العدد : ١٧٠٧٨ - الأربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٧٨ - الأربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

الكواليس

وفاء جناحي

waffajanahi@gmail.com

ارحمونا البحرين تختنق

انحبسنا‭ ‬في‭ ‬بيوتنا،‭ ‬الزحمة‭ ‬في‭ ‬الشوارع‮ ‬بشعة،‭ ‬والمصيبة‭ ‬أنها‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬والكارثة‭ ‬أنها‭ ‬أصبحت‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الأوقات‭!! ‬صرنا‭ ‬ما‭ ‬نقدر‭ ‬نطلع‭ ‬الا‭ ‬للضرورة‭ ‬القصوى‭ (‬الحين‭ ‬بيطلع‭ ‬لنا‭ ‬واحد‭ ‬خفيف‭ ‬يقول‭ ‬أحسن‭ ‬لا‭ ‬تطلعون‭)‬،‭ ‬فعلا‭ ‬وضع‭ ‬الشوارع‭ ‬صار‭ ‬لا‭ ‬يطاق‭ ‬من‭ ‬الزحمة‭ ‬الشديدة‭.‬

أحس‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬اطلع‭ ‬من‭ ‬البيت‭ ‬خاطري‭ ‬أمسك‭ ‬سماعة‭ ‬كبيرة‭ ‬توصل‭ ‬صداها‭ ‬للمسؤولين‭ ‬واصرخ‭ ‬واقول‭ ‬النجدة‭ ‬البحرين‭ ‬تختنق‭ ‬من‭ ‬السيارات،‭ ‬البحرين‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬حلول‭ ‬جذرية‭ ‬والا‭ ‬ستنفجر‭ ‬من‭ ‬كثرة‭ ‬السيارات‭ ‬والزحمة،‭ ‬النجدة‭ ‬ارحمونا‭ ‬نحتاج‭ ‬وبقوة‭ ‬إنشاء‭ ‬مترو‭ ‬يصل‭ ‬بين‭ ‬كل‭ ‬مناطق‭ ‬البحرين،‭ ‬نحتاج‭ ‬إلى‭ ‬خط‭ ‬خاص‭ ‬للباصات‭ (‬مثل‭ ‬الدول‭ ‬اللي‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬الزحمة‭ ‬ويكون‭ ‬هالخط‭ ‬سريع‭ ‬ما‭ ‬يضطر‭ ‬الوقوف‭ ‬في‭ ‬الزحمة‭) ‬حتى‭ ‬يستطيع‭ ‬المواطن‭ ‬البحريني‭ ‬استخدام‭ ‬وسائل‭ ‬المواصلات‭ ‬الحديثة‭ ‬اللي‭ ‬أنشأتها‭ ‬الدولة‭ (‬بدل‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬صارت‭ ‬للأجانب‭ ‬فقط‭)‬،‭ ‬نحتاج‭ ‬جسورا‭ ‬جديدة‭ ‬وتخطيطات‭ ‬حديثة‭ ‬للشوارع،‭ ‬نحتاج‭ ‬إلى‭ ‬حلول‭ ‬جديدة‭ ‬يا‭ ‬مستشارين‭ (‬يا‭ ‬مكثركم‭ ‬ويا‭ ‬مكثر‭ ‬الفلوس‭ ‬اللي‭ ‬تاخذونها‭ ‬بدون‭ ‬فايدة‭)‬،‭ ‬عطونا‭ ‬حلولا‭ ‬منطقية‭ ‬ذبحتونا‭ ‬نحن‭ ‬البحرينيين‭ ‬نختنق‭ ‬من‭ ‬الزحمة‭.‬

البحرين‭ ‬صغيرة‭ ‬في‭ ‬نص‭ ‬ساعة‭ ‬تلفها‭ ‬من‭ ‬أولها‭ ‬لآخرها،‭ ‬جملة‭ ‬نسمعها‭ ‬من‭ ‬صغرنا،‭ ‬لكن‭ ‬هل‭ ‬تصدقون‭ ‬أن‭ ‬مشوارا‭ ‬بسيطا‭ ‬وفي‭ ‬غير‭ ‬أوقات‭ ‬الذروة‭ ‬من‭ ‬الرفاع‭ ‬الى‭ ‬مدينة‭ ‬عيسى‭ ‬يأخذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬نص‭ ‬ساعة‭ (‬وهاي‭ ‬انت‭ ‬ما‭ ‬تدخل‭ ‬في‭ ‬نص‭ ‬معمعة‭ ‬المدينة‭)‬،‭ ‬اشدعوة‭ ‬عاد؟؟‭ ‬أما‭ ‬أوقات‭ ‬الذروة‭ ‬والخروج‭ ‬من‭ ‬الدوامات‭ ‬فحدث‭ ‬ولا‭ ‬حرج‭. ‬

صديقتي‭ ‬تشتغل‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬عيسى‭ ‬وعشان‭ ‬توصل‭ ‬بيتهم‭ ‬في‭ ‬الحد‭ ‬فهي‭ ‬تأخذ‭ ‬قيلولة‭ ‬الظهر‭ ‬في‭ ‬السيارة‭ ‬لأن‭ ‬المشوار‭ ‬يا‭ ‬خذ‭ ‬لها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ساعة‭ ‬ونص‭... ‬وخذوا‭ ‬على‭ ‬هالمنوال‭ ‬اللي‭ ‬امه‭ ‬داعية‭ ‬عليه‭ ‬يحاول‭ ‬يطلع‭ ‬من‭ ‬المنامة‭ ‬وقت‭ ‬الذروة‭ ‬ويوصل‭ ‬بيتهم‭ ‬في‭ ‬الرفاع‭.. ‬يومها‭ ‬أكيد‭ ‬بيكره‭ ‬نفسه‭ ‬والعالم‭ ‬أيضا،‭ ‬خصوصا‭ ‬طبعا‭ ‬مع‭ ‬انتشار‭ ‬المخلوقات‭ ‬الغريبة‭ ‬اللي‭ ‬ما‭ ‬تحترم‭ ‬القانون‭ ‬وتحاول‭ ‬تسوي‭ ‬حركات‭ ‬فهلوية‭ ‬وتتخطى‭ ‬طوابير‭ ‬الزحمة‭ ‬وتركب‭ ‬الأرصفة‭ ‬وتتخطى‭ ‬الخطوط‭ ‬الصفراء‭ ‬وتعطل‭ ‬حركة‭ ‬السير‭ ‬أكثر،‭ ‬وتاخذ‭ ‬حق‭ ‬غيرها‭ ‬من‭ ‬محترمي‭ ‬النظام‭ ‬والقانون‭ ‬لأنها‭ ‬تعتقد‭ ‬أن‭ ‬على‭ ‬راسها‭ ‬ريشة‭ ‬أو‭ ‬أنهم‭ ‬أحسن‭ ‬من‭ ‬الواقفين‭ ‬في‭ (‬سيد‭ ‬الزحمة‭)... ‬وهاي‭ ‬يبيلهم‭ ‬سلسلة‭ ‬مقالات‭ ‬أخرى‭ ‬تلقي‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬سلوكياتهم‭ ‬الغريبة‭ ‬في‭ ‬الشوارع‭ ‬لكي‭ ‬نحاول‭ ‬القضاء‭ ‬عليهم‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يقضوا‭ ‬على‭ ‬المواطن‭ ‬والمقيم‭ ‬المحترم‭ ‬للنظام‭ ‬بسكتة‭ ‬قلبية‭ ‬او‭ ‬تفجير‭ ‬المرارة،‭ ‬حيث‭ ‬إنه‭ ‬متبهدل‭ ‬وواقف‭ ‬في‭ ‬الزحمة‭ ‬مدة‭ ‬طويلة‭ ‬ليأتي‭ ‬المخلوق‭ ‬الفضائي‭ ‬بكل‭ ‬وقاحة‭ ‬ويدخل‭ ‬أمامه‭ ‬ويعطل‭ ‬حركة‭ ‬السير‭ ‬المعطلة‭ ‬اصلا‭.‬

وسط‭ ‬كل‭ ‬هالمعاناة‭ ‬مع‭ ‬الزحمة‭ ‬الشديدة‭ ‬والاختناق‭ ‬المروري‭ ‬يطلع‭ ‬لي‭ ‬مسؤول‭ ‬يقول‭ ‬لي‭ ‬إن‭ ‬هاي‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬الانتعاش‭ ‬الاقتصادي‭!! ‬عندي‭ ‬رد‭ ‬بسيط‭ ‬جدا‭ ‬له‭: ‬انت‭ ‬وين‭ ‬عايش‭ ‬طال‭ ‬عمرك؟‭ ‬المواطن‭ ‬البحريني‭ ‬ما‭ ‬يدري‭ ‬وين‭ ‬الله‭ ‬قاطه‭ ‬من‭ ‬ارتفاع‭ ‬الأسعار‭ ‬وثبات‭ ‬راتبه‭ ‬البسيط‭ ‬على‭ ‬حاله‭ ‬لدرجة‭ ‬أنه‭ ‬يهدي‭ ‬زوجته‭ ‬بصلا‭ ‬بدل‭ ‬الذهب‭ ‬هدية‭ ‬رمضان،‭ ‬أما‭ ‬الهبة‭ ‬الجديدة‭ ‬إهداء‭ ‬الأمهات‭ ‬سمج‭ ‬صافي‭ ‬وبصل‭ ‬وخضرة‭ ‬في‭ ‬عيد‭ ‬الأم‭ ‬لارتفاع‭ ‬أسعارها‭ ‬وعدم‭ ‬قدرتهم‭ ‬على‭ ‬شراء‭ ‬الهدايا‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬رفاهية‭ ‬هذه‭ ‬الأيام،‭ ‬أي‭ ‬انتعاش‭ ‬اقتصادي‭ ‬طال‭ ‬عمرك‭ ‬واحنا‭ ‬مو‭ ‬قادرين‭ ‬نوصل‭ ‬للسوق‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬طلوع‭ ‬روحنا‭ ‬من‭ ‬الزحمة‭ ‬وفقدان‭ ‬أي‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬السعادة‭ ‬للتسوق؟؟‭ ‬

يا‭ ‬مسؤولين‭ ‬ارحمونا‭ ‬من‭ ‬الزحمة‭ ‬الخانقة‭ ‬يرحمكم‭ ‬الله‭...‬‮ ‬

إقرأ أيضا لـ"وفاء جناحي"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا