العدد : ١٧٠٨١ - السبت ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٨١ - السبت ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

رؤية غربية لأهداف الخليج الطموحة في تحول الطاقة

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الجمعة ٢٧ ديسمبر ٢٠٢٤ - 02:00

تتمتع‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬بمكانة‭ ‬رائدة‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬الطاقة‭ ‬العالمي،‭ ‬إذ‭ ‬تمثل‭ ‬نحو‭ ‬20%‭ ‬من‭ ‬الطلب‭ ‬العالمي‭ ‬اليومي‭ ‬على‭ ‬صادرات‭ ‬النفط‭ ‬الخام‭. ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬التحول‭ ‬العالمي‭ ‬نحو‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬النظيفة‭ ‬والمستدامة،‭ ‬تبنت‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬هذا‭ ‬التوجه،‭ ‬كجزء‭ ‬أساسي‭ ‬من‭ ‬خططها‭ ‬الاقتصادية‭ ‬طويلة‭ ‬الأجل،‭ ‬مستثمرة‭ ‬مليارات‭ ‬الدولارات‭ ‬بشكل‭ ‬جماعي‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬مشاريع‭ ‬توليد‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭.‬

وإلى‭ ‬جانب‭ ‬الطاقة‭ ‬الكهرومائية‭ ‬وطاقة‭ ‬الرياح،‭ ‬تحتل‭ ‬الطاقة‭ ‬الشمسية‭ ‬الصدارة‭ ‬بين‭ ‬مصادر‭ ‬توليد‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭. ‬وبفضل‭ ‬الموقع‭ ‬الجغرافي‭ ‬والمناخ‭ ‬المميز‭ ‬لدول‭ ‬الخليج،‭ ‬يشير‭ ‬مراقبو‭ ‬قطاع‭ ‬الطاقة،‭ ‬مثل‭ ‬كارين‭ ‬يونج،‭ ‬ولي‭ ‬تشين‭ ‬سيم،‭ ‬من‭ ‬معهد‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬إلى‭ ‬المزايا‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬تتمتع‭ ‬بها‭ ‬المنطقة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭. ‬

وفي‭ ‬تقييمهما‭ ‬لمشهد‭ ‬الطاقة‭ ‬الشمسية‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬أشارت‭ ‬الباحثتان‭ ‬إلى‭ ‬التناقض‭ ‬بين‭ ‬الأهداف‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والظروف‭ ‬المواتية‭ ‬للطاقة‭ ‬الشمسية‭ ‬في‭ ‬الخليج،‭ ‬ومستوى‭ ‬التوسع‭ ‬الفعلي،‭ ‬لهذا‭ ‬المصدر‭ ‬الحيوي‭ ‬للطاقة‭. ‬ولتجاوز‭ ‬هذه‭ ‬التحديات،‭ ‬قدّمتا‭ ‬عدة‭ ‬توصيات،‭ ‬أبرزها‭ ‬إجراء‭ ‬تعديلات‭ ‬تنظيمية‭ ‬يُعتقد‭ ‬أنها‭ ‬ستُحسن‭ ‬الكفاءة‭ ‬وتُسهم‭ ‬في‭ ‬تقليل‭ ‬العوائق‭ ‬المتبقية‭ ‬أمام‭ ‬التوسع‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬توليد‭ ‬الطاقة‭ ‬الشمسية،‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭.‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالمشهد‭ ‬الحالي‭ ‬للطاقة‭ ‬الشمسية‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬وخاصة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬ورغم‭ ‬استفادة‭ ‬المنطقة‭ ‬من‭ ‬موارد‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬بمستوى‭ ‬يفوق‭ ‬المتوسط‭ ‬العالمي؛‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬إنتاجها‭ ‬من‭ ‬الطاقة‭ ‬الشمسية‭ ‬وطاقة‭ ‬الرياح،‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬متأخرًا،‭ ‬مقارنة‭ ‬ببقية‭ ‬العالم،‭ ‬حيث‭ ‬يمثل‭ ‬إنتاج‭ ‬المنطقة‭ ‬0‭.‬9%‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬توليد‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬بالعالم‭ ‬في‭ ‬2023‭. ‬

ومع‭ ‬تحديد‭ ‬كل‭ ‬دولة‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬مواعيد‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬طموحة‭ ‬للانبعاثات‭ ‬الصفرية‭ ‬الصافية،‭ ‬وأهداف‭ ‬نسبية‭ ‬لخفض‭ ‬انبعاثات‭ ‬الكربون،‭ ‬وزيادة‭ ‬مساهمة‭ ‬مصادر‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬في‭ ‬إجمالي‭ ‬إنتاجها‭ ‬من‭ ‬الطاقة،‭ ‬مثل‭ (‬تقليل‭ ‬الانبعاثات‭ ‬بنسبة‭ ‬30%‭ ‬بحلول‭ ‬2035،‭ ‬ورفع‭ ‬مساهمة‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬إلى20%‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬بحلول‭ ‬2030‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬البحرين،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬توليد‭ ‬الهيدروجين،‭ ‬والطاقة‭ ‬الكهرومائية،‭ ‬وطاقة‭ ‬الرياح،‭ ‬والطاقة‭ ‬النووية‭)‬؛‭ ‬تظل‭ ‬الطاقة‭ ‬الشمسية،‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬الوسائل‭ ‬الرئيسية‭ ‬لتحقيق‭ ‬هذه‭ ‬الأهداف‭ ‬الطموحة‭.‬

ووفقًا‭ ‬للتصنيف‭ ‬العالمي‭ ‬الأخير‭ ‬لـإمكانات‭ ‬الطاقة‭ ‬الكهروضوئية‭ ‬حسب‭ ‬البلد،‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬برنامج‭ ‬المساعدة‭ ‬على‭ ‬إدارة‭ ‬قطاع‭ ‬الطاقة،‭ ‬تتمتع‭ ‬المنطقة‭ ‬بإمكانات‭ ‬مميزة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الطاقة‭ ‬الشمسية،‭ ‬حيث‭ ‬احتلت‭ ‬سلطنة‭ ‬عُمان،‭ ‬المرتبة‭ ‬السادسة‭ ‬عالميًا،‭ ‬والسعودية،‭ ‬السابعة،‭ ‬والإمارات،‭ ‬الرابعة‭ ‬عشرة،‭ ‬وقطر،‭ ‬الثالثة‭ ‬والعشرين،‭ ‬والبحرين،‭ ‬التاسعة‭ ‬والعشرين،‭ ‬والكويت،‭ ‬الحادية‭ ‬والأربعين‭. ‬وبالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬المناخية‭ ‬المواتية،‭ ‬أشارت‭ ‬يونج،‭ ‬وسيم،‭ ‬إلى‭ ‬امتلاك‭ ‬المنطقة‭ ‬أراضي‭ ‬صحراوية‭ ‬متاحة،‭ ‬أو‭ ‬منخفضة‭ ‬التكلفة‭ ‬لإنشاء‭ ‬محطات‭ ‬الطاقة‭ ‬الشمسية‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬ظروف‭ ‬تمويل‭ ‬مواتية‭ ‬من‭ ‬الشركات‭ ‬المملوكة‭ ‬للدولة‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬روبن‭ ‬ميلز،‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬كولومبيا،‭ ‬قد‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي،‭ ‬تمثل‭ ‬حاليًا‭ ‬0‭.‬7%‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬توليد‭ ‬الطاقة‭ ‬الشمسية‭ ‬عالميًا،‭ ‬فقد‭ ‬وصفت‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يونج،‭ ‬وسيم،‭ ‬الإمارات‭ ‬بأنها‭ ‬الاستثناء‭ ‬من‭ ‬اتجاه‭ ‬الأداء‭ ‬الضعيف،‭ ‬استنادًا‭ ‬إلى‭ ‬تحقيقها‭ ‬نصف‭ ‬طاقتها‭ ‬الشمسية‭ ‬المتوقعة،‭ ‬وتفوقها‭ ‬على‭ ‬نظيراتها‭ ‬الخليجية‭ ‬في‭ ‬توليد‭ ‬4%‭ ‬من‭ ‬الكهرباء‭ ‬المتجددة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2021،‭ ‬فضلًا‭ ‬عن‭ ‬امتلاكها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬60%‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬القدرة‭ ‬الإنتاجية‭ ‬للطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬وحوالي‭ ‬70%‭ ‬من‭ ‬استثمارات‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭. ‬وبحلول‭ ‬عام‭ ‬2050،‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬ترتفع‭ ‬حصتها‭ ‬من‭ ‬إنتاج‭ ‬الطاقة‭ ‬النظيفة‭ (‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الطاقة‭ ‬الشمسية،‭ ‬وطاقة‭ ‬الرياح،‭ ‬والطاقة‭ ‬النووية‭)‬،‭ ‬إلى‭ ‬44%‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬إنتاجها‭.‬

وكما‭ ‬أوضح‭ ‬الباحث‭ ‬فإن‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬الكهرباء‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬يهيمن‭ ‬عليه‭ ‬استخدام‭ ‬المباني،‭ ‬وخاصة‭ ‬لتكييف‭ ‬الهواء‭ ‬في‭ ‬الصيف،‭ ‬مما‭ ‬يجعل‭ ‬الألواح‭ ‬الشمسية‭ ‬وسيلة‭ ‬واضحة‭ ‬لتعزيز‭ ‬إنتاج‭ ‬الطاقة‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬العام‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تأثر‭ ‬كفاءة‭ ‬هذه‭ ‬الألواح‭ ‬بدرجات‭ ‬الحرارة‭ ‬المرتفعة؛‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬يتم‭ ‬تعويضه‭ ‬بطول‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬فصل‭ ‬الصيف،‭ ‬فيما‭ ‬تسعى‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬باستمرار‭ ‬لافتتاح‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬محطات‭ ‬الطاقة‭ ‬الشمسية‭ ‬الجديدة‭. ‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬أشار‭ ‬ميلز،‭ ‬إلى‭ ‬كيف‭ ‬تمكنت‭ ‬البحرين‭ -‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬مساحتها‭ ‬المحدودة‭ -‬من‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬57‭ ‬‮«‬ميغاواط‮»‬‭ ‬من‭ ‬الطاقة‭ ‬الشمسية‭ ‬المركبة‭ ‬بنهاية‭ ‬2023،‭ ‬ومن‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬تشهد‭ ‬قريبًا‭ ‬مشروعًا‭ ‬جديدًا‭ ‬للطاقة‭ ‬الشمسية؛‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬توليد‭ ‬72‭ ‬‮«‬ميغاواط‮»‬،‭ ‬بمنطقة‭ ‬الصخير؛‭ ‬مما‭ ‬سيعزز‭ ‬من‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬إنتاج‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭.‬

وفي‭ ‬سياق‭ ‬التوسع‭ ‬العالمي‭ ‬لقطاع‭ ‬الطاقة‭ ‬الشمسية‭ ‬المتجددة،‭ ‬يبرز‭ ‬الاستطلاع‭ ‬الذي‭ ‬أجرته‭ ‬شركة‭ ‬بيرو‭ ‬فيريتاس،‭ ‬عام‭ ‬2023‭ ‬على‭ ‬8000‭ ‬خبير‭ ‬دولي‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الطاقة،‭ ‬والذي‭ ‬أظهر‭ ‬أن‭ ‬98%‭ ‬من‭ ‬المشاركين‭ ‬اعتبروا‭ ‬أن‭ ‬القضايا‭ ‬التنظيمية،‭ ‬تشكل‭ ‬العائق‭ ‬الأساسي‭ ‬أمام‭ ‬توسيع‭ ‬استخدام‭ ‬الطاقة‭ ‬الشمسية‭. ‬وبالتالي،‭ ‬وضعوا‭ ‬أهمية‭ ‬لهذا‭ ‬العنصر‭ ‬تفوق‭ ‬العناصر‭ ‬المتعلقة‭ ‬بتحديد‭ ‬المواقع‭ ‬المحتملة‭ ‬للتوليد‭ (‬50%‭)‬،‭ ‬والتخوفات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بمرونة‭ ‬سلسلة‭ ‬التوريد‭ (‬34%‭). ‬

وفي‭ ‬حالة‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬فبالرغم‭ ‬من‭ ‬التحسينات‭ ‬التي‭ ‬طرأت‭ ‬على‭ ‬اللوائح‭ ‬الإقليمية،‭ ‬والقضايا‭ ‬التنظيمية،‭ ‬والتي‭ ‬جعلت‭ ‬قطاع‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬أكثر‭ ‬جذبًا‭ ‬للمستثمرين‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأربع‭ ‬الماضية؛‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬يونج،‭ ‬وسيم،‭ ‬أشارتا‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬عوامل‭ ‬مؤسسية‭ ‬وسوقية‭ ‬وفنية‭ ‬وثقافية،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬تحديات‭ ‬البنية‭ ‬التحتية،‭ ‬التي‭ ‬حالت‭ ‬دون‭ ‬ارتفاع‭ ‬نسبة‭ ‬توليد‭ ‬الطاقة‭ ‬الشمسية،‭ ‬بما‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬إمكانات‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭. ‬وعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬أوضحتا‭ ‬أن‭ ‬السعودية،‭ ‬وسلطنة‭ ‬عمان،‭ ‬لديهما‭ ‬بالفعل‭ ‬جهات‭ ‬إصدار‭ ‬معتمدة‭ ‬ومعترف‭ ‬بها‭ ‬عالميًا‭ ‬لشهادات‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬القابلة‭ ‬للتداول،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬بدأت‭ ‬البحرين‭ ‬برنامجًا‭ ‬تجريبيًا‭ ‬لإصدار‭ ‬هذه‭ ‬الشهادات‭ ‬اعتبارًا‭ ‬من‭ ‬ديسمبر2024‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬لم‭ ‬تتوفر‭ ‬هذه‭ ‬المنتجات‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬الكويت‭ ‬أو‭ ‬قطر‭. ‬أما‭ ‬في‭ ‬الإمارات،‭ ‬فمن‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬تسهم‭ ‬التعديلات‭ ‬التنظيمية‭ ‬الأخيرة،‭ ‬التي‭ ‬تقلل‭ ‬الحد‭ ‬الأقصى‭ ‬للسعة‭ ‬المركبة‭ ‬للألواح‭ ‬الشمسية‭ ‬على‭ ‬الأسطح‭ ‬المتصلة‭ ‬بالشبكة‭ ‬الوطنية،‭ ‬في‭ ‬إبطاء‭ ‬وتيرة‭ ‬التوسع‭ ‬اللافتة‭ ‬التي‭ ‬حققتها‭ ‬دبي‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الطاقة‭ ‬الشمسية‭.‬

وبناءً‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬قدمت‭ ‬يونج،‭ ‬وسيم،‭ ‬عدة‭ ‬توصيات‭ ‬لتحسين‭ ‬البيئة‭ ‬التنظيمية‭ ‬لتوليد‭ ‬الطاقة‭ ‬الشمسية‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج،‭ ‬والتي‭ ‬تتضمن‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬تنفيذ‭ ‬سياسات‭ ‬موحدة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الدولة؛‭ ‬لتحفيز‭ ‬انتشار‭ ‬الطاقة‭ ‬الشمسية،‭ ‬وأبرزها‭ ‬تبسيط‭ ‬ودمج‭ ‬عمليات‭ ‬تقديم‭ ‬الطلبات‭ ‬والموافقة‭ ‬على‭ ‬مرافق‭ ‬الألواح‭ ‬الشمسية‭ ‬الجديدة،‭ ‬حيث‭ ‬تؤكدان‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬ستقلل‭ ‬من‭ ‬الوقت‭ ‬والجهد‭ ‬المطلوبين‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬ذات‭ ‬مستويات‭ ‬الحوكمة‭ ‬المتداخلة‭ ‬نوعًا‭ ‬ما،‭ ‬وتحد‭ ‬من‭ ‬تأخير‭ ‬المشروعات‭.‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بشبكة‭ ‬الكهرباء‭ ‬الإقليمية‭ ‬المتصلة‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬والتي‭ ‬تديرها‭ ‬هيئة‭ ‬الربط‭ ‬الكهربائي،‭ ‬لدول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي؛‭ ‬دعت‭ ‬الباحثتان‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬الاستثمارات‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال؛‭ ‬لتمكين‭ ‬الشبكة‭ ‬من‭ ‬استيعاب‭ ‬وتوزيع‭ ‬الأحمال‭ ‬العالية‭ ‬من‭ ‬مصادر‭ ‬الطاقة‭ ‬باستخدام‭ ‬تقنيات‭ ‬إدارة‭ ‬الشبكات‭ ‬الحديثة،‭ ‬وأشارتا‭ ‬أيضًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الخطط‭ ‬التي‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬الربط‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬المجاورة،‭ ‬وتسهيل‭ ‬تجارة‭ ‬الكهرباء‭ ‬عبر‭ ‬الحدود‭ ‬بشكل‭ ‬أكثر‭ ‬كفاءة،‭ ‬قد‭ ‬تحقق‭ ‬فوائد‭ ‬كبيرة‭ ‬للمنطقة،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬توفير‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬17‭ ‬و25‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬وتقليل‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬استهلاك‭ ‬الطاقة‭ ‬بما‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬33‭ ‬‮«‬جيجاواط‮»‬‭.‬

من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬حثت‭ ‬الباحثتان‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬قدوة،‭ ‬عبر‭ ‬إلزام‭ ‬تركيب‭ ‬الألواح‭ ‬الشمسية‭ ‬على‭ ‬المباني‭ ‬العامة‭ ‬المؤهلة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تحسين‭ ‬بيئة‭ ‬العمل‭ ‬للمطورين‭ ‬من‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توجيهات‭ ‬سياسية‭ ‬واضحة،‭ ‬وحوافز‭ ‬مالية،‭ ‬ودعم‭ ‬تنظيمي‭. ‬وفي‭ ‬المقابل،‭ ‬اقترحتا‭ ‬التخفيض‭ ‬التدريجي‭ ‬للدعم‭ ‬الموجه‭ ‬للوقود‭ ‬الأحفوري،‭ ‬ما‭ ‬يتيح‭ ‬لمصادر‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة،‭ ‬كالألواح‭ ‬الشمسية،‭ ‬فرصة‭ ‬للتنافس‭ ‬بشكل‭ ‬عادل‭ ‬على‭ ‬فرص‭ ‬الاستثمار‭ ‬المتاحة‭ ‬حاليًا‭. ‬

وعلى‭ ‬الجانب‭ ‬التقني،‭ ‬واستمرارا‭ ‬لجهود‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬منصة‭ ‬معهد‭ ‬مصدر‭ ‬للطاقة‭ ‬الشمسية‭ ‬في‭ ‬الإمارات،‭ ‬وجامعة‭ ‬الملك‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬للعلوم‭ ‬والتقنية؛‭ ‬اقترحتا‭ ‬إنشاء‭ ‬مراكز‭ ‬أبحاث‭ ‬شمسية‭ ‬مخصصة‭ ‬للابتكار‭ ‬والتكيف،‭ ‬واختبار‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬الطاقة‭ ‬الشمسية‭ ‬للظروف‭ ‬المحلية،‭ ‬مع‭ ‬التركيز‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬على‭ ‬تحسين‭ ‬الكفاءة،‭ ‬وخفض‭ ‬التكاليف،‭ ‬وتسويق‭ ‬تقنيات‭ ‬إعادة‭ ‬التدوير،‭ ‬وتوسيع‭ ‬عمر‭ ‬المنشآت‭ ‬الشمسية‭.‬

إلى‭ ‬جانب‭ ‬هذه‭ ‬التوصيات،‭ ‬أشار‭ ‬ميلز،‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬البحرين،‭ ‬ومع‭ ‬استهدافها‭ ‬توليد‭ ‬20%‭ ‬من‭ ‬الطاقة‭ ‬من‭ ‬مصادر‭ ‬متجددة‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2035،‭ ‬فإن‭ ‬الجمع‭ ‬بين‭ ‬زيادة‭ ‬الألواح‭ ‬الشمسية‭ ‬الموزعة‭ ‬على‭ ‬الأسطح،‭ ‬ومرافق‭ ‬الطاقة‭ ‬الشمسية‭ ‬العائمة؛‭ ‬سيسهم‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬استغلال‭ ‬إمكانات‭ ‬الرياح‭ ‬البحرية،‭ ‬فيما‭ ‬سيكون‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬محطات‭ ‬توليد‭ ‬الطاقة‭ ‬في‭ ‬بلدان‭ ‬الخليج‭ ‬المجاورة،‭ ‬ضروريًا،‭ ‬لتحقيق‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الهدف‭. ‬وبحسب‭ ‬الباحث،‭ ‬فإن‭ ‬تحقيق‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬لأهدافها‭ ‬الطموحة‭ ‬في‭ ‬صافي‭ ‬الانبعاثات‭ ‬الصفرية،‭ ‬وزيادة‭ ‬توليد‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬خلال‭ ‬العقود‭ ‬المقبلة؛‭ ‬يتطلب‭ ‬تسريعًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬في‭ ‬وتيرة‭ ‬التنمية‭ ‬الحالية‭. ‬وينطبق‭ ‬هذا‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬قطاع‭ ‬الطاقة‭ ‬الشمسية،‭ ‬حيث‭ ‬دعا‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬الاهتمام‭ ‬الحكومي،‭ ‬وفتح‭ ‬المجال‭ ‬أمام‭ ‬مشاركة‭ ‬أوسع‭ ‬من‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭.‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬أشارت‭ ‬يونج،‭ ‬وسيم،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬تمر‭ ‬بنقطة‭ ‬محورية‭ ‬في‭ ‬رحلة‭ ‬تحول‭ ‬الطاقة؛‭ ‬لأن‭ ‬تسخير‭ ‬إمكانات‭ ‬الطاقة‭ ‬الشمسية‭ ‬الهائلة‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يحقق‭ ‬أمن‭ ‬الطاقة‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬الطويل،‭ ‬والاستقرار‭ ‬البيئي،‭ ‬والتنويع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬في‭ ‬آنٍ‭ ‬واحد،‭ ‬وأكدتا‭ ‬أن‭ ‬توصياتهما‭ -‬المذكورة‭ ‬أعلاه‭- ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬إنشاء‭ ‬إطار‭ ‬عمل‭ ‬يتماشى‭ ‬مع‭ ‬أفضل‭ ‬الممارسات‭ ‬العالمية،‭ ‬مع‭ ‬مراعاة‭ ‬الظروف‭ ‬الفريدة‭ ‬لدول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا