الكواليس
وفاء جناحي
waffajanahi@gmail.com
عودة للمسلسلات الخربوطة
عودة للمسلسلات الخليجية ذات الأفكار (الخربوطة)، ومحاولة غرس أفكار بالية ومستهلكة لمجتمع ذكوري بحت.
شاهدت بعض اللقطات من مسلسل (يازعم) مكسر الدنيا حاليا في السوشيال ميديا، (لن أذكر اسمه لأنه لا يستاهل) كل الأبطال الرجال فيه خونة وأنذال ولعب وشرب وعربدة وكأن هذه الشخصية العادية والطبيعية لكل الرجال، والنساء المفروض أنهن عصماوات عن أي خطأ طول العمر.
البطلة لها ماض واحد أسود، حبت واحد واستغلها وصورها لكنها بعد ان تزوجت أحبت زوجها وصانته وصانت بيته وعرضه وربت ابنته على الصراط المستقيم وأصبحت نعم الزوجة والأم أما زوجها الدكتور فهو راعي ماض أسود (عادي الريال ما يعيبه شيء) والمصيبة أنه راعي حاضر حالك السواد فحم، ويعيش قصة حب جديدة مع زميلته في العيادة، لكنه لما اكتشف ماضي زوجته وغلطتها الوحيدة هاج وغار وغضب ولم يسامحها على غلطتها الشنيعة، وحتى عندما حاول أن يسامحها أخذ يذلها ويهينها ويكسرها دوما ويعاقبها بكل وسائل التعذيب النفسي ويعايرها بغلطتها الوحيدة وكأنه ملاك منزل من السماء من دون أي أغلاط.
الكارثة أن هذه النوعية السخيفة من المسلسلات تحاول دوما غرس أفكار قديمة وخاطئة في عقول الناس بأن من حق الرجل أن يفعل كل أنواع الغلط بلا أي حسيب أو رقيب ومن دون تقديم أي مبررات لأنه رجل ماضيه الأسود يستطيع أن يعلنه، بل يفتخر به أمام كل الناس بمن فيهم زوجته وليس لها الحق أن تغار أو تلومه فهو رجل ماضيه فخره وملك له وحاضره أي خطأ فيه فهو نزوة وعلى الزوجة أن تسامحه عليه لتحافظ على بيتها، أما المرأة فلو أخطأت في الماضي أو الحاضر فقد حكمت على نفسها بالإعدام شنقا من دون رحمة.
الكارثة أننا كنا نناقش هذا الموضوع مع مجموعة من الصديقات وقالت إحداهن: صج الرجل مسكين ما يقدر ينسى غلطة الزوجة كرامته ما تسمح له أصلا يسامحها لازم يطلقها! فشعرت بغصة كبيرة في قلبي كيف لامرأة مثقفة وأم تقول هذا الكلام وهي مقتنعة به وستربي جيلا بهذه الأفكار؟ لماذا لا يستطيع حبيبتي هل الإنسان معصوم من الخطأ؟ هل الرجل له كرامة والمرأة ليس لديها كرامة لتسامح الرجل على أخطائه؟ هل الرجل لديه مشاعر غير المرأة؟ كيف نبرر للرجل الخيانة بنزوة ونعاقب المرأة عليها بالعار والموت؟
المرأة أو الأم هي من تربي الرجل الخائن أو المخلص عندما تغرس فيه من طفولته المبادئ والإخلاص والأمانة وعندما تغرس الأنانية وحب الذات فيه من طفولته عندما تفرق بينه وبين أخواته البنات وتبرر أخطاءه وتشجعه على الخطأ (والمغازل) منذ الصغر وبأنه من حقه أن يدخل علاقات محرمة قبل الزواج لأنه ببساطة (رجل).. ثم تنتج في النهاية رجلا أنانيا وبنات متقبلات لفكرة خيانة الرجل مع الاسف الشديد بل والدفاع عنه وهذه هي الكارثة الحقيقية.
رب العالمين عاقب الزاني والزانية بنفس العقاب، فلماذا نفرق نحن البشر بينهما؟ رب العالمين أعطى نفس المشاعر للرجل والمرأة لماذا نفرق نحن البشر بينهما؟
رب العالمين أعطى للرجل نفس حقوق المرأة لماذا نحن البشر نفرق بينهما؟
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك