العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

من أجل دعم قطاع السياحة

بقلم: د. نبيل العسومي

السبت ٠٦ يوليو ٢٠٢٤ - 02:00

للسياحة‭ ‬دور‭ ‬كبير‭ ‬ومهم‭ ‬لدعم‭ ‬وتعزيز‭ ‬وزيادة‭ ‬الدخل‭ ‬القومي‭ ‬للبلدان‭ ‬ولذلك‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬تشجيع‭ ‬السياحة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توظيف‭ ‬مواقعها‭ ‬وأجوائها‭ ‬ومناخها‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقديم‭ ‬التسهيلات‭ ‬المختلفة‭ ‬لجذب‭ ‬أكبر‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬السياح‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬العام‭ ‬وعدم‭ ‬الاقتصار‭ ‬على‭ ‬أوقات‭ ‬أو‭ ‬مواسم‭ ‬محددة،‭ ‬حيث‭ ‬أصبحت‭ ‬السياحة‭ ‬مصدر‭ ‬أساسيا‭ ‬ورافدا‭ ‬مهما‭ ‬من‭ ‬روافد‭ ‬دعم‭ ‬الميزانية‭ ‬العامة‭ ‬للدولة‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬أنها‭ ‬توفر‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬فرص‭ ‬العمل‭ ‬للمواطنين‭ ‬مما‭ ‬يعني‭ ‬توفير‭ ‬حياة‭ ‬كريمة‭ ‬لآلاف‭ ‬الأسر‭ ‬ودعم‭ ‬القطاعات‭ ‬الأخرى‭ ‬مثل‭ ‬المطاعم‭ ‬والأسواق‭ ‬والمجمعات‭ ‬وسيارات‭ ‬الأجرة‭ ‬وغيرها،‭ ‬فخلال‭ ‬السنوات‭ ‬القليلة‭ ‬الماضية‭ ‬اتخذت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬البلدان‭ ‬خطوات‭ ‬مهمة‭ ‬للاستثمار‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬السياحة‭ ‬بمختلف‭ ‬أشكالها‭ ‬وأنواعها‭ ‬لتكون‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬المنافسة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬الذي‭ ‬يشهد‭ ‬تنافسا‭ ‬شديدا،‭ ‬حيث‭ ‬سهلت‭ ‬عملية‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬التأشيرة،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬بعض‭ ‬بلدانها‭ ‬ألغت‭ ‬مسألة‭ ‬التأشيرة‭ ‬وجعلت‭ ‬الدخول‭ ‬إليها‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬التأشيرة‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استخراج‭ ‬الفيزا‭ ‬الإليكترونية‭ ‬وعملت‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬بقطاع‭ ‬السياحة‭ ‬على‭ ‬تنظيم‭ ‬الأنشطة‭ ‬والبرامج‭ ‬والمواسم‭ ‬السياحة‭ ‬لاستقطاب‭ ‬أكبر‭ ‬عدد‭ ‬ممكن‭ ‬من‭ ‬السياح‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬العام‭.‬

ودخل‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬على‭ ‬خط‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬السياحة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬بناء‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الفنادق‭ ‬بمختلف‭ ‬مستوياتها‭ ‬وفي‭ ‬مواقع‭ ‬مختلفة‭ ‬تقدم‭ ‬أفضل‭ ‬خدماتها‭ ‬للسياح،‭ ‬ومملكة‭ ‬البحرين‭ ‬حالها‭ ‬حال‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬كانت‭ ‬من‭ ‬أوائل‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬أولت‭ ‬قطاع‭ ‬السياحة‭ ‬جل‭ ‬اهتمامها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقديم‭ ‬التسهيلات‭ ‬المختلفة‭ ‬مستخدمة‭ ‬موقعها‭ ‬الجغرافي‭ ‬المتميز‭  ‬وما‭ ‬تتمتع‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬مناخ‭ ‬ملائم‭ ‬وبحر‭ ‬وشمس‭ ‬طوال‭ ‬العام‭ ‬وخدمات‭ ‬متطورة‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬ينشده‭ ‬السائح‭ ‬الأوروبي‭ ‬تحديدا‭ ‬خصوصا‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬الشتاء‭ ‬ومنها‭ ‬مسألة‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬التأشيرة‭ ‬وبأسعار‭ ‬رمزية‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬المطار‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الفيزا‭ ‬الإليكترونية‭ ‬أو‭ ‬تشجيع‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬للاستثمار‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬السياحة،‭ ‬حيث‭ ‬شاهدنا‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬القليلة‭ ‬الماضية‭ ‬بناء‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الفنادق‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬مناطق‭ ‬البحرين‭ ‬وعلى‭ ‬سواحلها‭ ‬وتسويق‭ ‬البحرين‭ ‬سياحيا‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العالمي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المشاركات‭ ‬البحرينية‭ ‬المختلفة‭ ‬في‭ ‬المعارض‭ ‬السياحية‭ ‬العالمية‭ ‬حتى‭ ‬أصبحت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وجه‭ ‬سياحية‭ ‬محببة‭ ‬وخاصة‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬السياح‭ ‬الأوروبيين‭ ‬شاهدنا‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الأفواج‭ ‬السياحية‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬زارت‭ ‬البحرين‭ ‬وفق‭ ‬خطة‭ ‬وزارة‭ ‬السياحة‭ ‬وهيئة‭ ‬البحرين‭ ‬للسياحة‭ ‬والمعارض‭ ‬ضمن‭ ‬برنامج‭ ‬كروز‭ ‬حيث‭ ‬زار‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬آلاف‭ ‬السياح‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬بلدان‭ ‬العالم‭ ‬وخصوصا‭ ‬من‭ ‬روسيا‭ ‬الاتحادية‭ ‬التي‭ ‬قدمت‭ ‬لهم‭ ‬جمعية‭ ‬الصداقة‭ ‬البحرينية‭ ‬الروسية‭ ‬المساعدة‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬وجودهم‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬ضمن‭ ‬برنامج‭ ‬كروز‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬تم‭ ‬بناء‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الفنادق‭ ‬بمختلف‭ ‬مستوياتها‭ ‬لاستيعاب‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬السياح‭ ‬القادمين‭ ‬لدعم‭ ‬الجهود‭ ‬الرسمية‭ ‬لتشجيع‭ ‬السياحة‭ ‬هذه‭ ‬الجهود‭ ‬التي‭ ‬تبذلها‭ ‬وزارة‭ ‬السياحة‭ ‬وهيئة‭ ‬البحرين‭ ‬للسياحة‭ ‬والمعارض‭ ‬وهي‭ ‬جهود‭ ‬طيبة‭ ‬تذكر‭ ‬فتشكر،‭ ‬ومع‭ ‬إيماننا‭ ‬ويقيننا‭ ‬التام‭ ‬بأهمية‭ ‬هذه‭ ‬الجهود‭ ‬ودورها‭ ‬في‭ ‬النهوض‭ ‬بقطاع‭ ‬السياحة‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬تبقى‭ ‬ناقصة‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يساندها‭ ‬ويدعمها‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬الفنادق‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬يملكها‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬ونعني‭ ‬بالدعم‭ ‬هنا‭ ‬تقديم‭ ‬عروض‭ ‬ترويجية‭ ‬وبأسعار‭ ‬معقولة‭ ‬في‭ ‬متناول‭ ‬السياح‭ ‬بمختلف‭ ‬فئاتهم‭ ‬وبناء‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬فنادق‭ ‬الثلاث‭ ‬والأربع‭ ‬نجوم‭ ‬وعدم‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬فنادق‭ ‬الخمس‭ ‬نجوم‭ ‬فقط‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬بناء‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الفنائق‭ ‬الشاطئية‭ ‬لجذب‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬السياح‭ ‬الأوروبيين‭ ‬وتنظيم‭ ‬رحلات‭ ‬الجارتر‭ ‬وخصوصا‭ ‬من‭ ‬روسيا‭ ‬الاتحادية‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬ما‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬بعض‭ ‬البلدان‭ ‬مثل‭ ‬تركيا‭ ‬وجمهورية‭ ‬مصر‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬حولت‭ ‬مدينتي‭ ‬شرم‭ ‬الشيخ‭ ‬والغردقة‭ ‬إلى‭ ‬وجهة‭ ‬سياحية‭ ‬يؤومها‭ ‬السياح‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬العام‭ ‬بفضل‭ ‬الأسعار‭ ‬التشجيعية‭ ‬والتنافسية‭ ‬والتسهيلات‭ ‬والخدمات‭ ‬التي‭ ‬قدمتها‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬بقطاع‭ ‬السياحة‭ ‬في‭ ‬الشقيقة‭ ‬مصر‭.‬

إننا‭ ‬نعتقد‭ ‬أن‭ ‬التنسيق‭ ‬بين‭ ‬القطاعين‭ ‬الحكومي‭ ‬والخاص‭ ‬ضروري‭ ‬ومهم‭ ‬لتطوير‭ ‬السياحة‭ ‬والاستثمار‭ ‬فيها‭ ‬لتكون‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬المنافسة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التسهيلات‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬تقدمها‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‭ ‬لأن‭ ‬بناء‭ ‬فنادق‭ ‬فقط‭ ‬لن‭ ‬يحقق‭ ‬الأهداف‭ ‬المرجوة‭ ‬من‭ ‬السياحة‭ ‬وقد‭ ‬تقتصر‭ ‬على‭ ‬زوار‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭ ‬عامة‭ ‬والمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬الشقيقة‭ ‬خاصة‭ ‬وبشكل‭ ‬خاص‭ ‬خلال‭ ‬عطلة‭ ‬نهاية‭ ‬الأسبوع،‭ ‬ونعتقد‭ ‬هنا‭ ‬أيضا‭ ‬بأنه‭ ‬يجب‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬السياحة‭ ‬مع‭ ‬روسيا‭ ‬الاتحادية،‭ ‬حيث‭ ‬يعشق‭ ‬السائح‭ ‬الروسي‭ ‬البحر‭ ‬والشمس،‭ ‬وهذا‭ ‬متوافر‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬العام‭ ‬والحمد‭ ‬لله،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬المسافة‭ ‬بين‭ ‬البحرين‭ ‬وروسيا‭ ‬قريبة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تسويق‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المدن‭ ‬والأقاليم‭ ‬والمقاطعات‭ ‬الروسية‭ ‬وتشجيع‭ ‬رحلات‭ ‬الجارتر‭ ‬بين‭ ‬البحرين‭ ‬ومختلف‭ ‬المدن‭ ‬الروسية‭ ‬ونعتقد‭ ‬بأن‭ ‬هذه‭ ‬الملاحظة‭ ‬ليست‭ ‬بغائبة‭ ‬عن‭ ‬القائمين‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬السياحة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬وإنما‭ ‬أردنا‭ ‬التذكير‭ ‬بها‭ ‬فإن‭ ‬الذكرى‭ ‬تنفع‭ ‬المؤمنين‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا