭ ‬زيارة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬يفتح‭ ‬المجال‭ ‬واسعا‭ ‬امام‭ ‬الاستثمارات‭ ‬المشتركة‭ ‬وبالأخص‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الروسية‭ ‬والصينية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭.‬

هنا‭ ‬أيضا‭ ‬كي‭ ‬تتحقق‭ ‬الاستفادة‭ ‬الاستثمارية‭ ‬المرجوة‭ ‬للبحرين،‭ ‬وهي‭ ‬استفادة‭ ‬كبيرة‭ ‬جدا‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬مفترض،‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬ان‭ ‬تبادر‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬بطرح‭ ‬خطط‭ ‬وتصورات‭ ‬للمشاريع‭ ‬الاستثمارية‭ ‬الروسية‭ ‬والصينية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬بحسب‭ ‬أولويات‭ ‬مشاريع‭ ‬وخطط‭ ‬التنمية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭.‬

لماذا‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬مثلا‭ ‬طرح‭ ‬تصورات‭ ‬لإنشاء‭ ‬مناطق‭ ‬صناعية‭ ‬روسية‭ ‬وصينية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬اخرى‭ ‬مثل‭ ‬مصر؟‭.‬

بشكل‭ ‬عام،‭ ‬المجال‭ ‬مفتوح‭ ‬الآن‭ ‬لأخذ‭ ‬زمام‭ ‬المبادرة‭ ‬وطرح‭ ‬رؤى‭ ‬وأفكار‭ ‬وتصورات‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬استغلال‭ ‬الفرص‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬اتاحتها‭ ‬زيارة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬لروسيا‭ ‬والصين‭ ‬والتي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬تحقيق‭ ‬منافع‭ ‬كبيرة‭ ‬للبحرين‭.‬

للحديث‭ ‬بقية‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭.‬

إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا