العدد : ١٧٠٨٠ - الجمعة ٢٧ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٦ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٨٠ - الجمعة ٢٧ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٦ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

السياحة التراثية في البحرين تحقق أهداف التنمية المستدامة

بقلم: د. فاطمة ناصر

الأربعاء ٢٥ سبتمبر ٢٠٢٤ - 02:00

يحتفل‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬27‭ ‬سبتمبر‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬باليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للسياحة،‭ ‬والهدف‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬هو‭ ‬زيادة‭ ‬الوعي‭ ‬بأهمية‭ ‬السياحة‭ ‬وقيمتها‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬والثقافية،‭ ‬والسياسية،‭ ‬والاقتصادية،‭ ‬كما‭ ‬يتم‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬دور‭ ‬السياحة‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬السلام‭ ‬والتفاهم‭ ‬بين‭ ‬الثقافات؛‭ ‬ويتم‭ ‬اختيار‭ ‬موضوع‭ ‬عن‭ ‬السياحة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬عام،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬سوف‭ ‬يتم‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬موضوع‭ (‬إعادة‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬السياحة‭) ‬باعتبارها‭ ‬ركيزة‭ ‬أساسية‭ ‬للتنمية،‭ ‬ودورها‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الاندماج‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وحماية‭ ‬البيئة،‭ ‬وتعزيز‭ ‬التفاهم‭ ‬الثقافي؛‭ ‬لذا‭ ‬يعُد‭ ‬قطاع‭ ‬السّياحة‭ ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬القطاعات‭ ‬نموًا‭ ‬وتطورًا‭ ‬لما‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬دور‭ ‬بارز‭ ‬في‭ ‬دفع‭ ‬الاقتصاد‭ ‬وخلق‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬فرص‭ ‬العمل،‭ ‬حيثُ‭ ‬تشهد‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تقدمًا‭ ‬ملحوظًا‭ ‬في‭ ‬تنمية‭ ‬القطاع‭ ‬السّياحي‭ ‬نظرًا‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬تملكه‭ ‬من‭ ‬مقومات‭ ‬سّياحية‭ ‬تؤهلها‭ ‬لتكون‭ ‬وجهة‭ ‬سياحية‭ ‬واعدة‭ ‬على‭ ‬الخارطة‭ ‬الدولية،‭ ‬وللدور‭ ‬الواضح‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬ضمن‭ ‬قطاعات‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني‭ ‬البحريني،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬تمثل‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ووفقًا‭ ‬للاستراتيجية‭ ‬السياحية‭ ‬للأعوام‭ ‬2022‭-‬2026،‭ ‬التي‭ ‬صادق‭ ‬عليها‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬بموافقة‭ ‬كريمة‭ ‬من‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬وضع‭ ‬القطاع‭ ‬السياحي‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬ضمن‭ ‬القطاعات‭ ‬الواعدة‭ ‬التي‭ ‬تعزز‭ ‬وتسهم‭ ‬في‭ ‬رفد‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني‭ ‬وتنويع‭ ‬مصادر‭ ‬الدخل‭ ‬الوطني‭ ‬تماشيًا‭ ‬مع‭ ‬الرؤية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬2030،‭ ‬وقد‭ ‬جاءت‭ ‬هذه‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬مرتكزة‭ ‬إلى‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬العناصر‭ ‬هي‭: ‬السياحة‭ ‬الرياضية‭ ‬والسياحة‭ ‬الترفيهية‭ ‬والسياحة‭ ‬التراثية‭ ‬والإعلام‭ ‬والأفلام‭ ‬السينمائية،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬الواجهات‭ ‬والأنشطة‭ ‬البحرية‭ ‬وسياحة‭ ‬الأعمال‭ ‬والسياحة‭ ‬العلاجية‭.‬

الجدير‭ ‬بالذكر‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬تأتي‭ ‬امتداداً‭ ‬للاستراتيجية‭ ‬السياحية‭ ‬للمملكة،‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تدشين‭ ‬النسخة‭ ‬الأولى‭ ‬منها‭ ‬للأعوام‭ ‬2016-2019،‭ ‬وارتكزت‭ ‬على‭ ‬أربع‭ ‬دعائم‭ ‬أساسية‭ ‬هي‭ ‬تسهيل‭ ‬الدخول‭ ‬والجذب‭ ‬السياحي،‭ ‬والتسويق،‭ ‬والترويج،‭ ‬والإقامة‭.‬

وبما‭ ‬أن‭ ‬السياحة‭ ‬التراثية‭ ‬تركز‭ ‬على‭ ‬اكتشاف‭ ‬وتجربة‭ ‬التراث‭ ‬الثقافي‭ ‬والتاريخي‭ ‬لمنطقة‭ ‬معينة‭. ‬وهذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬السياحة‭ ‬يجذب‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المسافرين‭ ‬الذين‭ ‬يبحثون‭ ‬عن‭ ‬فرصة‭ ‬للتعرف‭ ‬على‭ ‬تاريخ‭ ‬وتقاليد‭ ‬الوجهات‭ ‬التي‭ ‬يزورونها‭. ‬فقد‭ ‬أشار‭ ‬الفيلسوف‭ ‬هنري‭ ‬برغسون‭ ‬الذي‭ ‬يعد‭ ‬أول‭ ‬من‭ ‬فكّر‭ ‬في‭ ‬توسيع‭ ‬لفكرة‭ ‬مفهوم‭ ‬التراث‭ ‬الثقافي‭ ‬بواسطة‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1921‭ ‬في‭ ‬ولادة‭ ‬اللجنة‭ ‬الدولية‭ ‬للتعاون‭ ‬الفكري،‭ ‬التي‭ ‬سبقت‭ ‬بدايات‭ ‬تأسيس‭ ‬اليونسكو‭ ‬عام‭ ‬1945‭. ‬وأما‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬المواقع‭ ‬التُّرَاثية‭ ‬تشكل‭ ‬محورًا‭ ‬مُهمًّا‭ ‬من‭ ‬محاور‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬وخصوصًا‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التنمية‭ ‬السياحيّة‭ ‬بوصفها‭ ‬أحد‭ ‬الموارد‭ ‬المهمة‭ ‬للسياحة؛‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يستدعي‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬السُبل‭ ‬التي‭ ‬تحقق‭ ‬الاستغلال‭ ‬الأمثل‭ ‬لهذه‭ ‬المواقع‭ ‬وإمكاناتها‭ ‬التُّرَاثية،‭ ‬وبما‭ ‬يتفق‭ ‬مع‭ ‬مبدأ‭ ‬الاستدامة‭ ‬الذي‭ ‬أعلنته‭ ‬منظمة‭ ‬السياحة‭ ‬العالميّ‭.‬‭(‬WTO‭) ‬

وانطلاقًا‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬السياحة‭ ‬التراثية،‭ ‬فإن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تُعدُّ‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬إدراج‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المواقع‭ ‬الأثرية‭ ‬فيها‭ ‬على‭ ‬قائمة‭ ‬التُّرَاث‭ ‬العالميّ‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬منظمة‭ ‬اليونسكو‭ ‬ومن‭ ‬أبرز‭ ‬المواقع‭ ‬التُّرَاثيّة‭ ‬البحرينية‭: ‬قلعة‭ ‬البحرين‭ ‬التي‭ ‬أدرجت‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2005،‭ ‬وبعدها‭ ‬مسار‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2012،‭ ‬ومدافن‭ ‬دلمون‭ ‬الأثرية‭ ‬عام‭ ‬2019،‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬روافد‭ ‬السياحة؛‭ ‬وذلك‭ ‬لما‭ ‬تملكه‭ ‬من‭ ‬مقومات‭ ‬تُّرَاثية‭ ‬واجتماعيّة‭ ‬وثقافيّة‭ ‬واقتصاديّة‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يُستفاد‭ ‬منها؛‭ ‬لذا‭ ‬فإن‭ ‬مختلف‭ ‬العمليات‭ ‬التنموية‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬أغلبية‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬أحدثت‭ ‬أثرًا‭ ‬سلبيًا‭ ‬على‭ ‬عمليات‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬المقدرات‭ ‬الأثرية،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬استهلاك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬مواردها‭ ‬التُّرَاثية،‭ ‬وتدهور‭ ‬حالتها‭ ‬ونسيجها‭ ‬العُمْرَانيّ،‭ ‬وتدنِّي‭ ‬الفوائد‭ ‬السياحيّة‭ ‬المرجوة‭ ‬منها،‭ ‬ولهذا‭ ‬فإن‭ ‬تبنِّي‭ ‬منظومة‭ ‬تنمية‭ ‬سياحيّة‭ ‬شاملة‭ ‬تُحقّق‭ ‬الاستدامة‭ ‬للمعالم‭ ‬التُّرَاثية،‭ ‬يُعُّدُ‭ ‬أفضل‭ ‬الحلول‭ ‬لمواجهة‭ ‬الانحسار‭ ‬والتدهور‭ ‬الاقتصاديّ‭ ‬والعُمْرَانيّ‭ ‬الذي‭ ‬تواجهه‭.‬

وبما‭ ‬أن‭ ‬المواقع‭ ‬الأثرية‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تمثل‭ ‬مهدها‭ ‬وحضارتها‭ ‬وهويتها‭ ‬التي‭ ‬تكونت‭ ‬عبر‭ ‬آلاف‭ ‬السنين،‭ ‬وتظهر‭ ‬هويتنا‭ ‬البحرينية‭ ‬المتأصلة‭ ‬وبصمتنا‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬نتحدث‭ ‬بها‭ ‬إلى‭ ‬العالم،‭ ‬فإن‭ ‬الموقع‭ ‬الأثري‭ ‬يعدُ‭ ‬هوية‭ ‬الوطن‭ ‬وعراقته‭ ‬وتاريخه‭ ‬المعاصر‭ ‬عبر‭ ‬السنين‭ ‬وإنجازاته،‭ ‬كما‭ ‬يُمكن‭ ‬للآثار‭ ‬أن‭ ‬تُعطينا‭ ‬فكرةً‭ ‬عنِ‭ ‬الحِقب‭ ‬التّاريخيّةِ‭ ‬القديمةِ‭ ‬وشكلِها‭ ‬وطبيعتِها،‭ ‬وعن‭ ‬طبيعة‭ ‬حياة‭ ‬الأجيال‭ ‬التي‭ ‬عاشت‭ ‬فيها،‭ ‬وللآثار‭ ‬أهمّيّة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬ربط‭ ‬الماضي‭ ‬بالحاضر‭ ‬والمستقبل،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬معرفة‭ ‬الإنسان‭ ‬لماضيه‭ ‬وحاضرِه‭ ‬تمكّنه‭ ‬من‭ ‬صياغة‭ ‬مستقبله‭ ‬ومستقبل‭ ‬الأجيال‭ ‬من‭ ‬بعدِه،‭ ‬لذلك‭ ‬فقد‭ ‬توجهت‭ ‬المملكة‭ ‬ضمن‭ ‬خطتها‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الى‭ ‬وضع‭ ‬السياحة‭ ‬التراثية‭ ‬ضم‭ ‬ركائزها،‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬أشكال‭ ‬السياحة‭ ‬المستدامة،‭ ‬فهي‭ ‬تركز‭ ‬على‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الموروث‭ ‬الثقافي‭ ‬والتاريخي‭ ‬للمجتمعات‭ ‬المحلية،‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬المقال،‭ ‬سيسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬ارتباط‭ ‬السياحة‭ ‬التراثية‭ ‬بتحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭.‬

لقد‭ ‬اعتمدت‭ ‬خطط‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬للحكومات‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تشمل‭ ‬أهدافا‭ ‬لتحقيقها،‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تتضمن‭ ‬بشكل‭ ‬أساسي‭ ‬تنمية‭ ‬السياحة‭ ‬واستدامتها،‭ ‬وكان‭ ‬للسياحة‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬المساهمة‭ ‬بصورة‭ ‬مباشرة‭ ‬وغير‭ ‬مباشرة،‭ ‬بجميع‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬وقد‭ ‬أدركت‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬التحديد‭ ‬ضمن‭ ‬الغايات‭ ‬للأهداف‭ ‬التالية،‭ ‬حيثُ‭ ‬إن‭ ‬السياحة‭ ‬التراثية‭ ‬تلعب‭ ‬دورًا‭ ‬مهمًا‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬التالي‭:‬

ان‭ ‬السياحة‭ ‬التراثية‭ ‬لها‭ ‬دور‭ ‬مهم‭ ‬في‭ ‬المساهمة‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الهدف‭ ‬الرابع‭ ‬للتنمية‭ ‬المستدامة‭ (‬التعليم‭ ‬الجيد‭) ‬بالطرق‭ ‬التالية،‭ ‬حيثُ‭ ‬إن‭ ‬السياحة‭ ‬التراثية‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬التعليم‭ ‬والتدريب‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬مثل‭ ‬التاريخ‭ ‬والثقافة‭ ‬والفنون،‭ ‬مما‭ ‬يُسهم‭ ‬في‭ ‬رفع‭ ‬مستوى‭ ‬الوعي‭ ‬الثقافي‭ ‬وتطوير‭ ‬المهارات‭ ‬المطلوبة‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬السياحة‭.‬

تُشجع‭ ‬السياحة‭ ‬التراثية‭ ‬على‭ ‬تعلم‭ ‬وفهم‭ ‬التاريخ‭ ‬والثقافة‭ ‬المحلية‭ ‬لدى‭ ‬الزوار‭ ‬والمجتمعات‭ ‬المضيفة‭.‬

تنظيم‭ ‬برامج‭ ‬تعليمية‭ ‬وتدريبية‭ ‬حول‭ ‬التراث‭ ‬الثقافي‭ ‬والمحافظة‭ ‬عليه‭ ‬لطلاب‭ ‬المدارس‭ ‬والجامعات‭.‬

تطوير‭ ‬المهارات‭: ‬تتطلب‭ ‬إدارة‭ ‬المواقع‭ ‬التراثية‭ ‬والخدمات‭ ‬السياحية‭ ‬المرتبطة‭ ‬بها‭ ‬مهارات‭ ‬متنوعة‭ ‬من‭ ‬إرشاد‭ ‬سياحي،‭ ‬حرف‭ ‬تقليدية،‭ ‬إدارة‭ ‬المتاحف،‭ ‬وغيرها‭.‬

تشجيع‭ ‬الابتكار‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬التراث‭ ‬الثقافي‭ ‬وتطوير‭ ‬تجارب‭ ‬سياحية‭ ‬تراثية‭ ‬جديدة‭.‬

تُسهم‭ ‬السياحة‭ ‬التراثية‭ ‬في‭ ‬التبادل‭ ‬الثقافي‭ ‬والتعاون‭ ‬الدَّوْليّ‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬التعليم‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬التراث‭.‬

تبادل‭ ‬الخبرات‭ ‬والممارسات‭ ‬الجيدة‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬إدارة‭ ‬المواقع‭ ‬التراثية‭.‬

يمكن‭ ‬للسياحة‭ ‬التراثية‭ ‬أن‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬تحسين‭ ‬جودة‭ ‬التعليم‭ ‬وتنمية‭ ‬المهارات‭ ‬اللازمة‭ ‬لتحقيق‭ ‬الهدف‭ ‬الرابع‭ ‬للتنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬إن‭ ‬إدراك‭ ‬أهمية‭ ‬التراث‭ ‬الثقافي‭ ‬وغرس‭ ‬هذا‭ ‬الوعي‭ ‬لدى‭ ‬الأجيال‭ ‬الجديدة‭ ‬هو‭ ‬مسؤولية‭ ‬مشتركة‭ ‬بين‭ ‬المؤسسات‭ ‬التعليمية‭ ‬والمجتمع‭ ‬كليًّا‭. ‬وتقع‭ ‬على‭ ‬عاتق‭ ‬المؤسسات‭ ‬التعليمية‭ ‬مسؤولية‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الجانب‭ ‬بالاستفادة‭ ‬من‭ ‬المناهج‭ ‬والبرامج‭ ‬والأنشطة‭ ‬التي‭ ‬تنظمها؛‭ ‬لذا‭ ‬فإن‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬التراث‭ ‬الثقافي‭ ‬هو‭ ‬ضمان‭ ‬لاستمرارية‭ ‬هوية‭ ‬الشعوب‭ ‬وقيمها‭ ‬وتقاليدها‭. ‬وأن‭ ‬إثراء‭ ‬المناهج‭ ‬التعليمية‭ ‬بالمعارف‭ ‬الخاصة‭ ‬عن‭ ‬التراث‭ ‬الثقافي‭ ‬والسياحي،‭ ‬يعدُ‭ ‬ذا‭ ‬أهمية‭ ‬لتعزيز‭ ‬الوعي‭ ‬السياحي‭ ‬لدى‭ ‬الأجيال‭ ‬المقبلة‭. ‬وكذلك‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬المعارف‭ ‬والخبرات‭ ‬التقليدية‭ ‬للسكان‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬العروض‭ ‬السياحية،‭ ‬لما‭ ‬يمتلكونه‭ ‬من‭ ‬معرفة‭ ‬بمنطقتهم،‭ ‬وكذلك‭ ‬فإن‭ ‬إشراك‭ ‬المجتمع‭ ‬المحلي‭ ‬وتشجيعه‭ ‬على‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬الأنشطة‭ ‬السياحية‭ ‬التراثية،‭ ‬يصب‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬البعد‭ ‬الاجتماعي‭ ‬لأهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭. ‬حيثُ‭ ‬إن‭ ‬تطبيق‭ ‬هذه‭ ‬الآليات‭ ‬بطريقة‭ ‬متكاملة‭ ‬سيسهم‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬تنمية‭ ‬وتطوير‭ ‬السياحة‭ ‬التراثية‭.‬

وكما‭ ‬نرى،‭ ‬فإن‭ ‬الهدف‭ ‬الثامن‭ ‬هو‭ (‬العمل‭ ‬اللائق‭ ‬والنمو‭ ‬الاقتصادي‭): ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الشامل‭ ‬والمستدام‭ ‬وتوفير‭ ‬العمل‭ ‬اللائق‭ ‬للجميع،‭ ‬وحيث‭ ‬إن‭ ‬السياحة‭ ‬من‭ ‬المقومات‭ ‬التي‭ ‬تدفع‭ ‬بعجلة‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬العالمي،‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬توفر‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الوظائف‭ ‬وسبل‭ ‬كسب‭ ‬العيش‭ ‬للمجتمعات‭ ‬المحلية،‭ ‬وخاصة‭ ‬للشباب‭ ‬والنساء‭ ‬وتعزز‭ ‬المهارات‭ ‬والتطوير‭ ‬المهني،‭ ‬مما‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬المستدام‭. ‬كذلك‭ ‬تسهم‭ ‬السياحة‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الاقتصاد‭ ‬المحلي‭ ‬انطلاقًا‭ ‬من‭ ‬توفير‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬مثل‭ ‬الفنادق‭ ‬والمطاعم‭ ‬والمتاجر‭ ‬والحرف‭ ‬اليدوية‭. ‬وهي‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬تشجع‭ ‬على‭ ‬إنشاء‭ ‬المشروعات‭ ‬الصغيرة‭ ‬والمتوسطة‭ ‬التي‭ ‬تستفيد‭ ‬من‭ ‬الموروث‭ ‬الثقافي‭ ‬المحلي‭.‬

أما‭ ‬الهدف‭ ‬الحادي‭ ‬عشر‭ ‬وهو‭ (‬مدن‭ ‬ومجتمعات‭ ‬محلية‭ ‬مستدامة‭): ‬فإن‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬التراث‭ ‬الثقافي‭ ‬والطبيعي‭ ‬يساعد‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬الهوية‭ ‬المحلية‭ ‬والانتماء‭ ‬المجتمعي،‭ ‬وتحسين‭ ‬جاذبية‭ ‬المناطق‭ ‬السياحية،‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬التراث‭ ‬الثقافي‭ ‬والطبيعي،‭ ‬وهنا‭ ‬يتبين‭ ‬دور‭ ‬السياحة‭ ‬التراثية‭ ‬بأنها‭ ‬تلعب‭ ‬دورًا‭ ‬أساسيًا‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬المواقع‭ ‬والمباني‭ ‬التاريخية‭ ‬والأثرية،‭ ‬فهي‭ ‬توفر‭ ‬الموارد‭ ‬المالية‭ ‬اللازمة‭ ‬لصيانتها‭ ‬والحفاظ‭ ‬عليها‭. ‬وهي‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬تشجع‭ ‬السكان‭ ‬المحليين‭ ‬على‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬تقاليدهم‭ ‬وعاداتهم‭ ‬وطرق‭ ‬معيشتهم،‭ ‬مما‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬التنوع‭ ‬الثقافي‭.‬

ويتضح‭ ‬بالرجوع‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬أن‭ ‬السياحة‭ ‬التراثية‭ ‬تلعب‭ ‬دورًا‭ ‬حيويًا‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬نتيجة‭ ‬لـِ‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬التراث‭ ‬الثقافي‭ ‬والطبيعي،‭ ‬وتعزيز‭ ‬الاقتصاد‭ ‬المحلي،‭ ‬وتحسين‭ ‬نوعية‭ ‬الحياة‭ ‬للسكان،‭ ‬وتشجيع‭ ‬التعليم‭ ‬والتدريب‭. ‬لذا،‭ ‬فإن‭ ‬تطوير‭ ‬السياحة‭ ‬التراثية‭ ‬يُعد‭ ‬أحد‭ ‬الركائز‭ ‬الأساسية‭ ‬لخطط‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬حول‭ ‬العالم‭. ‬إن‭ ‬تنفيذ‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬السّياحة‭ ‬سيدفع‭ ‬المجتمعات‭ ‬البحرينية‭ ‬إلى‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬المكتسبات‭ ‬التراثية‭ ‬والعادات‭ ‬والطابع‭ ‬الحضاري‭ ‬لثقافتهم،‭ ‬حيث‭ ‬يمكن‭ ‬استغلال‭ ‬البيوت‭ ‬القديمة‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬أهلها‭ ‬بعمل‭ ‬الترميم‭ ‬والحفاظ‭ ‬عليها‭ (‬نزل‭ ‬بيئي‭ ‬تراثي‭) ‬في‭ ‬إقامة‭ ‬السائحين‭ ‬والتعرف‭ ‬على‭ ‬الحرف‭ ‬اليدوية،‭ ‬وطبيعة‭ ‬المجتمعات‭ ‬البحرينية،‭ ‬وأنظمة‭ ‬حياتهم‭ ‬وأزيائهم‭ ‬ولهجاتهم،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الأكلات‭ ‬الشعبية‭ ‬المتنوعة‭ ‬التي‭ ‬تمتاز‭ ‬بها‭ ‬المملكة،‭ ‬وكذلك‭ ‬الفن‭ ‬البحريني‭ ‬الفلكلوري،‭ ‬وتمثل‭ ‬هذه‭ ‬الخدمات‭ ‬وتوافرها‭ ‬ومدى‭ ‬جودتها‭ ‬عامًلا‭ ‬أساسيًا‭ ‬في‭ ‬تلبية‭ ‬الاحتياجات‭ ‬السّياحية‭ ‬ومتطلباتها،‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬استغلالها‭ ‬في‭ ‬خدمات‭ ‬الإيواء‭ ‬والنزل‭ ‬البيئي‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬البيوت‭ ‬التراثية‭ ‬القديمة‭ ‬التي‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬قائمة‭.‬

وختامًا‭ ‬فإن‭ ‬التراث‭ ‬يعتبَر‭ ‬وصلة‭ ‬حاضرة‭ ‬في‭ ‬نفوسنا‭ ‬وعقولنا‭ ‬وهي‭ ‬مفعمة‭ ‬بالقدرات‭ ‬والطاقات‭ ‬الإنسانية‭ ‬الكامنة‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬توظّف‭ ‬وتستثمر‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬بناء‭ ‬الهوية‭ ‬والتنمية‭ ‬وجودة‭ ‬الحياة،‭ ‬إن‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تنمية‭ ‬المناطق‭ ‬الأثرية‭ ‬والتاريخية‭ ‬بالمملكة،‭ ‬سوف‭ ‬تترك‭ ‬لدى‭ ‬السائح‭ ‬الذي‭ ‬يقصدها‭ ‬انطباعًا‭ ‬بمدى‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالمنشآت‭ ‬السّياحية‭ ‬التي‭ ‬تشكل‭ ‬عنصرًا‭ ‬مهما‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬جذب‭ ‬وتنمية‭ ‬السّياحة‭ ‬البيئية‭ ‬بالمملكة‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا