العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

أيهما أولى بالاتباع سياسة العلاج أم المنع؟

بقلم: د. إسماعيل محمد المدني

الثلاثاء ١٨ يونيو ٢٠٢٤ - 02:00

سياسات‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬البيئية‭ ‬الصحية‭ ‬تغيرت‭ ‬وتطورت‭ ‬مع‭ ‬الزمن‭ ‬ومع‭ ‬تجاربه‭ ‬وخبراته‭ ‬العقيمة‭ ‬مع‭ ‬التلوث،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬أسلوب‭ ‬تعامل‭ ‬الإنسان‭ ‬وإدارته‭ ‬للملوثات‭ ‬تقدمت‭ ‬كثيراً‭ ‬مع‭ ‬تطور‭ ‬نضوج‭ ‬فكره‭ ‬وانكشاف‭ ‬حقائق‭ ‬جديدة‭ ‬متعلقة‭ ‬بأضرار‭ ‬الملوثات‭ ‬على‭ ‬البيئة‭ ‬والحياة‭ ‬الفطرية‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬ومن‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭ ‬تأثيرات‭ ‬هذه‭ ‬الملوثات‭ ‬الحادة‭ ‬والمزمنة‭ ‬على‭ ‬الصحة‭ ‬العامة‭ ‬للبشر‭ ‬وإصابته‭ ‬بالأمراض‭ ‬المزمنة‭ ‬المستعصية‭ ‬على‭ ‬العلاج‭.‬

فقبل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬قرنٍ‭ ‬من‭ ‬الزمان‭ ‬كان‭ ‬الإنسان‭ ‬يجهل‭ ‬حقائق‭ ‬كثيرة‭ ‬متعلقة‭ ‬بهوية‭ ‬الملوثات،‭ ‬وبكيفية‭ ‬تصرفها‭ ‬عند‭ ‬دخولها‭ ‬في‭ ‬مكونات‭ ‬البيئة،‭ ‬وما‭ ‬هو‭ ‬مصيرها‭ ‬النهائي‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تمكث‭ ‬في‭ ‬الماء،‭ ‬والهواء،‭ ‬أو‭ ‬التربة‭ ‬فترة‭ ‬من‭ ‬الزمن،‭ ‬وهل‭ ‬تنتقل‭ ‬عبر‭ ‬الأوساط‭ ‬البيئية‭ ‬المختلفة‭ ‬فتصل‭ ‬إلى‭ ‬الإنسان؟

فجهله‭ ‬بهذه‭ ‬الحقائق‭ ‬والثوابت‭ ‬البيئية‭ ‬جعله‭ ‬يسمح‭ ‬بالملوثات‭ ‬في‭ ‬الانطلاق‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬عناصر‭ ‬البيئة‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬قيد‭ ‬أو‭ ‬نظام‭ ‬يقنن‭ ‬حجمها‭ ‬ونوعها،‭ ‬فكان‭ ‬يعتمد‭ ‬كلياً‭ ‬على‭ ‬ظاهرة‭ ‬أن‭ ‬عناصر‭ ‬البيئة‭ ‬واسعة‭ ‬وكبيرة،‭ ‬وبقدرتها‭ ‬تحمل‭ ‬هذه‭ ‬الملوثات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عملية‭ ‬‮«‬طبيعية‮»‬‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬تخفيف‭ ‬وتمييع‭ ‬تركيزها‭ ‬مع‭ ‬الزمن،‭ ‬ثم‭ ‬انتهاء‭ ‬تأثيرها‭ ‬وأضرارها‭ ‬يوماً‭ ‬بعد‭ ‬يوم‭. ‬وهذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬الطبيعية‭ ‬صحيحة‭ ‬إلى‭ ‬حدٍ‭ ‬ما،‭ ‬ولكن‭ ‬مع‭ ‬ارتفاع‭ ‬عدد‭ ‬مصادر‭ ‬التلوث‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬بقعة‭ ‬من‭ ‬كوكبنا،‭ ‬وازدياد‭ ‬حجم‭ ‬ونوعية‭ ‬التلوث،‭ ‬أصبحت‭ ‬مكونات‭ ‬البيئة‭ ‬غير‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬تخفيف‭ ‬تركيز‭ ‬الملوثات،‭ ‬بل‭ ‬وتحولت‭ ‬إلى‭ ‬حالة‭ ‬التشبع‭ ‬بها،‭ ‬ثم‭ ‬انتقلت‭ ‬إلى‭ ‬حالة‭ ‬ما‭ ‬فوق‭ ‬التشبع،‭ ‬مما‭ ‬اضطر‭ ‬الإنسان‭ ‬إلى‭ ‬تغيير‭ ‬سياسته‭ ‬المدمرة‭ ‬للحرث‭ ‬والنسل‭.‬

فتحول‭ ‬الإنسان‭ ‬إلى‭ ‬سياسة‭ ‬المعالجة،‭ ‬أي‭ ‬التحكم‭ ‬في‭ ‬الملوثات‭ ‬ومعالجتها‭ ‬قبل‭ ‬انطلاقها‭ ‬إلى‭ ‬البيئة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أجهزة‭ ‬التحكم‭ ‬والمعالجة،‭ ‬ولكن‭ ‬هذه‭ ‬السياسة‭ ‬الجديدة‭ ‬لم‭ ‬تجد‭ ‬نفعا،‭ ‬ولم‭ ‬تحل‭ ‬تبعات‭ ‬وجود‭ ‬الملوثات‭ ‬في‭ ‬بيئتنا‭ ‬من‭ ‬جذورها،‭ ‬ولم‭ ‬تنجح‭ ‬في‭ ‬استئصالها‭ ‬من‭ ‬أجسادنا‭ ‬وتجنيبنا‭ ‬الأمراض‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬التلوث‭.  ‬

ولذلك‭ ‬اضطر‭ ‬الإنسان‭ ‬إلى‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬استراتيجية‭ ‬جديدة‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬الملوثات‭ ‬وإدارتها‭ ‬بأسلوب‭ ‬مستدام،‭ ‬فاتجه‭ ‬نحو‭ ‬الحكمة‭ ‬الصحية‭ ‬القائلة‭: ‬‮«‬الوقاية‭ ‬خير‭ ‬من‭ ‬العلاج‮»‬،‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬منع‭ ‬المرض‭ ‬ومنع‭ ‬مصادر‭ ‬المرض‭ ‬خير‭ ‬وأجدى‭ ‬صحياً‭ ‬واقتصادياً‭ ‬وبيئياً‭ ‬من‭ ‬علاجه‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬ينزل‭ ‬على‭ ‬الإنسان‭. ‬فتبنى‭ ‬الإنسان‭ ‬سياسة‭ ‬‮«‬المنع‮»‬،‭ ‬أي‭ ‬منع‭ ‬الملوثات‭ ‬كلياً‭ ‬من‭ ‬السماح‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬الولوج‭ ‬في‭ ‬عناصر‭ ‬بيئتنا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الإدارة‭ ‬المستدامة‭ ‬لجميع‭ ‬مصادر‭ ‬الملوثات،‭ ‬سواء‭ ‬أكانت‭ ‬المصادر‭ ‬المتنقلة‭ ‬كالسيارات،‭ ‬والطائرات،‭ ‬والبواخر،‭ ‬أو‭ ‬المصادر‭ ‬الثابتة،‭ ‬كالمصانع،‭ ‬ومحطات‭ ‬توليد‭ ‬الكهرباء‭. ‬فهذه‭ ‬السياسة‭ ‬اعتبرتْ‭ ‬الآن‭ ‬الحل‭ ‬العملي‭ ‬الواقعي،‭ ‬وليست‭ ‬الأمثل‭ ‬لدرء‭ ‬خطر‭ ‬وباء‭ ‬التلوث‭ ‬ومنع‭ ‬انتشار‭ ‬الأمراض‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬التعرض‭ ‬للملوثات،‭ ‬وهذه‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬التلوث‭ ‬هي‭ ‬آخر‭ ‬ما‭ ‬توصل‭ ‬إليه‭ ‬عقل‭ ‬الإنسان‭ ‬للوقاية‭ ‬من‭ ‬تهديدات‭ ‬الملوثات‭.‬

وهناك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأمثلة‭ ‬التي‭ ‬أستطيعُ‭ ‬تقديمها‭ ‬لتوضيح‭ ‬هذه‭ ‬السياسة‭ ‬البيئية‭ ‬الصحية‭ ‬العامة‭ ‬التي‭ ‬تبنتها‭ ‬منظمات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬المعنية‭ ‬بالبيئة،‭ ‬وتطبقها‭ ‬بعض‭ ‬دول‭ ‬العالم‭.‬

أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬المصادر‭ ‬المتنقلة‭ ‬للتلوث،‭ ‬وعلى‭ ‬رأس‭ ‬قائمة‭ ‬السيارات،‭ ‬فقد‭ ‬تبنى‭ ‬الإنسان‭ ‬عدة‭ ‬أدوات‭ ‬ووسائل‭ ‬لمعالجة‭ ‬التلوث‭ ‬الناجم‭ ‬عن‭ ‬عوادمها‭. ‬ففي‭ ‬السنوات‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬عمر‭ ‬السيارات‭ ‬قام‭ ‬بتحسين‭ ‬نوعية‭ ‬الوقود‭ ‬المستخدم‭ ‬فيها‭ ‬حتى‭ ‬يُخفض‭ ‬من‭ ‬نوع‭ ‬وحجم‭ ‬الملوثات‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬حرق‭ ‬الوقود‭ ‬فيجعلها‭ ‬أقل‭ ‬ضرراً‭ ‬على‭ ‬البيئة‭ ‬والإنسان‭ ‬والحياة‭ ‬الفطرية،‭ ‬فقام‭ ‬بإزالة‭ ‬مركبات‭ ‬الرصاص‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تُضاف‭ ‬إلى‭ ‬الوقود‭ ‬لتحسين‭ ‬أداء‭ ‬المحرك،‭ ‬ثم‭ ‬زاد‭ ‬من‭ ‬مركبات‭ ‬الأكسجين‭ ‬في‭ ‬الوقود‭. ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬تم‭ ‬وضع‭ ‬أجهزة‭ ‬معالجة‭ ‬وتحكم‭ ‬في‭ ‬مؤخرة‭ ‬عادم‭ ‬السيارة،‭ ‬وهي‭ ‬تقوم‭ ‬بتحويل‭ ‬الملوثات‭ ‬السامة‭ ‬والخطرة‭ ‬إلى‭ ‬مواد‭ ‬أقل‭ ‬خطورة‭ ‬وأقل‭ ‬سمية،‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الحالات‭ ‬غير‭ ‬سامة‭. ‬وأخيراً‭ ‬فكر‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬تغيير‭ ‬نوعية‭ ‬الوقود‭ ‬كلياً‭ ‬فتحول‭ ‬أولاً‭ ‬إلى‭ ‬الغاز‭ ‬الطبيعي،‭ ‬والهيدروجين،‭ ‬ثم‭ ‬الآن‭ ‬يتوجه‭ ‬إلى‭ ‬تعميم‭ ‬السيارات‭ ‬الكهربائية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تنبعث‭ ‬عنها‭ ‬من‭ ‬المصدر‭ ‬نفسه‭ ‬أية‭ ‬ملوثات،‭ ‬أي‭ ‬السيارات‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬بالبطاريات‭ ‬وليس‭ ‬بعملية‭ ‬حرق‭ ‬الوقود،‭ ‬فتَمْنع‭ ‬انطلاق‭ ‬أية‭ ‬ملوثات‭. ‬وفي‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬الأخيرة‭ ‬تبنى‭ ‬الإنسان‭ ‬سياسة‭ ‬الوقاية‭ ‬ومنع‭ ‬التلوث‭ ‬من‭ ‬مصدره،‭ ‬وهي‭ ‬السياسة‭ ‬الأفضل‭ ‬والأكثر‭ ‬استدامة‭ ‬بيئياً‭ ‬وصحياً‭.‬

وفي‭ ‬المقابل‭ ‬هناك‭ ‬المصادر‭ ‬الثابتة‭ ‬للتلوث،‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬محطات‭ ‬توليد‭ ‬الكهرباء‭ ‬والطاقة‭ ‬عامة‭. ‬وفي‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬فقد‭ ‬لعبتْ‭ ‬عدة‭ ‬اعتبارات‭ ‬دوراً‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬الملوثات‭ ‬الناجمة،‭ ‬منها‭ ‬الجانب‭ ‬العملي‭ ‬والواقعي،‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬الوقود‭ ‬المتوافر‭ ‬في‭ ‬البلد،‭ ‬ومنها‭ ‬الجانب‭ ‬الاقتصادي‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬سعر‭ ‬الوقود‭ ‬وسهولة‭ ‬الحصول‭ ‬عليه‭ ‬وبأرخص‭ ‬الأثمان،‭ ‬ومنها‭ ‬أخيراً‭ ‬الجانب‭ ‬البيئي‭ ‬الصحي‭. ‬ولكي‭ ‬أكون‭ ‬واقعياً‭ ‬وصادقاً،‭ ‬فإن‭ ‬الجانب‭ ‬البيئي‭ ‬يقع‭ ‬في‭ ‬مؤخرة‭ ‬قائمة‭ ‬الأولويات‭ ‬لاختيار‭ ‬الوقود‭ ‬المستعمل‭ ‬لتوليد‭ ‬الطاقة،‭ ‬أي‭ ‬عند‭ ‬الاختيار‭ ‬يتم‭ ‬تفضيل‭ ‬الجانب‭ ‬العملي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬على‭ ‬الجوانب‭ ‬الأخرى،‭ ‬كالبيئة‭ ‬والصحة‭ ‬العامة‭.‬

فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬لديها‭ ‬مخزون‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الفحم‭ ‬في‭ ‬باطن‭ ‬أرضها،‭ ‬لن‭ ‬تُؤْثر‭ ‬مصادر‭ ‬الطاقة‭ ‬الأخرى‭ ‬غير‭ ‬الموجودة‭ ‬عندها‭ ‬في‭ ‬الفحم،‭ ‬حتى‭ ‬ولو‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬المصادر‭ ‬أكثر‭ ‬نظافة‭ ‬بيئياً،‭ ‬وأقل‭ ‬تلويثاً‭ ‬لمكونات‭ ‬البيئة،‭ ‬وأخف‭ ‬تدميراً‭ ‬للصحة‭ ‬العامة‭. ‬ولذلك‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬سلبيات‭ ‬استخدام‭ ‬الفحم‭ ‬في‭ ‬تشغيل‭ ‬مصانع‭ ‬توليد‭ ‬الكهرباء،‭ ‬وبخاصة‭ ‬في‭ ‬بروز‭ ‬مشكلة‭ ‬العصر،‭ ‬وهي‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬التي‭ ‬تؤثر‭ ‬في‭ ‬الكرة‭ ‬الأرضية‭ ‬برمتها،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬لديها‭ ‬وفرة‭ ‬من‭ ‬الفحم،‭ ‬أو‭ ‬التي‭ ‬تشتري‭ ‬الفحم‭ ‬بأسعار‭ ‬زهيدة،‭ ‬لا‭ ‬تتردد‭ ‬في‭ ‬استخدامه،‭ ‬حتى‭ ‬بعد‭ ‬دعوة‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ثلاثين‭ ‬عاماً،‭ ‬ممثلاً‭ ‬في‭ ‬منظمات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬إلى‭ ‬مقاطعة‭ ‬الفحم‭ ‬كمصدر‭ ‬للطاقة‭ ‬والوقود‭. ‬فحرق‭ ‬الوقود‭ ‬الأحفوري،‭ ‬وبخاصة‭ ‬الفحم‭ ‬يُعد‭ ‬السبب‭ ‬الرئيس‭ ‬في‭ ‬وقوع‭ ‬مشكلة‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬على‭ ‬كوكبنا‭ ‬وارتفاع‭ ‬حرارة‭ ‬الأرض‭ ‬وسخونتها،‭ ‬وما‭ ‬يصاحب‭ ‬هذا‭ ‬التغيير‭ ‬من‭ ‬تداعيات‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬والإنسان‭ ‬والحياة‭ ‬الفطرية‭.     ‬ولذلك‭ ‬فالسياسة‭ ‬التي‭ ‬تتبعها‭ ‬الدول‭ ‬هي‭ ‬تنظيف‭ ‬الفحم‭ ‬ومعالجته‭ ‬قبل‭ ‬حرقه‭ ‬وإزالة‭ ‬الكبريت‭ ‬والشوائب‭ ‬الأخرى‭ ‬منه،‭ ‬ثم‭ ‬وضع‭ ‬أجهزة‭ ‬للتحكم‭ ‬ومعالجة‭ ‬الملوثات‭ ‬قبل‭ ‬انبعاثها‭ ‬إلى‭ ‬الهواء‭ ‬الجوي،‭ ‬أي‭ ‬أنها‭ ‬تتبع‭ ‬سياسة‭ ‬‮«‬المعالجة‮»‬،‭ ‬وليست‭ ‬سياسة‭ ‬الوقاية‭ ‬والمنع‭. ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬تسعى‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬إلى‭ ‬استخدام‭ ‬مصادر‭ ‬بديلة‭ ‬للطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬والنظيفة‭ ‬لدعم‭ ‬وقود‭ ‬الفحم،‭ ‬مثل‭ ‬الغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬كمصدر‭ ‬أفضل‭ ‬بيئياً‭ ‬وصحياً‭ ‬من‭ ‬الفحم،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬الطاقة‭ ‬النووية،‭ ‬والطاقة‭ ‬الشمسية،‭ ‬وطاقة‭ ‬الرياح،‭ ‬وطاقة‭ ‬الماء‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬بناء‭ ‬السدود‭.‬

‭ ‬ولذلك‭ ‬نجد‭ ‬أنه‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬سياسة‭ ‬الوقاية‭ ‬ومنع‭ ‬انبعاث‭ ‬الملوثات‭ ‬من‭ ‬مصادرها‭ ‬تُعد‭ ‬السياسة‭ ‬الأكثر‭ ‬استدامة‭ ‬والأكثر‭ ‬جدوى‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬البيئية‭ ‬والصحية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والاجتماعية،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬مازالت‭ ‬تتبع‭ ‬سياسة‭ ‬المعالجة‭ ‬والتحكم‭ ‬في‭ ‬الملوثات‭ ‬لأنها‭ ‬بالنسبة‭ ‬إليها‭ ‬أكثر‭ ‬عملية‭ ‬وواقعية،‭ ‬وتُعد‭ ‬بالنسبة‭ ‬إليهم‭ ‬الاختيار‭ ‬الأنسب‭ ‬اقتصاديا‭.  ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا