العدد : ١٧٠٨١ - السبت ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٨١ - السبت ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

اتجاهات التغيير في الواقع السوري بعد انهيار نظام الأسد

بقلم: جميل مطر {

الخميس ٢٦ ديسمبر ٢٠٢٤ - 02:00

دمشق‭ ‬ليست‭ ‬مجرد‭ ‬مدينة‭ ‬عربية‭ ‬أخرى‭. ‬لعلها،‭ ‬باعتبار‭ ‬التاريخ،‭ ‬أقدم‭ ‬مدن‭ ‬العرب‭. ‬ولعلها،‭ ‬باعتبار‭ ‬الجغرافيا،‭ ‬قلب‭ ‬هذه‭ ‬الأمة‭. ‬ولعلها،‭ ‬باعتبار‭ ‬السياسة‭ ‬الإقليمية‭ ‬العربية،‭ ‬العاصمة‭ ‬الاستثناء‭ ‬إن‭ ‬صح‭ ‬التعبير‭. ‬ولعلها،‭ ‬بحسب‭ ‬رأي‭ ‬أطراف‭ ‬في‭ ‬جلسة‭ ‬حوار،‭ ‬المشكلة‭ ‬صاحبة‭ ‬العدد‭ ‬الأكبر‭ ‬من‭ ‬الاعتبارات‭ ‬إن‭ ‬سمحت‭ ‬دمشق‭ ‬فجعلناها‭ ‬موضوع‭ ‬نقاش‭.‬

بالفعل‭ ‬بدأ‭ ‬النقاش‭ ‬وموضوعه‭ ‬ما‭ ‬وراء‭ ‬وما‭ ‬بعد‭ ‬التطورات‭ ‬الراهنة‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬وحولها‭ ‬بالاتفاق‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬أن‭ ‬يراعي‭ ‬أطراف‭ ‬النقاش‭ ‬اعتبارات‭ ‬بعينها‭ ‬تكاد‭ ‬تختص‭ ‬بها‭ ‬سوريا‭ ‬وأن‭ ‬يضعوها‭ ‬في‭ ‬الحسبان‭. ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬هذا‭ ‬ولا‭ ‬يقتضي‭ ‬بالضرورة‭ ‬الاعتراف‭ ‬بأن‭ ‬سوريا‭ ‬استثناء‭ ‬في‭ ‬منظومة‭ ‬الدول‭ ‬عامة‭ ‬والعربية‭ ‬بخاصة،‭ ‬ولكنه‭ ‬يظل‭ ‬بمثابة‭ ‬إقرار‭ ‬بأن‭ ‬سوريا‭ ‬صنيعة‭ ‬امتزاج‭ ‬يكاد‭ ‬يكون‭ ‬فريدًا‭ ‬لظروف‭ ‬إقليمية‭ ‬ودولية‭ ‬وطبائع‭ ‬دينية‭ ‬وعرقية‭ ‬وثقافات‭ ‬خلفتها‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬الغزوات‭ ‬شنت‭ ‬بعضها‭ ‬وشنها‭ ‬عليها‭ ‬البعض‭ ‬الآخر‭. ‬

لكن‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬عديد‭ ‬الاعتبارات‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تؤخذ‭ ‬في‭ ‬الحسبان‭ ‬هناك‭ ‬اعتبارات‭ ‬بعينها‭ ‬صارت‭ ‬في‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة‭ ‬تضغط‭ ‬بشدة‭ ‬لتسهم‭ ‬في‭ ‬صنع‭ ‬واقع‭ ‬جديد‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬ولكن‭ ‬أيضًا‭ ‬في‭ ‬الإقليم،‭ ‬وسوريا،‭ ‬كالمتوقع،‭ ‬في‭ ‬قلبه‭ ‬حتى‭ ‬عند‭ ‬التحضير‭ ‬له‭.‬

من‭ ‬العدد‭ ‬الكبير‭ ‬لهذه‭ ‬الاعتبارات‭ ‬اخترنا‭ ‬لإثراء‭ ‬النقاش‭ ‬عددا‭ ‬صار‭ ‬بالفعل‭ ‬من‭ ‬المتغيرات‭ ‬الأهم‭ ‬المحيطة‭ ‬بتطورات‭ ‬الوضع‭ ‬الراهن‭ ‬في‭ ‬سوريا،‭ ‬نعرضه‭ ‬بإيجاز‭ ‬مناسب‭ ‬فيما‭ ‬يلي‭:‬

أولاً‭: ‬لسوريا‭ ‬موقع‭ ‬استراتيجي‭ ‬ومقام‭ ‬معنوي‭ ‬في‭ ‬الإقليم‭ ‬منذ‭ ‬الفتح‭ ‬الإسلامي‭ ‬وربما‭ ‬من‭ ‬قبله‭ ‬وبالتأكيد‭ ‬من‭ ‬بعده‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬طموحات‭ ‬الدولة‭ ‬الأموية‭ ‬وتوسعاتها‭ ‬وبخاصة‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬إفريقيا‭ ‬وجنوب‭ ‬أوروبا‭ ‬وبالتحديد‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬إسبانيا،‭ ‬كل‭ ‬منهما،‭ ‬وأقصد‭ ‬الموقع‭ ‬والمقام،‭ ‬رتب‭ ‬على‭ ‬حكام‭ ‬سوريا‭ ‬التزامات‭ ‬وفرض‭ ‬سلوكيات‭ ‬بعينها‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬دمشق‭ ‬خاضعة‭ ‬لنفوذ‭ ‬خارجي‭ ‬أوسع‭ ‬أو‭ ‬هي‭ ‬نفسها‭ ‬صاحبة‭ ‬النفوذ‭.‬

ثانيا‭: ‬يعتقد‭ ‬المحلل‭ ‬القريب‭ ‬من‭ ‬السوريين‭ ‬وبخاصة‭ ‬من‭ ‬اختلط‭ ‬بهم‭ ‬في‭ ‬الداخل‭ ‬السوري‭ ‬أو‭ ‬خارجه‭ ‬أن‭ ‬صبر‭ ‬المواطن‭ ‬السوري‭ ‬نفد‭ ‬أو‭ ‬بدأ‭ ‬ينفد‭ ‬علما‭ ‬بأن‭ ‬السوري‭ ‬في‭ ‬الأصل‭ ‬إنسان‭ ‬‮«‬قلوق‮»‬‭ ‬إن‭ ‬صح‭ ‬التعبير‭.‬

‭ ‬يعتقد‭ ‬المحلل‭ ‬أيضا‭ ‬أن‭ ‬السوري‭ ‬إذا‭ ‬اعتنق‭ ‬أو‭ ‬تبنى‭ ‬عقيدة‭ ‬اختار‭ ‬جانبها‭ ‬المتطرف‭ ‬أو‭ ‬الأشد‭ ‬تطرفا‭ ‬وربما‭ ‬انتهى‭ ‬الأمر‭ ‬بأن‭ ‬تتصف‭ ‬العقيدة‭ ‬فعلا‭ ‬بالتطرف‭ ‬وهي‭ ‬في‭ ‬الأصل‭ ‬غير‭ ‬ذلك‭. ‬يشهد‭ ‬بذلك‭ ‬بعض‭ ‬مراقبي‭ ‬تطور‭ ‬فكر‭ ‬القومية‭ ‬العربية‭ ‬وتاريخ‭ ‬حزب‭ ‬البعث‭ ‬وموقعهما‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬السياسي‭ ‬العربي‭.‬

ثالثا‭: ‬تقع‭ ‬التطورات‭ ‬السورية‭ ‬الراهنة،‭ ‬ولوقت‭ ‬قادم،‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬تطورات‭ ‬قد‭ ‬تأخذ‭ ‬شكل‭ ‬تحولات‭ ‬في‭ ‬النظام‭ ‬الدولي‭ ‬وخاصة‭ ‬ما‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬قرب‭ ‬نهاية‭ ‬نظام‭ ‬الهيمنة،‭ ‬والمعروف‭ ‬بنظام‭ ‬القطب‭ ‬الواحد‭.‬

‭ ‬تتسم‭ ‬المرحلة‭ ‬الراهنة‭ ‬بصفة‭ ‬السيولة‭ ‬الدولية‭ ‬تحت‭ ‬ضغط‭ ‬الجهود‭ ‬الأمريكية‭ ‬المبذولة‭ ‬لإضعاف‭ ‬القطب‭ ‬الروسي‭ ‬ومنع‭ ‬الصين‭ ‬من‭ ‬الصعود‭ ‬إلى‭ ‬مرتبة‭ ‬القطب‭ ‬الأول‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬الثاني‭. ‬لا‭ ‬يضير‭ ‬واشنطن‭ ‬بل‭ ‬لعله‭ ‬يفيدها‭ ‬أن‭ ‬يلتهب‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬ولروسيا‭ ‬نفوذ‭ ‬فيه‭.‬

رابعًا‭: ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه،‭ ‬ولوقت‭ ‬قادم،‭ ‬تجرى‭ ‬استعدادات‭ ‬على‭ ‬أصعدة‭ ‬متعددة‭ ‬لتأسيس‭ ‬شرق‭ ‬أوسط‭ ‬جديد‭. ‬بالفعل‭ ‬توقف‭ ‬النشاط،‭ ‬أو‭ ‬كاد‭ ‬يتوقف،‭ ‬في‭ ‬أنحاء‭ ‬النظام‭ ‬الإقليمي‭ ‬العربي‭ ‬وربما‭ ‬لأجل‭ ‬غير‭ ‬معلوم‭.‬

‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تجاهل‭ ‬واقع‭ ‬خروج‭ ‬دول‭ ‬إفريقيا‭ ‬العربية،‭ ‬ومصر‭ ‬واحدة‭ ‬منها،‭ ‬من‭ ‬التفاعلات‭ ‬التي‭ ‬صارت‭ ‬تتصف‭ ‬بالتفاعلات‭ ‬شرق‭ ‬الأوسطية‭ ‬وأطرافها‭ ‬الرئيسية‭ ‬هي‭ ‬تركيا‭ ‬وإيران‭ ‬وإسرائيل‭. ‬أما‭ ‬الساحة‭ ‬الرئيسية‭ ‬لإدارة‭ ‬صراع‭ ‬كفيل‭ ‬بإحياء‭ ‬فكرة‭ ‬الشرق‭ ‬أوسطية‭ ‬الجديدة‭ ‬فلن‭ ‬يجدوا‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬سوريا‭ ‬ساحة‭ ‬مناسبة‭ ‬ليجري‭ ‬على‭ ‬أرضها‭.‬

خامسًا‭: ‬بشكل‭ ‬مؤقت،‭ ‬يمكن‭ ‬تحريك‭ ‬قوات‭ ‬المعارضة‭ ‬المسلحة‭ ‬السورية‭ ‬من‭ ‬حلب‭ ‬وإدلب،‭ ‬وتوجيهها‭ ‬نحو‭ ‬دمشق‭ ‬ولكن‭ ‬بعد‭ ‬نزع‭ ‬صفة‭ ‬الإرهاب‭ ‬عنها‭. ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬لأحد‭ ‬غير‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والمملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬محو‭ ‬هذه‭ ‬الصفة‭ ‬عنها،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬لدول‭ ‬المنطقة‭ ‬وخاصة‭ ‬المجموعة‭ ‬الخليجية‭ ‬التعامل‭ ‬معها‭ ‬مستقبلا‭ ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬صدر‭ ‬المحو‭ ‬من‭ ‬هاتين‭ ‬الدولتين‭. ‬

من‭ ‬المعلوم‭ ‬أيضا‭ ‬أن‭ ‬الشك‭ ‬في‭ ‬توجهات‭ ‬القادة‭ ‬الجدد‭ ‬تجاه‭ ‬إسرائيل‭ ‬يبقى‭ ‬قائما‭ ‬بعد‭ ‬توليهم‭ ‬السلطة‭ ‬في‭ ‬دمشق،‭ ‬ولذلك‭ ‬وقع‭ ‬إبلاغ‭ ‬إسرائيل‭ ‬مقدما‭ ‬بالتزام‭ ‬الزحف‭ ‬العسكري‭ ‬للفصائل‭ ‬السورية‭ ‬المسلحة‭ ‬الشروط‭ ‬التركية‭ ‬والأمريكية‭ ‬بالتوقف‭ ‬عند‭ ‬دمشق‭ ‬والسماح‭ ‬لها‭ ‬بانتهاز‭ ‬الفرصة‭ ‬لتعديل‭ ‬حدودها‭ ‬مع‭ ‬سوريا‭ ‬كما‭ ‬فعلت‭ ‬مع‭ ‬غيرها‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬المشاطرة‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬الحدود‭. ‬بمعنى‭ ‬آخر،‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬متصورًا‭ ‬بدء‭ ‬الزحف‭ ‬الثوري‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬دمشق‭ ‬بالسرعة‭ ‬المقررة‭ ‬سلفا‭ ‬تحت‭ ‬مراقبة‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬أنقرة‭ ‬وتل‭ ‬أبيب‭ ‬وطهران‭.‬

سادسًا‭: ‬كان‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬تتعرض‭ ‬إيران‭ ‬لعدد‭ ‬من‭ ‬الانتكاسات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬والسياسية‭ ‬وأيضًا‭ ‬العسكرية‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يبدأ‭ ‬زحف‭ ‬الثوار‭ ‬على‭ ‬دمشق‭ ‬مرفقة‭ ‬جميعها‭ ‬بحملة‭ ‬تشكيك‭ ‬واسعة‭ ‬في‭ ‬النوايا‭ ‬الحقيقية‭ ‬وراء‭ ‬السياسة‭ ‬الإيرانية‭ ‬تجاه‭ ‬المنطقة‭ ‬فيما‭ ‬انتهى‭ ‬إلى‭ ‬واقع‭ ‬ما‭ ‬سمي‭ ‬بتفكيك‭ ‬الساحات‭ ‬واندحار‭ ‬قوى‭ ‬المقاومة‭.‬

سابعًا‭: ‬لا‭ ‬مشكلة‭ ‬كبرى‭ ‬يجوز‭ ‬أن‭ ‬تواجه‭ ‬قيادة‭ ‬قوات‭ ‬الثورة‭ ‬خلال‭ ‬زحفها‭ ‬مرورًا‭ ‬بحماة‭ ‬وحمص‭ ‬وريف‭ ‬دمشق‭ ‬قبل‭ ‬دخول‭ ‬العاصمة‭ ‬وبعده‭ ‬مباشرة‭. ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬صعبًا‭ ‬الإيعاز‭ ‬أمريكيًا‭ ‬أو‭ ‬أوروبيًا‭ ‬أو‭ ‬خليجيًا‭ ‬للحكومة‭ ‬المدنية‭ ‬القائمة‭ ‬بالاستمرار‭ ‬في‭ ‬أداء‭ ‬وظائفها‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬اعتبار‭ ‬للتهديد‭ ‬الذي‭ ‬تمثله‭ ‬القوى‭ ‬الزاحفة‭.‬

بل‭ ‬ومن‭ ‬الضروري‭ ‬تهيئة‭ ‬فريق‭ ‬مختلف‭ ‬من‭ ‬المدنيين‭ ‬لتولي‭ ‬مسؤولية‭ ‬إدارة‭ ‬الحكم‭ ‬بالتفاهم‭ ‬المسبق‭ ‬مع‭ ‬قادة‭ ‬الثورة‭ ‬بحيث‭ ‬لا‭ ‬تبدو‭ ‬ساحة‭ ‬الإدارة‭ ‬والحكم‭ ‬خالية‭ ‬فينفذ‭ ‬إليها‭ ‬عناصر‭ ‬الفوضى‭ ‬والتخريب‭.‬

ثامنًا‭: ‬الكل‭ ‬مدرك‭ ‬أن‭ ‬استقرار‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬يعتمد‭ ‬في‭ ‬الأساس‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬اطمئنان‭ ‬الأقليات،‭ ‬وهي‭ ‬عديدة‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬معروف،‭ ‬على‭ ‬مصالحها‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬حكم‭ ‬أو‭ ‬هيمنة‭ ‬أقلية‭ ‬أو‭ ‬أخرى‭.‬

‭ ‬ان‭ ‬البديل‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬هو‭ ‬تسلط‭ ‬حكم‭ ‬استبدادي‭ ‬جديد،‭ ‬فإن‭ ‬الكلفة‭ ‬ستكون‭ ‬باهظة‭ ‬ماديا‭ ‬وسياسيا،‭ ‬وهو‭ ‬الامر‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬تقوى‭ ‬عليه‭ ‬أي‭ ‬حكومة‭ ‬سورية‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬الأجل‭ ‬المنظور‭.‬

تاسعًا‭: ‬تحت‭ ‬الضغط‭ ‬الخارجي‭ ‬سوف‭ ‬يتعين‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬الشقيقة‭ ‬الاعتراف‭ ‬بالحكومة‭ ‬التي‭ ‬يختارها‭ ‬الثوار‭ ‬بمساعدة‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬إقليمية‭ ‬متفهمة‭ ‬أو‭ ‬متقبلة‭ ‬الأبعاد‭ ‬الحقيقية‭ ‬لطبيعة‭ ‬وتفاصيل‭ ‬المعارضة‭ ‬الثورية‭. ‬

ان‭ ‬التوقع‭ ‬الغالب‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬تركيا‭ ‬بالدور‭ ‬الأكبر‭ ‬في‭ ‬التحضير‭ ‬لهذا‭ ‬الاعتراف‭ ‬مع‭ ‬حكومة‭ ‬دولة‭ ‬عربية‭ ‬أو‭ ‬أكثر،‭ ‬وربما‭ ‬أيضًا‭ ‬مع‭ ‬الجامعة‭ ‬العربية‭.‬

عاشرًا‭: ‬لولا‭ ‬الشلل‭ ‬الذي‭ ‬أصيب‭ ‬به‭ ‬النظام‭ ‬الإقليمي‭ ‬العربي‭ ‬نتيجة‭ ‬سقوط‭ ‬أنظمة‭ ‬حكم‭ ‬عربية‭ ‬الواحد‭ ‬بعد‭ ‬الآخر‭ ‬أو‭ ‬ربما‭ ‬سقطوا‭ ‬بسبب‭ ‬هذا‭ ‬الشلل،‭ ‬نقول‭ ‬لولا‭ ‬هذ‭ ‬الشلل‭ ‬لما‭ ‬حدث‭ ‬هذا‭ ‬السقوط‭ ‬المريع،‭ ‬وفي‭ ‬قول‭ ‬آخر،‭ ‬السقوط‭ ‬الهزيل‭ ‬أو‭ ‬الهزلي،‭ ‬للنظام‭ ‬السوري‭. ‬سقوط‭ ‬رغم‭ ‬هزاله‭ ‬أو‭ ‬هزله‭ ‬يفتح‭ ‬الباب‭ ‬أمام‭ ‬تطورات‭ ‬نأمل‭ ‬أن‭ ‬تعوض‭ ‬الشعب‭ ‬السوري‭ ‬عن‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬الاستبداد‭ ‬والعنف،‭ ‬والمرجو‭ ‬أيضا‭ ‬ان‭  ‬تعوض‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬واللبنانيين‭ ‬ومن‭ ‬يستجد‭ ‬من‭ ‬الشعوب‭ ‬العربية‭ ‬عن‭ ‬حروب‭ ‬إبادة‭ ‬شنتها‭ ‬إسرائيل‭ ‬أو‭ ‬تستعد‭ ‬لشنها‭ ‬ضدهم‭ ‬وضد‭ ‬غيرهم‭ ‬من‭ ‬الشعوب‭ ‬العربية‭.‬

كم‭ ‬تمنينا‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬فرحتنا‭ ‬بسقوط‭ ‬الاستبداد‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬فرحة‭ ‬السوريين،‭ ‬والآن‭ ‬نتمنى‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬حظ‭ ‬السوريين‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬حظوظ‭ ‬شعوب‭ ‬عربية‭ ‬أخرى‭ ‬سقطت‭ ‬حكوماتها‭ ‬ولم‭ ‬ينصلح‭ ‬حالها‭.‬

{‭ ‬كاتب‭ ‬ومحلل‭ ‬سياسي

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا