العدد : ١٧٠٨١ - السبت ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٨١ - السبت ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

التعليم المستدام جسرٌ للعبور نحو المستقبل

بقلم: د. فاطمة ناصر

السبت ٠٧ سبتمبر ٢٠٢٤ - 02:00

يعد‭ ‬التعليم‭ ‬أساس‭ ‬الانطلاق‭ ‬نحو‭ ‬التقدم‭ ‬والازدهار‭ ‬لأي‭ ‬مجتمع،‭ ‬وأساس‭ ‬تحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬وتحقيق‭ ‬رخاء‭ ‬الإنسان‭ ‬ورفاهيته،‭ ‬وقد‭ ‬شهد‭ ‬النصف‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬ارتفاعًا‭ ‬ملحوظًا‭ ‬في‭ ‬المستوى‭ ‬التعليمي‭ ‬لأغلبية‭ ‬شعوب‭ ‬العالم‭ ‬عمومًا،‭ ‬والبلدان‭ ‬النامية‭ ‬بشكل‭ ‬خاص،‭ ‬ما‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬انخفاض‭ ‬نسب‭ ‬الفقر‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬مقارنة‭ ‬بما‭ ‬كانت‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الالتفات‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬التعليم‭ ‬وفاعليته،‭ ‬لذا‭ ‬فإن‭ ‬تطوير‭ ‬التعليم‭ ‬عملية‭ ‬ومطلب‭ ‬مهم‭ ‬لبلوغ‭ ‬سلم‭ ‬الرقي‭ ‬الحضاري‭ ‬للبشرية،‭ ‬حيثُ‭ ‬شَكَّل‭ ‬محوراً‭ ‬أساسيًا‭ ‬لكافة‭ ‬الخطط‭ ‬التنموية‭ ‬في‭ ‬اقتصادات‭ ‬الدول،‭ ‬كما‭ ‬انه‭ ‬ركيزة‭ ‬مهمة‭ ‬من‭ ‬مرتكزات‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬المهام‭ ‬الرئيسية‭ ‬الأخرى‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالجوانب‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والثقافية‭ ‬والسياسية،‭ ‬وأن‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬النظام‭ ‬التعليمي‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬بلاد‭ ‬العالم‭ ‬يعُد‭ ‬أمرًا‭ ‬أساسيا،‭ ‬وركنًا‭ ‬من‭ ‬أركان‭ ‬أي‭ ‬دولة؛‭ ‬إذ‭ ‬يمثل‭ ‬الهوية‭ ‬الوطنية،‭ ‬وحقا‭ ‬من‭ ‬حقوق‭ ‬المواطنة،‭ ‬تكفله‭ ‬الدولة‭ ‬وتسخر‭ ‬أجهزتها‭ ‬كافة‭ ‬لتحقيقه،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬معمول‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬اغلبية‭ ‬الدول،‭ ‬منها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬كما‭ ‬ورد‭ ‬بدستورها‭ ‬الوطني‭ ‬ما‭ ‬يمثل‭ ‬هذا‭ ‬الحق‭ ‬لمواطنيها،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬قانون‭ ‬رَقَم‭ (‬27‭) ‬لسنة‭ ‬2005م،‭ ‬الذي‭ ‬ينص‭ ‬على‭ ‬‮«‬أن‭ ‬التعليم‭ ‬حق‭ ‬تكفله‭ ‬المملكة‭ ‬لجميع‭ ‬المواطنين‭ ‬وتنبثق‭ ‬فلسفة‭ ‬التعليم‭ ‬من‭ ‬ثوابت‭ ‬وقيم‭ ‬الدين‭ ‬الإسلامي‭ ‬الحنيف‭ ‬والتفاعل‭ ‬الإنساني‭ ‬والحضاري‭ ‬والانتماء‭ ‬العربي‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬والإطار‭ ‬الثقافي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬لشعب‭ ‬البحرين‭ ‬كامتداد‭ ‬لتراثه‭ ‬العريق‭ ‬وأحكام‭ ‬الدستور،‭ ‬وذلك‭ ‬سعياً‭ ‬لتحقيق‭ ‬سعادة‭ ‬المواطن‭ ‬وتقوية‭ ‬شخصيته‭ ‬واعتزازه‭ ‬بدينه‭ ‬وقيمه‭ ‬ووطنه‭ ‬وعروبته‭ ‬دعمًا‭ ‬لتنمية‭ ‬المجتمع،‭ ‬وتحقيق‭ ‬رخائه‭ ‬وتقدمه‮»‬‭.‬

عدّ‭ ‬التعليم‭ ‬كذلك‭ ‬قاعدة‭ ‬أساسية‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬جوانب‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬الصحية،‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والبيئية‭ ‬والسياسية،‭ ‬التجارية،‭ ‬والصناعية،‭ ‬وجميع‭ ‬أنظمة‭ ‬المجتمع‭ ‬وأركان‭ ‬الدولة‭ ‬الأخرى،‭ ‬حيثُ‭ ‬إن‭ ‬النظام‭ ‬التعليمي‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬دولة‭ ‬يعمل‭ ‬في‭ ‬مسارات‭ ‬متصلة‭ ‬مع‭ ‬أنظمة‭ ‬المجتمع‭ ‬الأخرى،‭ ‬ووفق‭ ‬منظومة‭ ‬شاملة‭ ‬ومتكاملة،‭ ‬عدّ‭ ‬النظام‭ ‬التعليمي‭ ‬أحد‭ ‬أركان‭ ‬هذه‭ ‬المنظومة،‭ ‬بل‭ ‬إنه‭ ‬عدّ‭ ‬الركيزة‭ ‬الأساسية‭ ‬لبناء‭ ‬المجتمعات،‭ ‬وبناء‭ ‬الأوطان،‭ ‬وهو‭ ‬الطريق‭ ‬الذي‭ ‬يرسم‭ ‬خطوط‭ ‬التنمية‭ ‬الشاملة‭ ‬بأبعادها‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والبيئية‭. ‬وبحسب‭ ‬ما‭ ‬أشارت‭ ‬أيرينا‭ ‬بوكوفا،‭ ‬المديرة‭ ‬العامة‭ ‬لليونيسكو‭: ‬‮«‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تتغير‭ ‬نظرتنا‭ ‬إلى‭ ‬الدور‭ ‬الذي‭ ‬يؤديه‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬العالمية‭ ‬تغيرًا‭ ‬جذريًا،‭ ‬فهو‭ ‬عامل‭ ‬يُحفز‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬رفاه‭ ‬الأفراد،‭ ‬وبناء‭ ‬مستقبل‭ ‬كوكبنا‭ ‬الأرض‭. ‬وتمكن‭ ‬مسؤولية‭ ‬التعليم‭ ‬اليوم‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أيّ‭ ‬وقت‭ ‬مضى‭ ‬في‭ ‬مواكبة‭ ‬تحديات‭ ‬القرن‭ ‬الحادي‭ ‬والعشرين‭ ‬وتطلعاته‭ ‬وفي‭ ‬تعزيز‭ ‬القيم‭ ‬والمهارات‭ ‬الكفيلة‭ ‬بتحقيق‭ ‬النمو‭ ‬المستدام‭ ‬الشامل‭ ‬للجميع‭ ‬والتعايش‭ ‬السلمي‮»‬‭. ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬كانت‭ ‬مخرجات‭ ‬التعليم‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬تحديات‭ ‬العصر‭ ‬ومتطلباته‭ ‬المتجددة‭ ‬وعلى‭ ‬المنافسة‭ ‬على‭ ‬المستويين‭ ‬المحلي‭ ‬والدولي،‭ ‬ومواكبة‭ ‬المبتكرات‭ ‬العلمية‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬المتطورة،‭ ‬لتحقيق‭ ‬التقدم‭ ‬النوعي‭ ‬والجذري‭ ‬الهادف‭ ‬لأحداث‭ ‬التنمية‭ ‬الوطنية‭ ‬المستدامة‭. ‬

إن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تتميز‭ ‬بأن‭ ‬نظامها‭ ‬التعليمي‭ ‬يمتلك‭ ‬خريطة‭ ‬طريق‭ ‬تستند‭ ‬إلى‭ ‬الدراسات‭ ‬العملية‭ ‬والأدبيات‭ ‬التربوية‭ ‬الحديثة،‭ ‬وتقديم‭ ‬خطَّةً‭ ‬تكفل‭ ‬جودة‭ ‬التعليم‭ ‬لجميع‭ ‬فئات‭ ‬الطلبة‭. ‬والأهمّ‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬هو‭ ‬أنَّ‭ ‬قيادتنا‭ ‬الرشيدة‭ ‬أعطت‭ ‬الأولوية‭ ‬بشكل‭ ‬دقيق‭ ‬ومدروس‭ ‬لقيادة‭ ‬النظام‭ ‬التعليمي‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬مراحله‭ ‬بداية‭ ‬من‭ ‬التعليم‭ ‬الأساس‭ ‬وصولًا‭ ‬الى‭ ‬التعليم‭ ‬الجامعي،‭ ‬وتأكيد‭ ‬أنّه‭ ‬‮«‬حقّ‭ ‬من‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬وصالح‭ ‬عام،‭ ‬ومسؤوليّة‭ ‬عامة‭. ‬وذلك‭ ‬بالعمل‭ ‬وفق‭ ‬استراتيجية‭ ‬وطنيَّة‭ ‬متكاملة‭ ‬للنهوض‭ ‬بالعقل‭ ‬والتَّعليم‭ ‬وبناء‭ ‬المواطن‭ ‬البحريني‭. ‬وضمن‭ ‬هذا‭ ‬الإطار،‭ ‬فقد‭ ‬أكّدَ‭ ‬سعادة‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬مبارك‭ ‬جمعة‭ ‬وزير‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم،‭ ‬أنَّ‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بتوجيهات‭ ‬القيادة‭ ‬الرشيدة‭ ‬تولي‭ ‬اهتمامًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬للتعليم‭ ‬باعتباره‭ ‬المكون‭ ‬الرئيس‭ ‬لتنمية‭ ‬العنصر‭ ‬البشري،‭ ‬والرافد‭ ‬الأساسي‭ ‬للتنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬وجزءًا‭ ‬أساسيًا‭ ‬من‭ ‬رؤية‭ ‬المملكة‭ ‬الوطنية‭ ‬2030‭ ‬التي‭ ‬عدّ‭ ‬جودة‭ ‬التعليم‭ ‬إحدى‭ ‬ركائزها‭ ‬الأساسيّة‭. ‬ولم‭ ‬يَصِل‭ ‬قطاعُ‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬المستوى‭ ‬المتقدم‭ ‬الا‭ ‬بفضل‭ ‬تضافر‭ ‬الجهود‭ ‬الوطنية‭ ‬المخلصة‭ ‬من‭ ‬القيادات‭ ‬التربوية؛‭ ‬ونتاج‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬الاستثمار‭ ‬والعمل‭ ‬المتواصل‭ ‬وفق‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬العامة‭ ‬للتعليم‭ ‬المنبثقة‭ ‬من‭ ‬أولويات‭ ‬الدولة‭. ‬واليوم،‭ ‬نرى‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬الحيوي‭ ‬يرتقي‭ ‬الى‭ ‬مصاف‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة‭.‬

كان‭ ‬ومازال‭ ‬التعليم‭ ‬هو‭ ‬الاستثمار‭ ‬الأهم‭ ‬لمملكتنا‭ ‬الحبيبة،‭ ‬الذي‭ ‬سيعود‭ ‬على‭ ‬المملكة‭ ‬نماءً‭ ‬وتطورًا‭ ‬وتحديثًا‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات‭. ‬والدليل‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬تلك‭ ‬النّجاحات‭ ‬والمُبادرات‭ ‬التعليميّة‭ ‬والتربوية‭ ‬الرائدة‭ ‬التي‭ ‬حقّقتها‭ ‬وأطلقتها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ممثلةً‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم،‭ ‬ونشير‭ ‬أيضا‭ ‬إلى‭ ‬أنَّ‭ ‬منظومة‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬تتّسم‭ ‬بالمعايير‭ ‬العالمية‭ ‬وتتوافق‭ ‬معها‭ ‬تمامًا،‭ ‬وتؤهل‭ ‬طالب‭ ‬التعليم‭ ‬العام‭ ‬لمواصلة‭ ‬دراساته‭ ‬الجامعية‭ ‬والعُليا‭ ‬أو‭ ‬الالتحاق‭ ‬بسوق‭ ‬العمل‭ ‬وبناء‭ ‬أجيال‭ ‬متمكنة‭ ‬من‭ ‬المعارف‭ ‬والمهارات‭ ‬الحياتية،‭ ‬قادرة‭ ‬ومؤهلة‭ ‬لخدمة‭ ‬مجتمعها‭ ‬ووطنها‭ ‬وتحمّل‭ ‬المسؤوليات‭ ‬التي‭ ‬تناط‭ ‬بها،‭ ‬كذلك‭ ‬فقد‭ ‬تم‭ ‬توجيه‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الجهود‭ ‬نحو‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالطلبة‭ ‬ذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة،‭ ‬وتسريع‭ ‬الخدمات‭ ‬اللازم‭ ‬توافرها‭ ‬وفقًا‭ ‬لاحتياجاتهم،‭ ‬ومنها‭ ‬التقييم‭ ‬والاستشارات‭ ‬والدعم،‭ ‬فضلًا‭ ‬عن‭ ‬الاهتمام‭ ‬بمهاراتهم‭ ‬الإدراكيّة‭ ‬والمعرفية‭ ‬والأكاديمية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬ورعايتهم‭ ‬الذاتيّة،‭ ‬وتحديد‭ ‬البيئة‭ ‬والبدائل‭ ‬التعليمية‭ ‬المناسبة‭ ‬لهم‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬نشير‭ ‬كذلك‭ ‬إلى‭ ‬اهتمام‭ ‬المملكة‭ ‬ممثلةً‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم،‭ ‬بتجويد‭ ‬العمليات‭ ‬التعليمية‭ ‬ضمن‭ ‬إطار‭ ‬رؤية‭ ‬البحرين‭ ‬الاقتصادية‭ ‬2030،‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬اقتصاد‭ ‬المعرفة‭ ‬وبناء‭ ‬جيل‭ ‬جديد‭ ‬من‭ ‬المبتكرين‭ ‬والمفكرين،‭ ‬ويشار‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬إلى‭ ‬أنَّ‭ ‬التعليم‭ ‬بالبحرين‭ ‬تأسس‭ ‬في‭ ‬مطلع‭ ‬القرن‭ ‬العشرين،‭ ‬وقد‭ ‬اقتصر‭ ‬على‭ ‬الكتاتيب،‭ ‬وهي‭ ‬معاهد‭ ‬تعليمية‭ ‬تقليدية‭ ‬هدفها‭ ‬الأساسي‭ ‬تعليم‭ ‬قراءة‭ ‬القرآن‭ ‬للنشء،‭ ‬وبالتحديد‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1919،‭ ‬فقد‭ ‬تأسست‭ ‬مدرسة‭ ‬الهداية‭ ‬الخليفية‭ ‬للبنين‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬المحرق،‭ ‬التي‭ ‬مازالت‭ ‬صرحًا‭ ‬تعليميًا‭ ‬شاهدًا‭ ‬على‭ ‬عراقة‭ ‬التاريخ‭ ‬التعليمي‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬وأصالته،‭ ‬وبعدها‭ ‬تسارعت‭ ‬وتيرة‭ ‬تطوّره‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬لتشمل‭ ‬جميع‭ ‬السكان‭ ‬من‭ ‬الجنسين‭ ‬وفي‭ ‬جميع‭ ‬المراحل‭ ‬وصولًا‭ ‬إلى‭ ‬التعليم‭ ‬الجامعي‭. ‬مما‭ ‬يدعم‭ ‬تأكيد‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬دومًا‭ ‬أن‭ ‬التعليم‭ ‬حق‭ ‬مكتسب‭ ‬لكل‭ ‬مواطن‭ ‬يكفله‭ ‬الدستور،‭ ‬ومِفتاح‭ ‬لحلّ‭ ‬القضايا‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬السائدة،‭ ‬ووسيلة‭ ‬لغرس‭ ‬الثقافة‭ ‬والهُوية‭ ‬وعامل‭ ‬تمكين‭ ‬اجتماعي‭ ‬واقتصادي‭.‬

ونختم‭ ‬بالقول،‭ ‬إن‭ ‬مسؤولية‭ ‬التعليم‭ ‬تظل‭ ‬على‭ ‬عاتق‭ ‬الجميع،‭ ‬وفيها‭ ‬أسرة‭ ‬الطالب‭ ‬ومحيطه‭ ‬الذي‭ ‬يعيش‭ ‬فيه،‭ ‬باعتبارهما‭ ‬جزءًا‭ ‬مكملًا‭ ‬ومهمًا‭ ‬في‭ ‬حياته‭ ‬ومسيرته‭ ‬التعليمية،‭ ‬لذا‭ ‬فقد‭ ‬صدرت‭ ‬التوجيهات‭ ‬الراقية‭ ‬عن‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬حفظه‭ ‬الله،‭ ‬بإقامة‭ ‬يوم‭ ‬تعريفي‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المدارس‭ ‬الحكومية‭ ‬لأولياء‭ ‬الأمور‭ ‬وإشراكهم‭ ‬مع‭ ‬الطلبة‭ ‬في‭ ‬استقبال‭ ‬العام‭ ‬الدراسي‭ ‬لتعزيز‭ ‬روح‭ ‬المشاركة،‭ ‬والتآلف‭ ‬بين‭ ‬البيت‭ ‬والمدرسة‭. ‬ومزيدًا‭ ‬من‭ ‬دعم‭ ‬قطاع‭ ‬التعليم‭ ‬وربطه‭ ‬بالتنمية‭ ‬الشاملة‭ ‬والمستدامة،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬ردم‭ ‬الفجوة‭ ‬العلمية‭ ‬والنهوض‭ ‬بالمستوى‭ ‬الوطني‭ ‬نحو‭ ‬مخرجات‭ ‬أفضل‭ ‬تتلاءم‭ ‬مع‭ ‬متطلبات‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭. ‬لذا،‭ ‬فإن‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬زيادة‭ ‬تعزيز‭ ‬جودة‭ ‬التعليم‭ ‬بات‭ ‬نهجًا‭ ‬وطنيًا‭ ‬اعتمدته‭ ‬المملكة،‭ ‬لضمان‭ ‬تقديم‭ ‬منتج‭ ‬تعليمي‭ ‬بجودة‭ ‬عالية‭ ‬وفق‭ ‬معايير‭ ‬معتمدة،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬تنمية‭ ‬المؤسسات‭ ‬وبناء‭ ‬المنظومة‭ ‬الوطنية‭ ‬للتربية‭ ‬والعلوم‭ ‬والثقافة،‭ ‬وللوقوف‭ ‬على‭ ‬أهميتها‭ ‬تمت‭ ‬إعادة‭ ‬تشكيل‭ ‬لجنة‭ ‬البحرين‭ ‬الوطنية‭ ‬للتربية‭ ‬والعلوم‭ ‬والثقافة‭ ‬بمرسوم‭ ‬ملكي‭ ‬رَقْم‭ (‬69‭) ‬لسنة‭ ‬2024،‭ ‬وهذا‭ ‬انما‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬الاهتمام‭ ‬الذي‭ ‬توليه‭ ‬المملكة‭ ‬بإعطاء‭ ‬الأولوية‭ ‬للتعليم‭ ‬الهادف‭ ‬والمعرفة‭ ‬والثقافة،‭ ‬والوقوف‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬تحقق‭ ‬النتائج‭ ‬لكافة‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع،‭ ‬وبالتالي‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬والنجاحات‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬المستويات‭ ‬والمجالات‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬حصول‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬المؤشرات‭ ‬العالمية،‭ ‬بفضل‭ ‬ارتفاع‭ ‬مستوى‭ ‬التعليم،‭ ‬حفظ‭ ‬الله‭ ‬مملكتنا‭ ‬الحبيبة‭ ‬تحت‭ ‬ظل‭ ‬قيادتنا‭ ‬الرشيدة،‭ ‬وبوركت‭ ‬جهود‭ ‬المخلصين‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬المعطاء،‭ ‬وخالص‭ ‬شكرنا‭ ‬وتقديرنا‭ ‬للقيادات‭ ‬التربوية‭ ‬والتعليمية‭ ‬لما‭ ‬تقدمه‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬من‭ ‬جهود‭ ‬جبارة‭ ‬ودائبة،‭ ‬لمستقبل‭ ‬أفضل‭ ‬لطلابنا‭ ‬الاعزاء،‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬يخص‭ ‬شؤون‭ ‬الحركة‭ ‬التعليمية‭ ‬في‭ ‬المملكة‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا