العدد : ١٧٠٨٠ - الجمعة ٢٧ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٦ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٨٠ - الجمعة ٢٧ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٦ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

بمناسبة يوم المعلم.. المعلمون رواد التغيير وصانعو الأجيال

بقلم: د. فاطمة ناصر

السبت ٠٥ أكتوبر ٢٠٢٤ - 02:00

لقد‭ ‬أصبح‭ ‬اليوم‭ ‬الخامس‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬يومًا‭ ‬مختلفًا‭ ‬يسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬المعلمين‭ ‬ويعبر‭ ‬فيه‭ ‬عن‭ ‬التقدير‭ ‬لجهودهم‭ ‬وتفانيهم‭ ‬في‭ ‬تعليم‭ ‬الطلاب‭ ‬وتطوير‭ ‬مهاراتهم،‭ ‬ومناسبة‭ ‬عالمية‭ ‬يُحتفل‭ ‬بها‭ ‬لتكريم‭ ‬المعلمين‭ ‬وإبراز‭ ‬دورهم‭ ‬الحيوي‭ ‬في‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية‭ ‬وتشكيل‭ ‬الأجيال‭ ‬وبناء‭ ‬الأوطان‭. ‬وقد‭ ‬تم‭ ‬اعتماد‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للتربية‭ ‬والعلوم‭ ‬والثقافة‭ (‬اليونسكو‭) ‬في‭ ‬عام‭ ‬1994م،‭ ‬ورسالتنا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬لمعلمينا‭ ‬الأعزاء‭ ‬المخلصين‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬المعطاء،‭ ‬لقد‭ ‬كنتم‭ ‬الجسر‭ ‬الذي‭ ‬يربط‭ ‬بين‭ ‬أحلام‭ ‬الطلبة‭ ‬وواقعهم،‭ ‬ودائمًا‭ ‬كنتَم‭ ‬مثالاً‭ ‬صالحًا‭ ‬في‭ ‬التفاني‭ ‬والإخلاص‭. ‬وانطلاقًا‭ ‬من‭ ‬تجربة‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬الميدان‭ ‬التربوي،‭ ‬فإننا‭ ‬على‭ ‬يقين‭ ‬وعلم‭ ‬بأن‭ ‬مهنة‭ ‬التعليم‭ ‬ليست‭ ‬سهلة،‭ ‬لكن‭ ‬جهودكم‭ ‬تجسد‭ ‬الحماس‭ ‬والإيجابية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬يوم،‭ ‬ويسعدنا‭ ‬أن‭ ‬نتقدم‭ ‬لكم‭ ‬أيها‭ ‬الأحبة‭ ‬بأصدق‭ ‬التهاني‭ ‬والأمنيات،‭ ‬ونسأل‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬يوفقكم‭ ‬في‭ ‬أداء‭ ‬رسالتكم‭ ‬النبيلة،‭ ‬ونوجه‭ ‬الشكر‭ ‬والامتنان‭ ‬لكل‭ ‬معلم‭ ‬يعمل‭ ‬بأمانة‭ ‬وإخلاص‭ ‬على‭ ‬بذل‭ ‬الجهد‭ ‬لتربية‭ ‬وتعليم‭ ‬أبنائنا‭ ‬وبناتنا‭ ‬الطلبة،‭ ‬ويترك‭ ‬أثرًا‭ ‬طيبًا‭ ‬في‭ ‬طلابه،‭ ‬ويسهم‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬وتقويم‭ ‬أفراد‭ ‬مجتمعنا،‭ ‬ويزرع‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬نفوسهم‭ ‬وتشكيل‭ ‬عقولهم‭ ‬المبدعة‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬الابتكار‭ ‬واتخاذ‭ ‬القرار‭.‬

وانطلاقًا‭ ‬من‭ ‬سعي‭ ‬المملكة‭ ‬إلى‭ ‬بناء‭ ‬مستقبل‭ ‬مشرق‭ ‬لأبنائها،‭ ‬وتركيزها‭ ‬على‭ ‬تحسين‭ ‬جودة‭ ‬التعليم‭ ‬والاستثمار‭ ‬الأمثل‭ ‬في‭ ‬تهيئة‭ ‬المعلمين‭ ‬ودعمهم‭ ‬وتدريبهم‭ ‬المستمر‭ ‬لضمان‭ ‬إعداد‭ ‬طلبة‭ ‬قادرين‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬تحديات‭ ‬المستقبل،‭ ‬فقد‭ ‬أشار‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬برعاية‭ ‬كريمة‭ ‬من‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬بمناسبة‭ ‬يوم‭ ‬المعلم‭ ‬العالمي‭ ‬إلى‭ ‬الدور‭ ‬الذي‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬معلمو‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬إرساء‭ ‬قواعد‭ ‬التنمية‭ ‬والبناء‭ ‬ودعم‭ ‬المسيرة‭ ‬التعليمية،‭ ‬وإدراكًا‭ ‬من‭ ‬سموه‭ ‬بالدور‭ ‬الحيوي‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬التعليم،‭ ‬وهذا‭ ‬يظهر‭ ‬مدى‭ ‬الاهتمام‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬توليه‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لقطاع‭ ‬التعليم،‭ ‬واعتبار‭ ‬المعلمين‭ ‬جزءًا‭ ‬أساسيًا‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬استراتيجية‭ ‬البحرين‭ ‬التعليمية،‭ ‬وقد‭ ‬عدّ‭ ‬اليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للمعلمين‭ ‬فرصة‭ ‬للاحتفال‭ ‬بالإنجازات‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التعليم‭ ‬والتعلم،‭ ‬والنظر‭ ‬بشكل‭ ‬إيجابي‭ ‬لإيجاد‭ ‬طرق‭ ‬كفيلة‭ ‬بمواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬الراهنة،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تعزيز‭ ‬مهنة‭ ‬التدريس،‭ ‬وجدير‭ ‬بالذكر‭ ‬أنه‭ ‬يجري‭ ‬تنظيم‭ ‬اليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للمعلمين‭ ‬بالشراكة‭ ‬مع‭ ‬منظمة‭ ‬العمل‭ ‬الدولية‭ ‬ومنظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للطفولة‭ ‬والاتحاد‭ ‬الدُّوَليّ‭ ‬للمعلمين،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬يتم‭ ‬الاحتفال‭ ‬بالدور‭ ‬المثمر‭ ‬الذي‭ ‬يقوم‭ ‬بتأديته‭ ‬المعلمون‭ ‬في‭ ‬إحداث‭ ‬تغيرات‭ ‬واستخراج‭ ‬القدرات‭ ‬الكامنة‭ ‬لدى‭ ‬الطلاب‭ ‬وحصولهم‭ ‬على‭ ‬المعارف‭ ‬والمهارات‭ ‬التي‭ ‬يحتاجونها‭ ‬لبناء‭ ‬مستقبلهم‭ ‬واكتسابهم‭ ‬المهارات‭ ‬الحياتية‭ ‬مثل‭ ‬تحمل‭ ‬المسؤولية‭ ‬عن‭ ‬تعلمهم‭ ‬وتوجهاتهم‭ ‬وعن‭ ‬الآخرين‭ ‬من‭ ‬أقرانهم‭.‬

إن‭ ‬المعلم‭ ‬صاحب‭ ‬رسالة‭ ‬سامية‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬رقى‭ ‬المجتمع‭ ‬بفضل‭ ‬تربية‭ ‬الأجيال‭ ‬لرفِعه‭ ‬الوطن‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬مكتسباته‭ ‬التنموية،‭ ‬فلكم‭ ‬أيها‭ ‬المعلمون‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تحية‭ ‬تقدير‭ ‬وامتنان‭ ‬وإجلال،‭ ‬فأنتم‭ ‬شريان‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية،‭ ‬ورمز‭ ‬العطاء‭ ‬والإيجابية‭ ‬وواضعو‭ ‬اللبنة‭ ‬الأولى‭ ‬للعلم‭ ‬والتعليم،‭ ‬ولكم‭ ‬الفضل‭ ‬في‭ ‬رسم‭ ‬حروف‭ ‬النهضة‭ ‬التعليمية‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬تقدمت‭ ‬بها‭ ‬مملكتنا‭ ‬الحبيبة‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬التعليم‭ ‬وجودته‭ ‬وفق‭ ‬الأهداف‭ ‬العالمية‭ ‬المستدامة‭. ‬والأمل‭ ‬معقود‭ ‬على‭ ‬إنجازاتكم‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬ترميم‭ ‬جسور‭ ‬التواصل‭ ‬بين‭ ‬فئات‭ ‬المجتمع‭ ‬كافة،‭ ‬ولبناء‭ ‬معارف‭ ‬الإدراك‭ ‬الواعي‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬التحليل‭ ‬السليم‭ ‬في‭ ‬عقول‭ ‬الطلاب‭.‬

وجميعنا‭ ‬أصبحنا‭ ‬على‭ ‬معرفة‭ ‬بأن‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية،‭ ‬تتكون‭ ‬من‭ ‬عدة‭ ‬عناصر‭ ‬منها‭ ‬المعلم‭ ‬والطالب‭ ‬والمنهج‭ ‬والموارد‭ ‬المساندة‭ ‬بأنواعها،‭ ‬وإذا‭ ‬كان‭ ‬المحور‭ ‬الأساسي‭ ‬من‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية‭ ‬بجميع‭ ‬محاورها‭ ‬الأساسية‭ ‬هو‭ ‬الطالب،‭ ‬فإن‭ ‬أهم‭ ‬عوامل‭ ‬نجاح‭ ‬هذه‭ ‬العملية‭ ‬هو‭ ‬المعلم‭ ‬صاحب‭ ‬رؤية‭ ‬بأن‭ ‬التعليم‭ ‬مهنة‭ ‬وليست‭ ‬وظيفة،‭ ‬وهو‭ ‬الذي‭ ‬يؤدي‭ ‬مهمته‭ ‬بأمانة‭ ‬وعلم‭ ‬وقدرة،‭ ‬ومهما‭ ‬تم‭ ‬الإنفاق‭ ‬على‭ ‬تسهيل‭ ‬مجريات‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية‭ ‬من‭ ‬موارد‭ ‬بشرية‭ ‬ومادية،‭ ‬وتم‭ ‬تهيئة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الموارد‭ ‬اللوجستية،‭ ‬فإنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬تقدم‭ ‬للمجتمع‭ ‬دون‭ ‬النهوض‭ ‬بالمعلم‭ ‬ورفع‭ ‬كفاءته،‭ ‬حيثُ‭ ‬إن‭ ‬للمعلم‭ ‬دورًا‭ ‬أساسيًا‭ ‬ومهما‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬وجودة‭ ‬العمليات‭ ‬التربوية‭ ‬والتعليمية،‭ ‬ولأهمية‭ ‬دور‭ ‬المعلم‭ ‬كان‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬توافر‭ ‬شروط‭ ‬ومميزات‭ ‬في‭ ‬شخصيته‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬يمتلك‭ ‬المُعلّم‭ ‬المُبدع‭ ‬ملكة‭ ‬التأمل‭ ‬لمعرفة‭ ‬جوانب‭ ‬قوته‭ ‬والنقاط‭ ‬الواجب‭ ‬عليه‭ ‬تطويرها‭ ‬جيّداً‭ ‬ويسعى‭ ‬لمُعالجتها،‭ ‬ودائم‭ ‬التعلّم،‭ ‬ويكون‭ ‬مُبدعاً‭ ‬في‭ ‬تفكيره،‭ ‬كذلك‭ ‬يمتلك‭ ‬مهارات‭ ‬التواصل‭ ‬وفن‭ ‬الإقناع‭ ‬والتأثير‭ ‬ويكون‭ ‬مطّلعاً‭ ‬دائماً‭ ‬على‭ ‬أحوال‭ ‬الطلاب،‭ ‬ومعرفة‭ ‬احتياجاتهم،‭ ‬وأفضل‭ ‬الطرق‭ ‬للتعامُل‭ ‬معهم،‭ ‬وامتلاك‭ ‬المعرفة‭ ‬والخبرة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تخصصه،‭ ‬وذا‭ ‬مبادئ‭ ‬يترك‭ ‬بصمة‭ ‬لدى‭ ‬طلابه،‭ ‬ويكون‭ ‬ذا‭ ‬أثرً‭ ‬مستدام‭ ‬يحقق‭ ‬مبدأ‭ ‬التعليم‭ ‬مدى‭ ‬الحياة‭.‬

يعد‭ ‬المعلم‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬دعائم‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬أساسها؛‭ ‬ذلك‭ ‬لأن‭ ‬المعلم‭ ‬هو‭ ‬صانع‭ ‬الأجيال‭ ‬وناقل‭ ‬العلم‭ ‬ومربي‭ ‬الأجيال،‭ ‬وقد‭ ‬حظي‭ ‬المعلم‭ ‬بمكانة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المجتمعات‭ ‬وعبر‭ ‬العصور‭ ‬والأزمنة‭ ‬التاريخية‭ ‬بل‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬وصف‭ ‬أمير‭ ‬الشعراء‭ ‬له‭ ‬بأنه‭ ‬كاد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬رسولا،‭ ‬لأنه‭ ‬ما‭ ‬من‭ ‬رسول‭ ‬إلا‭ ‬وكان‭ ‬معلم‭ ‬لأمته،‭ ‬ونرى‭ ‬أن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ووفق‭ ‬الرؤية‭ ‬الوطنية‭ ‬2030،‭ ‬تسعى‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬نظام‭ ‬تعليم‭ ‬يعزز‭ ‬القدرات‭ ‬التنافسية‭ ‬وصولًا‭ ‬إلى‭ ‬العالمية،‭ ‬والأخذ‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬النماذج‭ ‬الرائدة،‭ ‬خاصة‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬الذي‭ ‬تهتم‭ ‬بتنمية‭ ‬روح‭ ‬الإبداع‭ ‬والابتكار‭ ‬لدى‭ ‬المعلمين،‭ ‬وذلك‭ ‬بإجراء‭ ‬المسابقات‭ ‬البحثية‭ ‬والملتقيات‭ ‬المهنية‭ ‬التي‭ ‬تؤصل‭ ‬إبداعات‭ ‬المعلم‭ ‬وعرض‭ ‬خبراته‭ ‬وتجاربه‭ ‬مع‭ ‬الآخرين‭ ‬لمصلحة‭ ‬الطالب‭ ‬والعملية‭ ‬التعليمية،‭ ‬وزيادة‭ ‬الإبداع‭ ‬والابتكار‭ ‬في‭ ‬صفوف‭ ‬الهيئات‭ ‬التعليمية،‭ ‬يجب‭ ‬علينا‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬إطلاق‭ ‬العَنان‭ ‬نحو‭ ‬قدرات‭ ‬وإبداعات‭ ‬المعلمين،‭ ‬وتخفيف‭ ‬الأعباء‭ ‬الإدارية‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬تكليفهم‭ ‬بها،‭ ‬وحتمًا‭ ‬سوف‭ ‬يسهم‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬توجههم‭ ‬نحو‭ ‬سبل‭ ‬الإبداع‭ ‬في‭ ‬عملهم‭ ‬بما‭ ‬يحقق‭ ‬صالح‭ ‬طلابنا،‭ ‬وفق‭ ‬إطار‭ ‬دعم‭ ‬جهود‭ ‬تطوير‭ ‬التعليم‭ ‬وتوفير‭ ‬بيئة‭ ‬تعليمية‭ ‬متميزة،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬تلبية‭ ‬احتياجات‭ ‬تطوير‭ ‬قطاع‭ ‬التعليم‭ ‬واستدامته‭.‬

وللمعلم‭ ‬في‭ ‬النهضة‭ ‬الوطنية‭ ‬للمملكة‭ ‬دور‭ ‬فاعل‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬المعرفة‭ ‬والمهارات‭ ‬اللازمة‭ ‬للطلبة،‭ ‬مما‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬تأهيلهم‭ ‬لسوق‭ ‬العمل‭ ‬وبناء‭ ‬مجتمع‭ ‬متمكن‭ ‬ويمتلك‭ ‬الثقافة‭ ‬المستدامة،‭ ‬كذلك‭ ‬فإنه‭ ‬يعمل‭ ‬جاهدًا‭ ‬في‭ ‬تشكيل‭ ‬القيم‭ ‬الأخلاقية‭ ‬والمبادئ‭ ‬لتعزيز‭ ‬روح‭ ‬الانتماء‭ ‬والولاء‭ ‬للوطن،‭ ‬ونشر‭ ‬التأثير‭ ‬الإيجابي‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬الطلبة،‭ ‬حيث‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مصدر‭ ‬إلهام‭ ‬لهم‭ ‬لتحقيق‭ ‬أحلامهم‭ ‬والمساهمة‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬وطنهم‭ ‬بواسطة‭ ‬تحفيز‭ ‬الإبداع‭ ‬وبيئة‭ ‬تعليمية‭ ‬تشجع‭ ‬على‭ ‬التفكير‭ ‬النقدي‭ ‬والإبداع،‭ ‬مما‭ ‬يساعد‭ ‬الطلبة‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬أفكار‭ ‬جديدة‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬تطور‭ ‬المجتمع،‭ ‬كذلك‭ ‬أن‭ ‬التوجيه‭ ‬والإرشاد‭ ‬والدور‭ ‬المهم‭ ‬الذي‭ ‬يلعبه‭ ‬المعلم‭ ‬في‭ ‬توجيه‭ ‬الطلاب‭ ‬نحو‭ ‬تحقيق‭ ‬أهدافهم‭ ‬وطموحاتهم،‭ ‬مما‭ ‬يعزز‭ ‬من‭ ‬فرص‭ ‬نجاحهم‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬في‭ ‬عصر‭ ‬المعلومات‭ ‬والتقنية،‭ ‬وها‭ ‬نحن‭ ‬نرى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬معلمينا‭ ‬الأكفاء‭ ‬يلعبون‭ ‬دورًا‭ ‬محوريًا‭ ‬في‭ ‬دمج‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬في‭ ‬التعليم،‭ ‬وذلك‭ ‬لتوظيفهم‭ ‬الأدوات‭ ‬الرقمية‭ ‬والبرمجيات‭ ‬التعليمية،‭ ‬وقد‭ ‬استطاع‭ ‬غالبية‭ ‬المعلمين‭ ‬خلق‭ ‬بيئات‭ ‬تعليمية‭ ‬تفاعلية‭ ‬تشجع‭ ‬على‭ ‬الابتكار‭ ‬وتجذب‭ ‬اهتمام‭ ‬الطلاب‭.‬

ختامًا‭ ‬إن‭ ‬المعلمين‭ ‬طاقة‭ ‬أمل‭ ‬وبناء،‭ ‬فهم‭ ‬رواد‭ ‬للتغيير‭ ‬الفكري‭ ‬لطلابنا‭ ‬وثروتنا‭ ‬المستقبلية،‭ ‬وهم‭ ‬الجسر‭ ‬الذي‭ ‬يربط‭ ‬بين‭ ‬المعرفة‭ ‬والابتكار‭ ‬لَما‭ ‬يمتلكون‭ ‬من‭ ‬كفاءات‭ ‬وأساليب‭ ‬تمكنهم‭ ‬من‭ ‬تغيير‭ ‬نِّظْرة‭ ‬أجيالنا‭ ‬نحو‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬وتشجيعهم‭ ‬نحو‭ ‬استكشاف‭ ‬أفكار‭ ‬جديدة‭ ‬وتحدي‭ ‬المفاهيم‭ ‬التقليدية،‭ ‬وتوجيهم‭ ‬نحو‭ ‬التعلم‭ ‬المستمر،‭ ‬وإعدادهم‭ ‬للمستقبل‭ ‬ليصبحوا‭ ‬قادة‭ ‬ومؤثرين‭ ‬في‭ ‬مجتمعاتهم؛‭ ‬لذا‭ ‬فإن‭ ‬لقب‭ ‬صانع‭ ‬الأجيال‭ ‬يختص‭ ‬به‭ ‬المعلم‭ ‬دون‭ ‬سواه‭ ‬من‭ ‬المهن‭ ‬والوظائف‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬لأنه‭ ‬يزرع‭ ‬البذور‭ ‬التي‭ ‬تنمو‭ ‬لتصبح‭ ‬أجيالًا‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬وتجاوز‭ ‬الصعوبات‭ ‬وبناء‭ ‬الثقة‭ ‬والتطور‭ ‬الشخصي‭ ‬الذي‭ ‬أصبح‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬مهارات‭ ‬القرن‭ ‬الواحد‭ ‬والعشرين؛‭ ‬لذا،‭ ‬يجب‭ ‬علينا‭ ‬جميعًا‭ ‬دعم‭ ‬المعلمين‭ ‬وتقدير‭ ‬جهودهم،‭ ‬لأنهم‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬يبنون‭ ‬الأساس‭ ‬لمجتمعات‭ ‬مبتكرة‭ ‬ومزدهرة،‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬هؤلاء‭ ‬النخبة‭ ‬الوطنية‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نحقق‭ ‬النهضة‭ ‬المنشودة‭ ‬وبناء‭ ‬مجتمع‭ ‬متماسك‭ ‬وصحي‭ ‬يتمتع‭ ‬بالقيم‭ ‬الإنسانية‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا