الكواليس
وفاء جناحي
waffajanahi@gmail.com
مكالمة من الماضي
تلقيت الأسبوع الماضي مكالمة من صديقة رجعتني إلى زمن الطيبين بكل معنى الكلمة، حيث إنها جارة الطفولة وزميلة المرحلة الإعدادية والثانوية، لتخبرني بأنها استطاعت الوصول وتكوين قروب جميل من الكثير من بنات (زميلات) المرحلة الإعدادية في مدرستنا الجميلة (الرفاع الشرقي الابتدائية الإعدادية للبنات)، وبأنهن قررن أن يجتمعن بعد مرور كل هذه السنوات، وطلبت مني الحضور.
كان خبرا جميلا مليئا بالحماس والذكريات الجميلة ومقلقا في الوقت نفسه، حيث إنني أتذكر الوجوه ولكنني لا أتذكر الكثير من الأسماء (وهذا عيبي الذي أكرهه) والذي يحرجني كثيرا، حيث إنني أسلم على أشخاص ويسلمون عليّ بحرارة ولكنني لا أتذكر أسماءهم!
ولكن الحماس غلب أي توتر وخصوصا بعد أن أرسلت لي بعض الصور القديمة لي مع البنات ونحن في المدرسة، فقررت حضور هذا التجمع واستعادة ذكريات الطفولة الجميلة.
ما أن دخلت على زميلات الإعدادي حتى شعرت بأنني دخلت آلة الزمن ورجعت 40 سنة للماضي، حيث أجمل وأطيب بنات لم يغير الزمن في أصلهم وطيبتهم وبساطتهم أبدا، نفس الناس الجميلة، كم سعدت بالترحيب الرائع والفرحة الحقيقية في قلوبهن وهن يرون زميلتهن القديمة.
يا إلهي نفس الطريقة في التعامل، ونفس البساطة، وعدم التكبر والتصنع في التعامل، ونفس الروح المرحة والغشمرة وحب الحياة والوناسة بالرغم من أن الزمن طحن في العديد منهن إلا أنهن مازلن قويات ومرحات وما إن نسمع الأغاني حتى نسلم أنفسنا للإيقاعات الجميلة ونحاول أن ننسى أي حزن وقلق.
فعلا سعدت وأنا أرجع إلى زمن الطيبين مع زميلات الإعدادي وقضيت معهن أحلى ساعات عشتها مع أنقى وأطيب أرواح بعيدة عن التكلف والتصنع.
وبالرغم من أنني لم أقابلهن من 40 سنة فإنني شعرت بأنني كنت معهن بالأمس وهم ينادونني ويتكلمون معي بنفس الأسلوب والطريقة ونظرة الشيطانة والحب البعيدة عن أي مصلحة.
الجميل أن الزمن بكل قسوته على بعضهن إلا أنه لم يستطع أن يغير إلا الشكل الخارجي فقط، حيث رسم بعض التجاعيد على وجهونا ولكنه وبالرغم أنه قسى وطحن وعذب الكثير منهن إلا أنه لم يستطع أن يغير من أرواحهن الجميلة الطيبة.
كانت أجمل مكالمة من الماضي رجعتني أكثر من 40 سنة في الزمن وأسعدت قلبي وروت روحي بأرواح نقية جميلة.
شكرا بنات الرفاع الشرقي الابتدائية الإعدادية للبنات لأنكن الصورة الحية والمثالية للأصالة والذهب الأصلي الذي لا يتغير مع الزمن، شكرا لأنني شعرت وأنا معكم بالحب الحقيقي ولمست الطيبة وعدم التكبر والتصنع، شكرا لأنني مضيت أجمل ساعات معكن... وأكيد أكيد لي موعد آخر مع أجمل بنات تحولن إلى جدات جميلات وقويات.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك