المطالبة بزيادة الرقعة الزراعية.. وعودة الدعم
في يوم الأغذية العالمي، أجرت «أخبار الخليج» استطلاعا مع عدد من المزارعين حول دورهم في تحقيق الأمن الغذائي المحلي، وبحسب المبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي فإنه يوجد حوالي 50 مزارعا بحرينيا مسجلا في مختلف مناطق البحرين أبرزها هورة عالي، وكرّانة، وطشـان، وباربار، وجنوسان، وبوري بالإضافة إلى الجنبية.
وتحدث المزارع ميرزا حسـن منصور «أبو محمد» الذي تعلّقت يده بتربة البحرين منذ نعومة أظافره حيث رافق ميرزا والده في الجسرة لتعلّم اساسيات الزراعة، قائلا: واجب المزارع البحريني تجاه وطنه أن يقوم بتوفيـر أهم المواد الزراعية ليستفيد منها المواطن والمقيم على هذه الأرض، وأوضح أن الطماطم والخيـار والقرنبيط هي أبرز الخضُار التي يتم زراعتها في البحرين إلا أن الخيـار والطماطم البحريني يعتبران من أهم المواد الزراعية التي تشهد اقبالًا في السوق وتعتبر من الأغذية ذات الرواج الأكبر.
وأوضـح أن البحرين قد قدمت على مدار السنوات الطويلة العديد من المبادرات الوطنية التي ساهمت في دعم المزارع البحريني، كان أبرزها المبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي في البحرين، وأهمها استضافة سوق المزارعين السنوي في البديع الذي كان بمثابة بوابة تسويق للمنتج الوطني والمزارع المحلي بالإضافة إلى سوق هورة سند الذي يشهد اقبالًا من السياح والمواطنين.
تطرّق أبو محمد في حديثه لـ«أخبار الخليج» إلى أهم احتياجات المزارع البحريني التي قد تقتصر على الدعم المادي في ظل ارتفاع اسعار المواد الأساسية التي يعتمد عليها المزارع مثل السماد وغيرها، متسائلا عن سبب توقف الدعم المقدم من صندوق العمل «تمكين» الذي خُصص للمزارع والذي كان يستفيد منه ويساعده في الصنعة.
ومن الجسرة إلى كرّانة تحدث المزارع صادق ميرزا، معتبرا أن سوق المزارعين بمثابة البوابة التي أطلعت العالم على المنتج الوطني والمزارع المحلي، وأكد أن هذه المبادرة ساهمت في التسويق للمنتج المحلي الذي حظي بالكثير من الاقبال واستطاع أن يلفت الأنظار، وكشف أن نسبة الإنتاج المحلي قد بلغت 70% في ظل وجود الدعم المقدم للمزارع من صندوق العمل «تمكين»، إلا أن غيابه شكل عاملًا مؤثرًا في الإنتاج المحلي حيث إن المزارع البحريني بحاجة إلى هذا الدعم في ظل توفيره للمواد الأساسية، كما أن القرض المخصص للمزارع والذي يبلغ 15 ألف دينار لم يتغير منذ 30 سنة، وهو بحاجة ماسّة إلى تغيير في ظل ارتفاع المواد الزراعية من سماد وبذور وآلات وغيرها.
كما قال ميرزا إن المنتجات الزراعية التي يتم طرحها في السوق البحريني هي الطماطم والخيار والقرع والشمام، ويتم تزويد الأسواق الكبيرة والبرادات بها، كما يقوم المزارع ببيعها في النقاط الأسبوعية وفي سوق المزارعين، وفي ظل محافظة المزارع البحريني على هذه الصنعة فهو بحاجة إلى رقع زراعية واسعة مخصصة للزراعة لأن الأراضي التي يتم توفيرها من قبل البلدية تكون ذات ارتفاعات لا تصلح للشغل الزراعي وهذا يعتبر بمثابة تحدّ للمزارعين، إذ أدى تقلّص الأراضي الزراعية إلى عدم زراعة البطاطس البحريني الذي يحتاج إلى مساحات شاسعة.
كذلك أشار المُزارع هـاني البقالي الذي رافق عمه والد زوجته منذ أكثر من سبع سنوات في أوساط مزارع باربار وسلماباد إلى أن المبادرات الوطنية ساهمت في تشجيع المزارع البحريني لتقديم أفضل المنتجات الزراعية المحلية ولدعم الأمن الغذائي المحلي، كما أن المبادرات الوطنية استطاعت أن تدعم شغف المزارع البحريني للمواصلة والبقاء على الرغم من وجود التحديات المختلفة مثل وجود الأجانب في الأسواق المركزية، وعلى سبيل المثال سوق جدحفص الذي يقوم فيه الاجنبي بالتلاعب بأسعار السلع الغذائية، وأوضح أن مزرعة عمه الكائنة في باربار تقوم بتوفير عدّة سلع غذائية يرغب بها المواطنون والمقيمون منها البصل الأخضر، والبطيخ والخيار، ويصل عمر هذه المزرعة إلى 40 سنة وقد قام عمه بتوريث مهنة الزراعة لابنه أحمد.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك