الجهاد في سبيل الله حفظا لأوطان المسلمين وحرماتهم وذبًّا عن أرضهم ومقدساتهم من أجل الأعمال وأحبها إلى الله، قال: «إِنَّ فِي الجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ أَعَدَّهَا اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ»، وَقَالَ: «لَغَدْوَةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ رَوْحَةً، خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا»، وسُئل رسولُ اللهِ صلى الله وعليه وسلم: أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ؟ فَقَالَ: «مُؤْمِنُ يُجَاهِدُ في سَبِيلِ اللَّهِ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ».
والرباط على الثغور حفظًا لحدود المسلمين ودفاعًا عن أوطانهم من أجل القربات، قالَ: رِبَاطُ يَوْمِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا»، وقالَ: «رِبَاطُ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ خَيْرٌ مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ، وَإِنْ مَاتَ جَرَى عَلَيْهِ عَمَلُهُ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُهُ، وَأُجْرِيَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ، وَأَمِنَ الْفَتَّانَ».
والشهداء أحياء عند ربهم يتمتعون بفضله، قال تعالى: «وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (149) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ»، وقالَ: «مَا مِنْ عَبْدٍ يَمُوتُ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ يَسُرُّهُ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا وَأَنَّ لَهُ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، إِلَّا الشَّهِيدَ لِمَا يَرَى مِنْ فَضْلِ الشَّهَادَةِ، فَإِنَّهُ يَسُرُّهُ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا فَيُقْتَلَ مَرَّةً أُخْرَى».
فالدفاع عن أوطان المسلمين واجب مقدَّس، ولأجلهِ شُرعَ الجهاد والرباط في سبيل الله عز وجل، فقد أنعم الله سبحانه علينا بوطن آمن مستقر نعبد الله فيه، ونعيش آمنين مطمئنين، نسعى في رفعته ونشارك في بنائه ونهضته، وإذا حمي الوطيس كنا كلنا جنودًا مرابطين مدافعين عن حدوده ذابين عن شرفه.
ولا ننسى ونحن نتكلم عن فضل الجهاد في سبيل الله جنودنا البواسل المرابطين على حدودنا، الحافظين لأمننا؛ فهم سيف الوطن ودرعه، وهم الأعين الساهرة لحفظه، وقد قال رسولُ الله: عَيْنَانِ لَا تَمَسُّهُمَا النَّارُ: عَيْنُ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ، وَعَيْنُ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ»، ولا ننسى أيضًا أولئك الذين ضحوا بأرواحهم وفارقوا أهلهم وأحبابهم وهم يدافعون عن بلادنا؛ فنسأل الله سبحانهُ أنْ يتقبلهم في الشُّهداء، وأن ينزلهم منازل السعداء، وأن يجمعهم بالنَّبيِّينَ والصدّيقين والأتقياء، وحسن أولئك رفيقا.
إدارة الأوقاف السنية
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك