العدد : ١٧٠٨١ - السبت ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٨١ - السبت ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

زاوية غائمة

جعفـــــــر عبــــــــاس

jafasid09@hotmail.com

وزر الوزيرين

من‭ ‬باب‭ ‬التشنيع‭ ‬بالرجال‭ ‬ووصمهم‭ ‬بالغلظة‭ ‬والجلافة‭ ‬توصف‭ ‬النساء‭ ‬بالجنس‭ ‬الحلو‭ ‬والناعم‭ ‬واللطيف،‭ ‬وعند‭ ‬زواج‭ ‬طرفين‭ ‬لا‭ ‬تسمع‭ ‬ابدا‭ ‬ان‭ ‬فلانة‭ ‬أكملت‭ ‬نصف‭ ‬دينها‭ ‬بل‭ ‬تقال‭ ‬العبارة‭ ‬عادة‭ ‬عن‭ ‬الرجل‭/ ‬الزوج،‭ ‬وإليكم‭ ‬حكاية‭ ‬وزيرة‭ ‬الثقافة‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬عربية‭ ‬إفريقية،‭ ‬وكيف‭ ‬ضربت‭ ‬مدير‭ ‬إدارة‭ ‬تابعة‭ ‬لها‭ ‬‮«‬بوكس‮»‬‭ ‬وهي‭ ‬اللكمة‭ ‬القوية‭ (‬طاخ‭) ‬على‭ ‬‮«‬قفاه‮»‬،‭ ‬حتى‭ ‬تم‭ ‬نقله‭ ‬إلى‭ ‬المستشفى‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬سقط‭ ‬مغشيا‭ ‬عليه‭. ‬حسناً‭ ‬لقد‭ ‬جاراها‭ ‬زميلها‭ ‬وزير‭ ‬الصحة،‭ ‬ومعه‭ ‬حق،‭ ‬فإذا‭ ‬كانت‭ ‬وزيرة‭ ‬الثقافة‭ ‬المسؤولة‭ ‬عن‭ ‬التنوير‭ ‬ونشر‭ ‬الوعي‭ ‬بالحوار‭ ‬وتبادل‭ ‬الرأي‭ ‬تعبر‭ ‬عن‭ ‬رأيها‭ (‬وهي‭ ‬من‭ ‬الجنس‭ ‬الناعم‭) ‬بالضرب،‭ ‬فلا‭ ‬ضير‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يفعلها‭ ‬زميل‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الحكومة‭. ‬الحكاية‭ ‬نشرت‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع‭ ‬وخلاصتها‭ ‬أنه‭ ‬خلال‭ ‬لقاء‭ ‬مع‭ ‬الصحافة‭ ‬كان‭ ‬وزير‭ ‬الصحة‭ ‬يتكلم‭ ‬بنفس‭ ‬مفتوحة‭ ‬عن‭ ‬إنجازاته‭ ‬ومشاريعه‭ ‬الحقيقية‭ ‬والوهمية‭ ‬عندما‭ ‬سألته‭ ‬صحفية‭ ‬عن‭ ‬أقاويل‭ ‬عن‭ ‬السماح‭ ‬بتداول‭ ‬أدوية‭ ‬فاسدة‭ ‬وصلاحيتها‭ ‬منتهية‭... ‬يا‭ ‬للهول‭.. ‬بنت‭ ‬مفعوصة‭ ‬تتطاول‭ ‬على‭ ‬مقام‭ ‬صاحب‭ ‬المعالي‭ ‬الوزير‭ ‬وتسأله‭ ‬سؤلا‭ ‬محرجا‭ ‬كهذا؟‭ ‬كان‭ ‬رد‭ ‬الوزير‭: ‬هل‭ ‬لديك‭ ‬حساب‭ ‬تريدين‭ ‬تصفيته‭ ‬مع‭ ‬الوزارة؟‭ ‬قالت‭: ‬لا،‭ ‬أريد‭ ‬الحقيقة‭ ‬حول‭ ‬ما‭ ‬يتردد‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬أدوية‭ ‬فاسدة‭ ‬في‭ ‬المستشفيات‭ ‬والصيدليات‭!.. ‬هنا‭ ‬‭ ‬وأنا‭ ‬أنقل‭ ‬الكلام‭ ‬عن‭ ‬قصاصة‭ ‬الصحيفة‭ ‬الصادرة‭ ‬من‭ ‬بلد‭ ‬الوزير‭ ‬‭ ‬انفجر‭ ‬الوزير‭ ‬ونعت‭ ‬الصحيفة‭ ‬بنعوت‭ ‬أخفها‭ ‬وقعا‭ ‬أنها‭ ‬‮«‬مُعفَّنة‮»‬،‭ ‬أي‭ ‬تفوح‭ ‬منها‭ ‬رائحة‭ ‬العفن‭. ‬وقال‭ ‬شهود‭ ‬عيان‭ ‬إنه‭ ‬وبعد‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬ضربها‭ ‬بقوة‭ ‬عدة‭ ‬مرات‭ ‬على‭ ‬صدرها‭.‬

تذكر‭ ‬أن‭ ‬زميلته‭ ‬وزيرة‭ ‬الثقافة‭ ‬وهي‭ ‬امرأة،‭ ‬ضربت‭ ‬رجلاً‭ ‬بالتحديد‭ ‬على‭ ‬قفاه‭! ‬ولاحظ‭ ‬أن‭ ‬وزير‭ ‬الصحة‭ ‬وهو‭ ‬رجل‭ ‬ضرب‭ ‬صحفية‭ ‬وهي‭ ‬امرأة‭ ‬على‭ ‬صدرها‭!! ‬وأكدت‭ ‬نقابة‭ ‬الصحفيين‭ ‬التي‭ ‬تنتمي‭ ‬إليها‭ ‬المجني‭ ‬عليها‭ ‬تعرضها‭ ‬للشتم‭ ‬والضرب‭ ‬وطالبت‭ ‬بمحاسبة‭ ‬الوزير‭ ‬الغيور‭ ‬على‭ ‬المصلحة‭ ‬العامة‭ ‬بدرجة‭ ‬أنه‭ ‬رأى‭ ‬ان‭ ‬أفضل‭ ‬وسيلة‭ ‬لنفي‭ ‬تهمة‭ ‬التقصير‭ ‬أو‭ ‬التواطؤ‭ ‬مع‭ ‬مستوردي‭ ‬الأدوية‭ ‬الفاسدة،‭ ‬هي‭ ‬ضرب‭ ‬من‭ ‬يتجرأ‭ ‬على‭ ‬طرح‭ ‬سؤال‭ ‬حولها‭!! ‬لسوء‭ ‬حظ‭ ‬الوزير‭ ‬فإنه‭ ‬كان‭ ‬يدرك‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬التي‭ ‬يتمتع‭ ‬بعضويتها،‭ ‬ويحسب‭ ‬أنه‭ ‬يستمد‭ ‬منها‭ ‬القوة‭ ‬والحصانة‭ ‬بحيث‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬يضرب‭ ‬فتاة‭ ‬لطرحها‭ ‬سؤلا‭ ‬يعرف‭ ‬الوزير‭ ‬أن‭ ‬الملايين‭ ‬تطرحه‭.. ‬تلك‭ ‬الحكومة‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬المعروف‭ ‬وقتها‭ ‬أن‭ ‬عمرها‭ ‬قصير‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬تعديلا‭ ‬وزارياً‭ ‬جذريا‭ ‬سيطيح‭ ‬بعدد‭ ‬من‭ ‬الوزراء‭ (‬وحدث‭ ‬هذا‭ ‬بالفعل‭ ‬بعد‭ ‬الحادث‭ ‬بأسبوع‭)‬،‭ ‬وبداهة‭ ‬فإن‭ ‬فرصة‭ ‬وزير‭ ‬يجيب‭ ‬عن‭ ‬السؤال‭ ‬‮«‬الشفهي‮»‬‭ ‬بالاعتداء‭ ‬البدني،‭ ‬في‭ ‬الاحتفاظ‭ ‬بمنصبه‭ ‬ضعيفة،‭ ‬فكان‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬ينفي‭ ‬التهمة‭ ‬عن‭ ‬نفسه،‭ ‬وقال‭ ‬كلاما‭ ‬أسخف‭ ‬مما‭ ‬قاله‭ ‬راغب‭ ‬علامة‭ ‬لنفي‭ ‬ما‭ ‬تردد‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬قال‭ ‬ان‭ ‬نساء‭ ‬السودان‭ ‬قبيحات‭.. ‬قال‭ ‬علامة‭ ‬الفهامة‭: ‬هذا‭ ‬افتراء‭ ‬وكذب‭ ‬من‭ ‬تأليف‭ ‬الموساد‭ (‬مما‭ ‬جعلني‭ ‬أتعاطف‭ ‬مع‭ ‬الموساد‭!!)‬،‭ ‬ولتأكيد‭ ‬ذلك‭ ‬‭ ‬والكلام‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬لراغب‭ ‬علامة‭ ‬‭ ‬سأشرك‭ ‬فتيات‭ ‬سودانيات‭ ‬في‭ ‬الفديو‭ ‬كليب‭ ‬‮«‬تبعي‮»‬‭ ‬الجديد‭ (‬يعني‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الخير‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬فتيات‭ ‬السودان‭ ‬في‭ ‬نظره‭ ‬قبيحات‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يقترح‭ ‬إشراكهن‭ ‬في‭ ‬فعل‭ ‬قبيح‭ ‬كالفيديو‭ ‬كليب‭).. ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬الوزير‭ ‬قال‭ ‬انه‭ ‬لم‭ ‬يضرب‭ ‬الصحفية‭ ‬وان‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يعرفه‭ ‬يعرف‭ ‬طريقته‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الصحفيين،‭ ‬وهي‭ ‬أنه‭ ‬يربت‭ ‬على‭ ‬صدر‭ ‬من‭ ‬يتحدث‭ ‬معه‭ ‬وأن‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬الضرب‭!! ‬يا‭ ‬سعادتو‭ ‬تخبط‭ ‬صدر‭ ‬شخص‭ ‬اربع‭ ‬خمس‭ ‬مرات‭.. ‬لنقل‭ ‬برفق،‭ ‬‮«‬وهذه‭ ‬طريقتك‭ ‬في‭ ‬التخاطب‭ ‬مع‭ ‬الصحفيين‮»‬‭.. ‬بس‭ ‬كانت‭ ‬بنت‭.. ‬يعني‭ ‬عيب‭ ‬أن‭ ‬تطبطب‭ ‬على‭ ‬صدرها‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كنت‭ ‬في‭ ‬منتهى‭ ‬السرور‭ ‬من‭ ‬السؤال‭ ‬الذي‭ ‬طرحته‭ ‬عليك؟‭ ‬ثم‭ ‬هل‭ ‬تريد‭ ‬منا‭ ‬أن‭ ‬نصدق‭ ‬أنك‭ ‬وصفت‭ ‬فتاة‭ ‬بأنها‭ ‬كذا‭ ‬وكذا‭ ‬وتنضح‭ ‬بالعفن‭ ‬ثم‭ ‬ضربتها‭ ‬مداعبا‭ ‬على‭ ‬صدرها‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬كعب‭ ‬قدمها؟‭ ‬وما‭ ‬يرشحك‭ ‬لفقدان‭ ‬منصبك‭ ‬هو‭ ‬أنك‭ ‬تقول‭ ‬إنك‭ ‬اعتذرت‭ ‬لها‭ ‬بعد‭ ‬ذلك؟‭ ‬علام‭ ‬كان‭ ‬الاعتذار‭ ‬إذن؟‭ ‬على‭ ‬الضربة‭ ‬أم‭ ‬الطبطبة‭ ‬على‭ ‬‮«‬الصدر»؟‭ ‬وسؤال‭ ‬للقارئ‭: ‬عندما‭ ‬تقرأ‭ ‬وتسمع‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الحكايات‭ ‬عن‭ ‬البلطجة‭ ‬التي‭ ‬يمارسها‭ ‬وزراء‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬أمام‭ ‬الكاميرات،‭ ‬هل‭ ‬يخطر‭ ‬ببالك‭ ‬أن‭ ‬كلمة‭ ‬وزير‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬البلدان‭ ‬مشتقة‭ ‬من‭ ‬‮«‬الوزر‮»‬‭.. ‬وألا‭ ‬تراودك‭ ‬الرغبة‭ ‬عندما‭ ‬تلتقي‭ ‬بوزير‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الشاكلة‭ ‬أن‭ ‬تصيح‭ ‬في‭ ‬وجهه‭: ‬هِز‭ ‬يا‭ ‬وزر؟

ألا‭ ‬يستحق‭ ‬العاهل‭ ‬السعودي‭ ‬سلمان‭ ‬التحية‭ ‬لأنه‭ ‬عزل‭ ‬قبل‭ ‬أعوام‭ ‬مسؤول‭ ‬المراسم‭ ‬ووزير‭ ‬الصحة‭ ‬لأنهما‭ ‬تعاملا‭ ‬بأساليب‭ ‬فظة‭ ‬مع‭ ‬مواطنين؟

إقرأ أيضا لـ"جعفـــــــر عبــــــــاس"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا