العدد : ١٧٠٨١ - السبت ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٨١ - السبت ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

زاوية غائمة

جعفـــــــر عبــــــــاس

jafasid09@hotmail.com

وشبكنا الوزارة يا عيني!

ريا‭ ‬وسكينة‭ ‬علي‭ ‬همام‭ ‬شقيقتان‭ ‬مصريتان‭ ‬تعدان‭ ‬من‭ ‬أشهر‭ ‬السفاحين‭ ‬في‭ ‬مصر،‭ ‬حيث‭ ‬اشتهرتا‭ ‬بتكوين‭ ‬عصابة‭ ‬لاستدراج‭ ‬النساء‭ ‬وقتلهن‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬السرقة،‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬ديسمبر‭ ‬1919‭ ‬ونوفمبر‭ ‬1920‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬بالاشتراك‭ ‬مع‭ ‬محمد‭ ‬عبدالعال‭ ‬زوج‭ ‬سكينة،‭ ‬والتي‭ ‬بدأت‭ ‬حياتها‭ ‬بائعة‭ ‬هوى،‭ ‬وحسب‭ ‬الله‭ ‬سعيد‭ ‬مرعي‭ ‬زوج‭ ‬ريا،‭ ‬واثنان‭ ‬آخران‭ ‬هما‭ ‬عرابي‭ ‬حسان‭ ‬وعبدالرازق‭ ‬يوسف‭. ‬وتحولت‭ ‬حكايتهما‭ ‬الى‭ ‬عمل‭ ‬مسرحي‭ ‬يحمل‭ ‬اسم‭ ‬‮«‬ريا‭ ‬وسكينة‮»‬،‭ ‬بطولة‭ ‬شادية‭ ‬وعبدالمنعم‭ ‬مدبولي‭ ‬وأحمد‭ ‬بدير‭ ‬وسهير‭ ‬البابلي،‭ ‬وكانت‭ ‬ريا‭ ‬وسكينة‭ ‬تستدرجان‭ ‬النساء‭ ‬الغنيات‭ ‬لقتلهن‭ ‬وسلب‭ ‬ما‭ ‬عندهن‭ ‬من‭ ‬مجوهرات‭ ‬ونقود‭. ‬ونجحت‭ ‬الأختان‭ ‬في‭ ‬النص‭ ‬المسرحي‭ ‬في‭ ‬استدراج‭ ‬الشرطي‭ (‬أحمد‭ ‬بدير‭) ‬في‭ ‬غرام‭ ‬إحداهن،‭ ‬فلما‭ ‬وقع‭ ‬الفخ‭ ‬و«ما‭ ‬حدش‭ ‬سمى‭ ‬عليه‮»‬،‭ ‬كانت‭ ‬الأغنية‭ ‬ذائعة‭ ‬الصيت‭ ‬التي‭ ‬رددتاها‭ ‬بمشاركة‭ ‬مدبولي‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬متواطئاً‭ ‬معهما‭: ‬شبكنا‭ ‬الحكومة‭ ‬يا‭ ‬عيني‭ ‬وبقينا‭ ‬قرايب‭. ‬وشبكنا‭ ‬هنا‭ ‬بمعنى‭ ‬تزوجنا‭ ‬بها‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬قدمنا‭ ‬لها‭ ‬الشبكة‭.‬

في‭ ‬عاصمة‭ ‬خليجية‭ ‬هناك‭ ‬مكتب‭ ‬محترم‭ ‬لتسهيل‭ ‬الزواج‭ ‬يشرف‭ ‬عليه‭ ‬شخص‭ ‬معروف‭ ‬باستقامته‭. (‬وأنقل‭ ‬الوقائع‭ ‬من‭ ‬صحيفة‭ ‬الكترونية‭)‬،‭ ‬وذات‭ ‬مرة‭ ‬تقدم‭ ‬إلى‭ ‬المكتب‭ ‬شاب‭ ‬طالباً‭ ‬مساعدته‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬زوجة‭ ‬بمواصفات‭ ‬كذا‭ ‬وكذا،‭ ‬فكانت‭ ‬من‭ ‬نصيبه‭ ‬امرأة‭ ‬طيبة‭ ‬تعمل‭ ‬مديرة‭ ‬لمدرسة‭. ‬والدليل‭ ‬القاطع‭ ‬على‭ ‬طيبة‭ ‬هذه‭ ‬المرأة،‭ ‬هو‭ ‬أنها‭ ‬اقترحت‭ ‬بعد‭ ‬حين‭ ‬قصير‭ ‬من‭ ‬الزمان‭ ‬على‭ ‬زوجها‭ ‬أن‭ ‬يتزوج‭ ‬بمساعدتها‭ ‬أي‭ ‬وكيلة‭ ‬المدرسة،‭ ‬لأنها‭ ‬صديقتها‭ ‬الحميمة‭ ‬وأرادت‭ ‬أن‭ ‬تسعد‭ ‬بصحبتها‭ ‬بالعيش‭ ‬معها‭ ‬تحت‭ ‬سقف‭ ‬واحد،‭ ‬حتى‭ ‬ولو‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬تشاركها‭ ‬زوجها،‭ ‬واحتار‭ ‬الشاب‭ ‬ولجأ‭ ‬إلى‭ ‬مكتب‭ ‬الاستشارات‭ ‬الزوجية‭ ‬ليأخذ‭ ‬رأي‭ ‬المختصين‭ ‬في‭ ‬اقتراح‭ ‬زوجته‭ ‬بشأن‭ ‬زواجه‭ ‬بوكيلة‭ ‬المدرسة،‭ ‬فقالوا‭ ‬له‭: ‬طالما‭ ‬هذه‭ ‬الزيجة‭ ‬برغبة‭ ‬الزوجة‭ ‬فلا‭ ‬تظن‭ ‬بها‭ ‬أو‭ ‬العروس‭ ‬سوءا،‭ ‬ولا‭ ‬داعي‭ ‬للتردد‭ ‬وعلى‭ ‬بركة‭ ‬الله،‭ ‬وهكذا‭ ‬تزوج‭ ‬صاحبنا‭ ‬بالوكيلة‭ ‬فوق‭ ‬المديرة،‭ ‬وسارت‭ ‬حياة‭ ‬الثلاثة‭ ‬بسلاسة‭ ‬لعدة‭ ‬سنوات‭.‬

ولكن‭ ‬مدير‭ ‬مكتب‭ ‬الزواج‭ ‬فوجئ‭ ‬بنفس‭ ‬الشخص‭ ‬يدخل‭ ‬عليه‭ ‬مجددا‭ ‬طالباً‭ ‬مساعدته‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬زوجة‭ ‬ثالثة‭ ‬مواصفاتها‭ ‬كيت‭ ‬وكيت‭. ‬فماذا‭ ‬حدث؟‭ ‬وجد‭ ‬عرضه‭ ‬قبولا‭ ‬من‭ ‬امرأة‭ ‬شابة،‭ ‬وصدق‭ ‬أو‭ ‬لا‭ ‬تصدق‭ - ‬أنت‭ ‬حر‭ - ‬كانت‭ ‬مدرسة،‭ ‬نعم‭ ‬معلمة‭ ‬تمارس‭ ‬التدريس،‭ ‬وتم‭ ‬الزواج‭ ‬بالفعل،‭ ‬وهكذا‭ ‬اجتمع‭ ‬تحت‭ ‬سقف‭ ‬واحد‭ ‬مديرة‭ ‬مدرسة،‭ ‬ووكيلة‭ ‬مدرسة،‭ ‬ومعلمة‭/ ‬مُدرسة،‭ ‬وقال‭ ‬مدير‭ ‬مكتب‭ ‬الزواج‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬للصحيفة‭: ‬بقى‭ ‬أن‭ ‬نبحث‭ ‬لصاحبنا‭ ‬عن‭ ‬زوجة‭ ‬رابعة‭ ‬تكون‭ ‬أمينة‭ ‬مكتبة‭ ‬مدرسية‭ ‬أو‭ ‬مشرفة‭ ‬اجتماعية‭ ‬في‭ ‬مدرسة‭ ‬ليكتمل‭ ‬زواجه‭ ‬بوزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم،‭ ‬ويصبح‭ ‬من‭ ‬حقه‭ ‬ان‭ ‬يغني‭: ‬شبكنا‭ ‬الوزارة‭ ‬يا‭ ‬عيني‭ ‬وبقينا‭ ‬قرايب‭.‬

ولا‭ ‬تنس،‭ ‬وخذ‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬أن‭ ‬العيال‭ ‬الناتجين‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬الزيجات‭ ‬سيكونون‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬التابعة‭ ‬لوزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ (‬اسمحوا‭ ‬لي‭ ‬أن‭ ‬أخرج‭ ‬عن‭ ‬الموضوع‭ ‬قليلا‭ ‬ربما‭ ‬للمرة‭ ‬العاشرة‭ ‬بعد‭ ‬الخمسين،‭ ‬بمناسبة‭ ‬الجملة‭ ‬التي‭ ‬بدأتها‭ ‬بعبارة‭ ‬‮«‬لا‭ ‬تنس‮»‬‭.. ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬السيارات‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬تحمل‭ ‬ملصقا‭ ‬عليه‭ ‬عبارة‭ ‬‮«‬لا‭ ‬تنسى‭ ‬ذكر‭ ‬الله‮»‬‭ ‬والصحيح‭ ‬لغة‭ ‬هو‭ ‬‮«‬لا‭ ‬تنس‮»‬‭ ‬بدون‭ ‬الألف‭ ‬المقصورة،‭ ‬لأن‭ ‬‮«‬لا‮»‬‭ ‬حرف‭ ‬جزم،‭ ‬وتنسف‭ ‬حرف‭ ‬العلة‭ ‬في‭ ‬آخر‭ ‬اي‭ ‬فعل‭ ‬يأتي‭ ‬بعده،‭ ‬وإذا‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬تعرف‭ ‬حروف‭ ‬العلة،‭ ‬فأنت‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬علة‭ ‬لغوية‭ ‬ومحتاج‭ ‬إلى‭ ‬دروس‭ ‬خصوصية‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬سنوات‭ ‬عمرك‭).‬

هذا‭ ‬الرجل‭ ‬الذي‭ ‬حول‭ ‬بيته‭ ‬إلى‭ ‬وزارة‭ ‬تربية‭ ‬مصغرة‭ ‬فتح‭ ‬أعين‭ ‬الراغبين‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬زوجة‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬وجود‭ ‬قاسم‭ ‬مشترك‭ ‬بينهن،‭ ‬فإذا‭ ‬كانت‭ ‬زوجتك‭ ‬الأولى‭ ‬طبيبة،‭ ‬وفكرت‭ ‬في‭ ‬ثانية‭ ‬فلتكن‭ ‬ممرضة،‭ ‬وإذا‭ ‬فكرت‭ ‬في‭ ‬ثالثة‭ ‬فلتكن‭ ‬فنية‭ ‬أشعة‭ ‬والرابعة‭ ‬فنية‭ ‬مختبر‭. ‬أما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬الزوجة‭ ‬الأولى‭ ‬تعمل‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬البنوك‭ ‬فليس‭ ‬من‭ ‬الحكمة‭ ‬الزواج‭ ‬‮«‬فوقها‮»‬،‭ ‬لأنها‭ ‬ستجمد‭ ‬رصيدك‭ ‬المصرفي‭ ‬وتنشف‭ ‬ريقك‭ ‬بحرمانك‭ ‬من‭ ‬القروض،‭ ‬وبمجرد‭ ‬سماعها‭ ‬باعتزامك‭ ‬الزواج‭ ‬بأخرى‭ ‬ستجعلك‭ ‬تشتري‭ ‬اسهما‭ ‬في‭ ‬شركة‭ ‬ما‭ ‬وهي‭ ‬تعرف‭ ‬أن‭ ‬اسهمها‭ ‬ستنهار‭ ‬وتنهار‭ ‬معها‭ ‬روحك‭ ‬المعنوية‭ ‬وقواك‭ ‬الجسدية‭ ‬والعقلية‭.‬

إقرأ أيضا لـ"جعفـــــــر عبــــــــاس"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا