العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

التعليم والسياحة يلتقيان في معرض «جدكس البحرين 2023»

بقلم: د. فاطمة ناصر

الخميس ٠٤ مايو ٢٠٢٣ - 02:00

‭  ‬تحت‭ ‬رعاية‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬مبارك‭ ‬جمعة‭ ‬وزير‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬أمناء‭ ‬التعليم‭ ‬العالي،‭ ‬تستضيف‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬المعرض‭ ‬العالمي‭ ‬للتعليم‭ ‬العالي‭ ‬«GHEDEX2023»،‭ ‬والذي‭ ‬تنظمه‭ ‬مجموعة‭ ‬الشركة‭ ‬العمانية‭ ‬للمعارض‭ ‬والتجارة‭ ‬الدولية،‭ ‬والذي‭ ‬يعقد‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ (‬‮٦‬‭-‬‮٨‬‭ ‬مايو‭ ‬الجاري‭)‬‭ ‬حيثُ‭ ‬تشارك‭ ‬في‭ ‬المعرض‭ ‬نخبة‭ ‬من‭ ‬مؤسسات‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬المحلية‭ ‬والإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬التي‭ ‬سيكون‭ ‬لها‭ ‬دور‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬الفرص‭ ‬التعليمية‭ ‬المتاحة‭ ‬للطلاب‭ ‬من‭ ‬زوار‭ ‬المعرض‭ ‬والبرامج‭ ‬الأكاديمية‭ ‬المقدمة‭ ‬لهم،‭ ‬وخاصة‭ ‬خريجي‭ ‬المدارس‭ ‬الحكومية‭ ‬والخاصة‭ ‬للاطلاع‭ ‬على‭ ‬البرامج‭ ‬والتخصصات‭ ‬الجامعية‭ ‬المطروحة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الجامعات‭ ‬المشاركة‭ ‬والتي‭ ‬تتوافق‭ ‬مع‭ ‬احتياجات‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬واستدامة‭ ‬متطلباته‭ ‬في‭ ‬المستقبل،‭ ‬والمعرض‭ ‬العالمي‭ ‬للتعليم‭ ‬العالي‭ ‬«GHEDEX2023»‭ ‬هو‭ ‬حدث‭ ‬سنوي‭ ‬يعقد‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬لتسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬وفرص‭ ‬الدراسة‭ ‬والأبحاث‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الدول‭. ‬ويشارك‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المعرض‭ ‬المؤسسات‭ ‬التعليمية‭ ‬والجامعات‭ ‬والمدارس‭ ‬والمعاهد‭ ‬والمؤسسات‭ ‬ذات‭ ‬الصلة،‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬عرض‭ ‬برامجها‭ ‬وخدماتها‭ ‬التعليمية‭ ‬والبحثية‭ ‬والمنح‭ ‬الدراسية‭ ‬وتسهيل‭ ‬الاتصال‭ ‬بالطلاب‭ ‬والمهتمين‭.‬

يعد‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬أولويات‭ ‬الحكومة‭ ‬الموقرة‭ ‬وضمن‭ ‬خططها‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬حسب‭ ‬الرؤية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الوطنية‭ ‬2030،‭ ‬حيث‭ ‬تسعى‭ ‬الحكومة‭ ‬البحرينية‭ ‬إلى‭ ‬توفير‭ ‬بيئة‭ ‬تعليمية‭ ‬جاذبة‭ ‬ومتطورة‭ ‬للطلبة‭ ‬المحليين‭ ‬والدوليين‭. ‬وتضم‭ ‬البحرين‭ ‬عددًا‭ ‬من‭ ‬الجامعات‭ ‬والكليات‭ ‬العالمية‭ ‬المعترف‭ ‬بها‭ ‬دوليًا‭ ‬والتي‭ ‬توفر‭ ‬برامج‭ ‬تعليمية‭ ‬متنوعة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬التخصصات،‭ ‬تحتوي‭ ‬الجامعات‭ ‬الرئيسية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الكليات‭ ‬والمدارس،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬كليات‭ ‬الآداب‭ ‬والعلوم‭ ‬والهندسة‭ ‬والطب‭ ‬والأعمال‭ ‬والحقوق،‭ ‬والتربية،‭ ‬والتمريض،‭ ‬والصيدلة‭. ‬كما‭ ‬توفر‭ ‬الجامعات‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬برامج‭ ‬الدراسات‭ ‬العليا‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬متنوعة،‭ ‬لذا‭ ‬تسعى‭ ‬الحكومة‭ ‬البحرينية‭ ‬متمثلة‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬ومؤسسات‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬للعمل‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬التعليم‭ ‬العالي،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقديم‭ ‬المنح‭ ‬الدراسية‭ ‬والتسهيلات‭ ‬للطلاب‭ ‬المحليين‭ ‬والدوليين،‭ ‬وتشجيع‭ ‬الابتكار‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬الحيوية‭ ‬والحديثة‭ ‬التي‭ ‬تعزز‭ ‬التطور‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬في‭ ‬المملكة‭. ‬كما‭ ‬تتعاون‭ ‬الجامعات‭ ‬مع‭ ‬الشركات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الحكومية‭ ‬والخاصة‭ ‬لتوفير‭ ‬فرص‭ ‬التدريب‭ ‬والتوظيف‭ ‬للطلاب‭ ‬والخريجين،‭ ‬وتعاون‭ ‬الجامعات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬التعليمية‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬مع‭ ‬الطلاب‭ ‬الدوليين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توفير‭ ‬الدعم‭ ‬اللازم‭ ‬لهم‭ ‬لتحقيق‭ ‬النجاح‭ ‬في‭ ‬دراستهم،‭ ‬حيثُ‭ ‬‮«‬تشمل‭ ‬برامج‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬للطلاب‭ ‬الدوليين‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬الدرجات‭ ‬الأكاديمية‭ ‬المختلفة،‭ ‬مثل‭ ‬البكالوريوس‭ ‬والماجستير‭ ‬والدكتوراه،‭ ‬ويمكن‭ ‬للطلاب‭ ‬الدوليين‭ ‬التقدم‭ ‬بطلب‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬المنح‭ ‬الدراسية‭ ‬التي‭ ‬تقدمها‭ ‬الحكومة‭ ‬البحرينية‭ ‬وبعض‭ ‬المؤسسات‭ ‬التعليمية‭ ‬والمنح‭ ‬الخاصة،‭ ‬والحصول‭ ‬على‭ ‬معلومات‭ ‬حول‭ ‬البرامج‭ ‬التعليمية‭ ‬المتاحة‭ ‬والشروط‭ ‬والمتطلبات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬زيارة‭ ‬مواقع‭ ‬الجامعات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬التعليمية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬أو‭ ‬الاتصال‭ ‬بمكتب‭ ‬القبول‭ ‬الدولية‭ ‬المختصة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسات‭. ‬كذلك‭ ‬توفر‭ ‬الجامعات‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬مكاتب‭ ‬القبول‭ ‬الدولية‭ ‬لتسهيل‭ ‬عملية‭ ‬تقديم‭ ‬الطلبات‭ ‬والتسجيل‭ ‬للطلاب‭ ‬الدوليين،‭ ‬حيثُ‭ ‬تقوم‭ ‬هذه‭ ‬المكاتب‭ ‬بتوفير‭ ‬المعلومات‭ ‬اللازمة‭ ‬للطلاب‭ ‬حول‭ ‬البرامج‭ ‬التعليمية‭ ‬والمتطلبات‭ ‬والإجراءات‭ ‬اللازمة‭ ‬للتقديم‭ ‬والقبول‭ ‬في‭ ‬الجامعات،‭ ‬كذلك‭ ‬توفير‭ ‬الإرشادات‭ ‬حول‭ ‬الإقامة‭ ‬والتأشيرات‭ ‬والتأمين‭ ‬الصحي‭ ‬والنقل‭ ‬والإقامة‭ ‬والحياة‭ ‬اليومية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭. ‬كما‭ ‬توفر‭ ‬هذه‭ ‬المكاتب‭ ‬الدعم‭ ‬الأكاديمي‭ ‬للطلاب‭ ‬الدوليين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توفير‭ ‬الدورات‭ ‬التحضيرية‭ ‬والدورات‭ ‬اللغوية‭ ‬للطلاب‭ ‬الذين‭ ‬يحتاجون‭ ‬إلى‭ ‬تحسين‭ ‬مهاراتهم‭ ‬في‭ ‬اللغة‭ ‬الإنجليزية‭ ‬أو‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‮»‬‭.‬

إن‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬اختيار‭ ‬التخصص‭ ‬الجامعي‭ ‬المستقبلي‭ ‬للطلاب‭ ‬ليس‭ ‬أمرًا‭ ‬بهذه‭ ‬السهولة،‭ ‬حيثُ‭ ‬تعتبر‭ ‬عملية‭ ‬الاختيار‭ ‬تحديًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬أمام‭ ‬الطلاب‭ ‬بسبب‭ ‬عدم‭ ‬اتضاح‭ ‬المسار‭ ‬الوظيفي‭ ‬الذي‭ ‬يرغبون‭ ‬في‭ ‬اختياره‭ ‬والعمل‭ ‬فيه‭ ‬مستقبًلا؛‭ ‬لذا‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬الطلاب‭ ‬الأخذ‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬العوامل‭ ‬قبل‭ ‬الالتزام‭ ‬بأي‭ ‬تخصص،‭ ‬مثل‭ ‬دراسة‭ ‬طموحاتهم‭ ‬واهتماماتهم‭ ‬ومدى‭ ‬حاجة‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬التخصص‭ ‬في‭ ‬المستقبل،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬يأتي‭ ‬دور‭ ‬هذه‭ ‬المعارض‭ ‬العالمية‭ ‬التي‭ ‬تساعد‭ ‬الطلبة‭ ‬على‭ ‬فهم‭ ‬الفرص‭ ‬المتوافرة‭ ‬لهم‭ ‬داخل‭ ‬وخارج‭ ‬بلدهم،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬يلتقي‭ ‬التعليم‭ ‬والسياحة‭ ‬اللذان‭ ‬يعدان‭ ‬من‭ ‬المجالات‭ ‬الخدمية‭ ‬التي‭ ‬بينهما‭ ‬ارتباط‭  ‬بشكل‭ ‬وثيق‭ ‬ومنتج،‭ ‬حيثُ‭ ‬يمكن‭ ‬للتعليم‭ ‬أن‭ ‬يساعد‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬السياحة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تطوير‭ ‬المهارات‭ ‬والمعرفة‭ ‬لدى‭ ‬الطلاب‭ ‬والشباب‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الضيافة‭ ‬والسياحة،‭ ‬كما‭ ‬يمكن‭ ‬للسياحة‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬فرصة‭ ‬للتعليم‭ ‬والتعلم‭ ‬عن‭ ‬ثقافات‭ ‬جديدة‭ ‬وتاريخ‭ ‬مدن‭ ‬وبلدان‭ ‬مختلفة‭ ‬لتعزيز‭ ‬الوعي‭ ‬بأهمية‭ ‬السياحة‭ ‬المستدامة‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬البيئة‭ ‬والثقافة‭ ‬المحلية،‭ ‬وذلك‭ ‬لاعتبار‭ ‬السياحة‭ ‬مصدرًا‭ ‬مهما‭ ‬للدخل‭ ‬والتنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬البلدان،‭ ‬حيث‭ ‬يمكن‭ ‬للسياحة‭ ‬أن‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬وتحسين‭ ‬مستوى‭ ‬المعيشة‭ ‬للمواطنين‭ ‬وترويج‭ ‬الثقافة‭ ‬والتراث‭ ‬والفنون‭ ‬المحلية،‭ ‬ما‭ ‬يعزز‭ ‬التفاعل‭ ‬الثقافي‭ ‬بين‭ ‬الثقافات‭ ‬المختلفة؛‭ ‬لذا‭ ‬فإن‭ ‬المعرض‭ ‬العالمي‭ ‬للتعليم‭ ‬العالي‭ ‬فرصة‭ ‬للطلاب‭ ‬والمهتمين‭ ‬للتعرف‭ ‬على‭ ‬الجامعات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬التعليمية‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬والحصول‭ ‬على‭ ‬معلومات‭ ‬حول‭ ‬الدراسات‭ ‬الأكاديمية‭ ‬والبحثية‭ ‬والمنح‭ ‬الدراسية‭ ‬المتاحة‭. ‬ويتيح‭ ‬للمشاركين‭ ‬فرصة‭ ‬لمقابلة‭ ‬ممثلي‭ ‬الجامعات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬التعليمية‭ ‬والتحدث‭ ‬معهم‭ ‬والحصول‭ ‬على‭ ‬الإجابات‭ ‬على‭ ‬أسئلتهم‭ ‬والاستفسارات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالتعليم‭ ‬العالي،‭ ‬كما‭ ‬يتضمن‭ ‬المعرض‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الورش‭ ‬العمل‭ ‬والمحاضرات‭ ‬والندوات‭ ‬حول‭ ‬الموضوعات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالتعليم‭ ‬العالي‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي‭ ‬وتطوير‭ ‬الكفاءات‭ ‬والمهارات‭ ‬الأكاديمية‭.‬

لذا‭ ‬فإن‭ ‬المعارض‭ ‬ذات‭ ‬الصبغة‭ ‬العلمية‭ ‬تلعب‭ ‬دورًا‭ ‬مهما‭ ‬في‭ ‬تنمية‭ ‬السياحة،‭ ‬حيث‭ ‬تجذب‭ ‬الجامعات‭ ‬المشاركة‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬وتسهم‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬السياحة‭ ‬العلمية‭ ‬والثقافية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬التي‭ ‬تستضيف‭ ‬المعرض‭. ‬وتمثل‭ ‬هذه‭ ‬المعارض‭ ‬فرصة‭ ‬لتبادل‭ ‬المعرفة‭ ‬والخبرات‭ ‬وتطوير‭ ‬العلاقات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والتجارية‭ ‬بين‭ ‬المشاركين،‭ ‬وتعتبر‭ ‬المعارض‭ ‬التعريفية‭ ‬بالجامعات‭ ‬أداة‭ ‬مهمة‭ ‬لتعريف‭ ‬المجتمع‭ ‬الخارجي‭ ‬بأهم‭ ‬الجامعات‭ ‬وبرامجها‭ ‬وخدماتها‭ ‬المتاحة‭. ‬حيثُ‭ ‬تلعب‭ ‬دورًا‭ ‬مهمًا‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الشفافية‭ ‬والتواصل‭ ‬بين‭ ‬الجامعات‭ ‬والمجتمع‭ ‬الخارجي،‭ ‬وتحسين‭ ‬العلاقات‭ ‬مع‭ ‬المانحين‭ ‬وأصحاب‭ ‬المصلحة‭ ‬والمجتمع‭ ‬الأكاديمي‭ ‬والصناعي،‭ ‬كذلك‭ ‬تساعد‭ ‬المعارض‭ ‬التعريفية‭ ‬بالجامعات‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬الجامعات‭ ‬بشكل‭ ‬أفضل‭ ‬وإعلان‭ ‬البرامج‭ ‬الأكاديمية‭ ‬والبحثية‭ ‬والخدمات‭ ‬المتاحة‭. ‬

كما‭ ‬تعزز‭ ‬هذه‭ ‬المؤتمرات‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬الجامعات‭ ‬والمانحين‭ ‬والمجتمع‭ ‬الصناعي‭ ‬وتسهل‭ ‬التعاون‭ ‬والتفاعل‭ ‬بينهم،‭ ‬وبشكل‭ ‬عام،‭ ‬تساعد‭ ‬المعارض‭ ‬التعريفية‭ ‬بالجامعات‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬التواصل‭ ‬والتفاعل‭ ‬بين‭ ‬الجامعات‭ ‬والمجتمع‭ ‬الخارجي،‭ ‬وتحسين‭ ‬فهم‭ ‬الجمهور‭ ‬للجامعات‭ ‬والأدوار‭ ‬التي‭ ‬تلعبها‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬والاقتصاد،‭ ‬وتحسين‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬توفير‭ ‬فرصة‭ ‬لممثلي‭ ‬الدول‭ ‬للقاء‭ ‬بعضهم‭ ‬البعض‭ ‬والتفاعل‭ ‬والتحدث‭ ‬حول‭ ‬المسائل‭ ‬المشتركة‭ ‬وتقاسم‭ ‬الأفكار‭ ‬والخبرات‭. ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬العلاقات‭ ‬يمكن‭ ‬تحسين‭ ‬التفاهم‭ ‬والتعاون‭ ‬بين‭ ‬الدول،‭ ‬وتعزيز‭ ‬الثقة‭ ‬المتبادلة،‭ ‬وتجاوز‭ ‬الخلافات‭ ‬والمشكلات‭ ‬المشتركة‭. ‬وبالتالي،‭ ‬يمكن‭ ‬للمعارض‭ ‬التعليمية‭ ‬والمؤتمرات‭ ‬أن‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬إنشاء‭ ‬علاقات‭ ‬قوية‭ ‬ومستدامة‭ ‬بين‭ ‬الدول‭.‬

وأما‭ ‬عن‭  ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬المعرض‭ ‬العالمي‭ ‬للتعليم‭ ‬العالي‭ ‬وبيان‭ ‬ارتباطه‭ ‬بالتنمية‭ ‬السياحية‭ ‬في‭ ‬المملكة،‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬بالتأكيد‭ ‬سيعمل‭ ‬على‭ ‬زيادة‭ ‬التعريف‭ ‬بالمعالم‭ ‬السياحية‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬المعرض‭ ‬سيتم‭ ‬تنظيمه‭  ‬في‭ ‬مركز‭ ‬المعارض‭ ‬والمؤتمرات‭ ‬الجديد،‭ ‬ما‭ ‬يساعد‭ ‬بالتأكيد‭ ‬في‭ ‬تعريف‭ ‬المشاركين‭ ‬بالمعالم‭ ‬السياحية‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المناطق‭ ‬وزيادة‭ ‬الوعي‭ ‬بها،‭ ‬كذلك‭ ‬تعزيز‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني،‭ ‬لما‭ ‬لهذه‭ ‬المعارض‭ ‬من‭ ‬أثر‭  ‬في‭ ‬تحسين‭ ‬الوضع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬للبلدان‭ ‬المستضيفة،‭ ‬وهنا‭ ‬أمام‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬فرصة‭ ‬ذهبية‭ ‬للترويج‭ ‬لجامعاتنا‭ ‬الوطنية‭ ‬والخاصة‭ ‬والمعاهد‭ ‬التدريبية،‭ ‬وكذلك‭ ‬يتم‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬الخدمات‭ ‬المحلية‭ ‬وتوفير‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬جديدة‭ ‬وتطوير‭ ‬الخدمات‭ ‬السياحية‭ ‬وجودتها‭ ‬لتلبية‭ ‬احتياجات‭ ‬المشاركين‭ ‬وزائري‭ ‬المعرض،‭ ‬ما‭ ‬يعطي‭ ‬فرصة‭ ‬ترويج‭ ‬ثقافتنا‭ ‬وتراثنا‭ ‬الوطني‭ ‬وتعزيز‭ ‬التفاعل‭ ‬الثقافي‭ ‬بين‭ ‬جميع‭ ‬المشاركين‭.‬

ويمكن‭ ‬للمعارض‭ ‬الجامعية‭ ‬والعلمية‭ ‬أن‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬حيث‭ ‬تعزز‭ ‬التعاون‭ ‬الدولي‭ ‬وتبادل‭ ‬المعرفة‭ ‬والخبرات‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬مختلفة،‭ ‬مثل‭ ‬السياحة‭ ‬المستدامة‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬الثقافة‭ ‬والتراث‭ ‬المحلي‭ ‬وتنمية‭ ‬المجتمعات‭ ‬المحلية،‭ ‬وبالتالي،‭ ‬فإن‭ ‬دعم‭ ‬المعارض‭ ‬الجامعية‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬للسياحة‭ ‬في‭ ‬المملكة،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬السياحة‭ ‬التعليمية‭ ‬التي‭ ‬تلعب‭ ‬دورًا‭ ‬مهما‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬المجتمع،‭ ‬حيث‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأهداف‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والثقافية‭ ‬والاقتصادية،‭ ‬من‭ ‬أهمها‭:‬

1-‭  ‬زيادة‭ ‬الوعي‭ ‬الثقافي‭ ‬لدى‭ ‬الأفراد‭ ‬وتعريفهم‭ ‬بتاريخ‭ ‬وثقافة‭ ‬المجتمعات‭ ‬المختلفة،‭ ‬ما‭ ‬يعزز‭ ‬التفاهم‭ ‬والتعاون‭ ‬بين‭ ‬الثقافات‭ ‬المختلفة‭ ‬ويترجم‭ ‬رؤية‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬إرساء‭ ‬قيم‭ ‬التعايش‭ ‬والتسامح‭.‬

2-‭  ‬تحفيز‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني،‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬الخدمات‭ ‬المحلية‭ ‬وزيادة‭ ‬الإنفاق‭ ‬على‭ ‬المنتجات‭ ‬والخدمات‭ ‬المحلية‭.‬

3-‭  ‬تعزيز‭ ‬السياحة‭ ‬المستدامة‭ ‬المعتمدة‭ ‬على‭ ‬الاستكشاف‭ ‬البيئي‭ ‬والثقافي‭ ‬بشكل‭ ‬مسؤول‭ ‬ومستدام،‭ ‬ما‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الموروث‭ ‬الثقافي‭ ‬والطبيعي‭ ‬للمنطقة‭ ‬وتنمية‭ ‬المجتمعات‭ ‬المحلية‭.‬

4-‭  ‬تطوير‭ ‬مهارات‭ ‬الأفراد،‭ ‬حيث‭ ‬تساعد‭ ‬السياحة‭ ‬التعليمية‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬مهارات‭ ‬الأفراد‭ ‬وخبراتهم‭ ‬الثقافية‭ ‬وتوسيع‭ ‬آفاقهم،‭ ‬ما‭ ‬يساعدهم‭ ‬في‭ ‬التفكير‭ ‬النقدي‭ ‬والتحليلي‭ ‬والإبداعي‭ ‬وتطوير‭ ‬مهارات‭ ‬التواصل‭ ‬والتعاون‭.‬

5-‭  ‬تعزيز‭ ‬السياحة‭ ‬الداخلية،‭ ‬حيث‭ ‬تمثل‭ ‬السياحة‭ ‬التعليمية‭ ‬فرصة‭ ‬للاستكشاف‭ ‬والتعلم‭ ‬داخل‭ ‬المملكة،‭ ‬ما‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬السياحة‭ ‬الداخلية‭ ‬وتنمية‭ ‬السياحة‭ ‬المحلية‭.‬

إن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬معارض‭ ‬ومؤتمرات‭ ‬مختصة‭ ‬في‭ ‬تنمية‭ ‬التعليم‭ ‬والسياحة‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬والسياحة‭ ‬التعليمية‭ ‬بشكل‭ ‬خاص،‭ ‬والتي‭ ‬تتصف‭ ‬بأنها‭ ‬نهج‭ ‬لمتابعة‭ ‬التعليم‭ ‬والقيام‭ ‬بأنشطة‭ ‬بحثية‭ ‬واكتساب‭ ‬المعرفة‭ ‬أثناء‭ ‬السفر‭ ‬إلى‭ ‬بلدان‭ ‬أخرى،‭ ‬وهي‭ ‬عنصر‭ ‬مهم‭ ‬في‭ ‬الأنشطة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والثقافية‭ ‬للمجتمع‭ ‬الحديث،‭ ‬وتشمل‭ ‬الأنواع‭ ‬الرئيسة‭ ‬للرحلات‭ ‬التعليمية‭ (‬التدريبية‭) ‬السياحية،‭ ‬منها‭: ‬البرامج‭ ‬اللغوية،‭ ‬والتدريب‭ ‬الرياضي،‭ ‬والتدريب‭ ‬المهني،‭ ‬حيثُ‭ ‬يتم‭ ‬تنفيذ‭ ‬نسبة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الجولات‭ ‬كجزء‭ ‬من‭ ‬تطوير‭ ‬السياحة‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬تركز‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬السياحة‭ ‬المستدامة‭ ‬ودورها‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والبيئية‭. ‬من‭ ‬خلال‭ ‬جلسات‭ ‬حوارية‭ ‬وورش‭ ‬عمل‭ ‬وعروض‭ ‬للأبحاث‭ ‬والدراسات‭ ‬المختلفة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التعليم‭ ‬وجميع‭ ‬تخصصاته‭ ‬بما‭ ‬فيه‭ ‬التعليم‭ ‬السياحي‭ ‬بهدف‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬التراث‭ ‬الثقافي‭ ‬وتطوير‭ ‬المناطق‭ ‬الثقافية‭ ‬والتراثية‭ ‬لتحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬وتبادل‭ ‬المعرفة‭ ‬والخبرات‭ ‬والأفكار‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬السياحة‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الأصعدة،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬مؤتمر‭ ‬السياحة‭ ‬العالمي‭ ‬الذي‭ ‬يعد‭ ‬واحدًا‭ ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬المؤتمرات‭ ‬السياحية‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬حيث‭ ‬يجمع‭ ‬المشاركين‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الدول‭ ‬لتبادل‭ ‬الأفكار‭ ‬والخبرات‭ ‬وتطوير‭ ‬السياحة‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العالمي،‭ ‬وتعتبر‭ ‬هذه‭ ‬المعارض‭ ‬العلمية‭ ‬التعليمة‭ ‬أداة‭ ‬ناجحة‭ ‬في‭ ‬تنمية‭ ‬السياحة‭ ‬التعليمية‭ ‬بالمملكة،‭ ‬حيثُ‭ ‬تشكل‭ ‬هذه‭ ‬الصناعة‭ ‬في‭ ‬وقتنا‭ ‬الحاضر‭ ‬محورًا‭ ‬رئيسًا‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يولد‭ ‬حاجة‭ ‬ماسة‭ ‬إلى‭ ‬توفير‭ ‬كفاءات‭ ‬وكوادر‭ ‬تعليمية‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬قيادة‭ ‬عجلة‭ ‬السياحة‭ ‬التعليمية‭ ‬في‭ ‬المملكة،‭ ‬وكذلك‭ ‬لا‭ ‬يمكننا‭ ‬إغفال‭ ‬دور‭ ‬الأيدي‭ ‬العاملة‭ ‬المدربة‭ ‬والمؤهلة؛‭ ‬للعمل‭ ‬في‭ ‬المنشآت‭ ‬السياحية‭ ‬والفندقية،‭ ‬ونشاطات‭ ‬السياحة‭ ‬المختلفة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تزايد‭ ‬الاستثمارات‭ ‬والمنافسة‭ ‬بين‭ ‬المقاصد‭ ‬السياحية،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬أهمية‭ ‬التعليم‭ ‬السياحي‭ ‬والفندقي؛‭ ‬لرفد‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬بالخريجين‭ ‬المؤهلين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تزويد‭ ‬الدارسين‭ ‬بالمعرفة،‭ ‬والثقافة،‭ ‬والخبرة‭ ‬العلمية‭ ‬المناسبة‭ ‬لطبيعة‭ ‬العمل‭ ‬السياحي‭ ‬والفندقي‭ ‬داخل‭ ‬أقسام‭ ‬السياحة‭ ‬في‭ ‬الجامعات‭ ‬والمعاهد‭ ‬والمراكز‭ ‬التدريبية،‭ ‬كما‭ ‬هي‭ ‬التخصصات‭ ‬في‭ ‬جامعتنا‭ ‬الوطنية‭ ‬‮«‬جامعة‭ ‬البحرين‮»‬‭ ‬ضمن‭ ‬تخصص‭ ‬الإعلام‭ ‬والسياحة،‭ ‬وكلية‭ ‬‮«‬فاتيل‮»‬‭ ‬للضيافة‭ ‬والسياحة‭ ‬والتي‭ ‬تتفرد‭ ‬بتقديم‭ ‬تخصص‭ ‬إدارة‭ ‬الفنادق‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬،‭ ‬وبما‭ ‬يتماشى‭ ‬مع‭ ‬التطورات‭ ‬المستجدة‭ ‬لمهنة‭ ‬السياحة‭ ‬والضيافة‭.‬

 

{ مختصة‭ ‬في‭ ‬فلسفة‭ ‬الدراسات

‭ ‬البيئية‭ ‬وآليات‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا