العدد : ١٧٠٨١ - السبت ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٨١ - السبت ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

زاوية غائمة

جعفـــــــر عبــــــــاس

jafasid09@hotmail.com

الأسود يلمع (2)

أواصل‭ ‬اليوم‭ ‬تأكيد‭ ‬تفوق‭ ‬الجنس‭ ‬الأسود‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المجالات،‭ ‬برغم‭ ‬انهم‭ ‬يتعرضون‭ ‬للتمييز‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬البلدان،‭ ‬وهل‭ ‬يعرف‭ ‬التاريخ‭ ‬العربي‭ ‬فارسا‭ ‬وشاعرا‭ ‬في‭ ‬قامة‭ ‬عنترة‭ ‬بن‭ ‬شداد‭ ‬العبسي،‭ ‬الذي‭ ‬تعرض‭ ‬للبهدلة‭ ‬لأنه‭ ‬عشق‭ ‬عبلة،‭ ‬فاعتبره‭ ‬قومه‭ ‬متطاولا‭ ‬وساموه‭ ‬سوء‭ ‬العذاب؟‭ ‬وقد‭ ‬أثبت‭ ‬في‭ ‬الجزء‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬المقال‭ ‬أن‭ ‬الجنس‭ ‬الأسود‭ ‬تفوق‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬نسميهم‭ ‬‮«‬البيض‮»‬‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬المجالات‭ ‬الرياضية‭ ‬التي‭ ‬تتطلب‭ ‬جهدا‭ ‬بدنيا‭ ‬عاليا،‭ ‬مثل‭ ‬الملاكمة‭ (‬محمد‭ ‬علي‭ ‬كلاي‭ ‬ولويد‭ ‬باترسون‭ ‬ومايك‭ ‬تايسون‭ ‬وسوني‭ ‬ليستون؛‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬الأخير‭ ‬بغلا‭ ‬وضربة‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬قبضة‭ ‬يده‭ ‬أقوى‭ ‬من‭ ‬رفسة‭ ‬حصان‭ ‬ومع‭ ‬هذا‭ ‬صرعه‭ ‬كلاي‭ ‬في‭ ‬مباراة‭ ‬استمرت‭ ‬عشر‭ ‬ثوان‭)‬،‭ ‬ومازال‭ ‬السود‭ ‬سادة‭ ‬سباقات‭ ‬الجري‭ ‬ولعبة‭ ‬كرة‭ ‬السلة،‭ ‬وألعاب‭ ‬القوي‭ ‬عموما‭.‬

إن‭ ‬تحيزي‭ ‬لكل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬أسود‭ ‬لا‭ ‬يعود‭ ‬فقط‭ ‬إلى‭ ‬أسباب‭ ‬إثنية‭ ‬وعرقية‭ (‬انظر‭ ‬الصورة‭ ‬أعلاه،‭ ‬برغم‭ ‬الفوتو‭ ‬شوب‭)‬؛‭ ‬بل‭ ‬لأسباب‭ ‬علمية‭ ‬تقول‭ ‬إن‭ ‬السيادة‭ ‬ستكون‭ ‬قريباً‭ ‬للجنس‭ ‬الأسود‭ (‬كان‭ ‬كوفي‭ ‬أنان‭ ‬هو‭ ‬أول‭ ‬الغيث‭ ‬رغم‭ ‬ما‭ ‬يقال‭ ‬عن‭ ‬انتمائه‭ ‬العربي‭ ‬بحكم‭ ‬أن‭ ‬العرب‭ ‬جعلوه‭ ‬‮«‬عنان‮»‬‭ ‬وليس‭ ‬‮«‬أنان‮»‬،‭ ‬متجاهلين‭ ‬ومتناسين‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬ينطق‭ ‬حرف‭ ‬العين‭. ‬بل‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬فبرك‭ ‬له‭ ‬شهادة‭ ‬ميلاد‭ ‬تثبت‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬مواليد‭ ‬الكوفة‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬وليس‭ ‬غانا‭). ‬وفي‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬سيتولى‭ ‬السود‭ ‬والسمر‭ ‬مقاليد‭ ‬الأمور‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬القرن‭ ‬لأنه‭ ‬بمقتضى‭ ‬النظرية‭ ‬الكروية‭ ‬التي‭ ‬توصلت‭ ‬إليها‭ ‬وأشرت‭ ‬إليها‭ ‬مرارا‭ ‬في‭ ‬مقالاتي،‭ ‬فإن‭ ‬السبيل‭ ‬الوحيد‭ ‬لحكم‭ ‬ديمقراطي‭ ‬مستقر‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تداول‭ ‬السلطة‭ ‬بين‭ ‬أندية‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬التي‭ ‬سيختفي‭ ‬منها،‭ ‬بحسب‭ ‬نظرية‭ ‬جون‭ ‬انتاين،‭ ‬ذوو‭ ‬البشرة‭ ‬الفاتحة‭ ‬قريباً‭! ‬

ومن‭ ‬الخير‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬نقوم‭ ‬منذ‭ ‬الآن‭ ‬بتجنيس‭ ‬نايومي‭ ‬كامبل‭ (‬ولا‭ ‬يكفي‭ ‬أننا‭ ‬قمنا‭ ‬بتعريبها‭ ‬قسرا‭ ‬بمنحها‭ ‬حرف‭ ‬العين‭ ‬كما‭ ‬فعلنا‭ ‬مع‭ ‬كوفي‭ ‬أنان‭ ‬فجعلنا‭ ‬اسمها‭ ‬‮«‬ناعومي‮»‬‭) ‬بهدف‭ ‬تحسين‭ ‬النسل،‭ ‬لأنه‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬اللائق‭ ‬أن‭ ‬يحكم‭ ‬شخص‭ ‬بملامح‭ ‬روبيرت‭ ‬موغابي‭ ‬بلداً‭ ‬مثل‭ ‬السويد،‭ ‬أو‭ ‬يقترن‭ ‬اسم‭ ‬عارضة‭ ‬أزياء‭ ‬بمواصفات‭ ‬هايدي‭ ‬كلوم‭ ‬بشخص‭ ‬يشبه‭ ‬جعفر‭ ‬عباس،‭ ‬كما‭ ‬ينبغي‭ ‬علينا‭ ‬رد‭ ‬الاعتبار‭ ‬إلى‭ ‬الراقصة‭ ‬والمغنية‭ ‬الزلزالية‭ ‬جواهر‭ ‬ذات‭ ‬الصدر‭ ‬النافر‭ ‬التي‭ ‬غنت‭ ‬لحبيبها‭ ‬‮«‬الأسمريكا‮»‬‭ ‬بتاع‭ ‬الويكة‭ (‬هي‭ ‬البامية‭ ‬المجففة‭ ‬وقد‭ ‬بلغت‭ ‬البجاحة‭ ‬بالسودانيين‭ ‬أن‭ ‬جعلوا‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الويكة‭ ‬طبقاً‭ ‬شعبياً‭ ‬وفات‭ ‬عليهم‭ ‬أن‭ ‬شعباً‭ ‬يأتي‭ ‬بالبامية‭ ‬الطازجة‭ ‬الغنية‭ ‬بالمواد‭ ‬المغذية‭ ‬ويجففها‭ ‬حتى‭ ‬تتحول‭ ‬إلى‭ ‬تبن‭ ‬ثم‭ ‬يطبخها‭ ‬ويأكلها‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬ان‭ ‬يكون‭ ‬ذا‭ ‬نزعات‭ ‬إرهابية‭).‬

وبما‭ ‬أن‭ ‬الشيء‭ ‬بالشيء‭ ‬يذكر‭ ‬فإنني‭ ‬أقول‭ ‬إن‭ ‬تعصبي‭ ‬لكل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬أسود‭ ‬لا‭ ‬يشمل‭ ‬الباذنجان‭ ‬الذي‭ ‬يسميه‭ ‬السودانيون‭ ‬‮«‬البراطيش‮»‬‭ ‬ومفردها‭ ‬برطوش‭ ‬وهو‭ ‬نعل‭ ‬الحذاء‭ ‬القديم،‭ ‬لأن‭ ‬شرائح‭ ‬الباذنجان‭ ‬بعد‭ ‬طبخها‭ ‬في‭ ‬مرق‭ ‬تشبه‭ ‬الحذاء‭ ‬القديم‭ ‬الملقى‭ ‬داخل‭ ‬بركة‭ ‬مياه‭ ‬راكدة،‭ ‬وكم‭ ‬يحزنني‭ ‬أن‭ ‬أهل‭ ‬الشام‭ ‬الكبرى‭ ‬الذين‭ ‬علموا‭ ‬العرب‭ ‬أفانين‭ ‬الطهي‭ ‬يصنعون‭ ‬مقبلات‭ ‬من‭ ‬الباذنجان‭ ‬ويسمونها‭ ‬بابا‭ ‬غنوج‭: ‬أي‭ ‬عته‭ ‬هذا؟‭ ‬ما‭ ‬الصلة‭ ‬بين‭ ‬هذه‭ ‬الثمرة‭ ‬البائسة‭ ‬والغنج؟‭ ‬هل‭ ‬يجوز‭ ‬لي‭ ‬أن‭ ‬أدلع‭ ‬إحدى‭ ‬حسناوات‭ ‬الفضائيات‭ ‬العربية‭ ‬من‭ ‬‮«‬الثدييات‮»‬‭ ‬بعبارة‭ ‬‮«‬يا‭ ‬هلا‭ ‬يا‭ ‬ماما‭ ‬غنوج‮»‬،‭ ‬إعجاباً‭ ‬بدلها‭ ‬وتعبيراً‭ ‬عن‭ ‬استحساني‭ ‬لممارستها‭ ‬الغنج‭ ‬الفضائي‭ ‬الذي‭ ‬نسميه‭ ‬في‭ ‬السودان‭ ‬هنجكة؟‭ ‬والغريب‭ ‬في‭ ‬الأمر‭ ‬أن‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬الذين‭ ‬شربوا‭ ‬أنواع‭ ‬المر‭ ‬كافة‭ ‬طازجاً‭ ‬ومجففاً‭ ‬يحبون‭ ‬الباذنجان‭ ‬مثل‭ ‬حبهم‭ ‬للكوسا،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يقول‭ ‬إن‭ ‬الكوسا‭ ‬هي‭ ‬طعام‭ ‬أهل‭ ‬النار‭ ‬وإنها‭ ‬اسم‭ ‬حركي‭ ‬للزقوم‭. ‬الفلسطينيون‭ ‬يصنعون‭ ‬نوعاً‭ ‬من‭ ‬المربى‭ ‬من‭ ‬الباذنجان،‭ ‬نعم‭ ‬يفعلون‭ ‬ذلك‭ ‬وأيم‭ ‬الله‭ ‬بلا‭ ‬أدنى‭ ‬حياء‭ ‬ثم‭ ‬يلومون‭ ‬العرب‭ ‬وقيادتهم‭ ‬بالتفريط‭ ‬في‭ ‬تراب‭ ‬وطنهم،‭ ‬يا‭ ‬للافتراء،‭ ‬ورغم‭ ‬ارتباطنا‭ ‬في‭ ‬السودان‭ ‬بالويكة‭ ‬فإنه‭ ‬يكفينا‭ ‬فخراً‭ ‬أننا‭ ‬نأكل‭ ‬الأحذية‭ ‬قديمة‭ ‬كانت‭ ‬أو‭ ‬جديدة‭.‬

وكنت‭ ‬بصدد‭ ‬جعل‭ ‬عنوان‭ ‬هذه‭ ‬الخاطرة‭ ‬‮«‬البقاء‭ ‬للأسود‮»‬‭ ‬ولكنني‭ ‬خشيت‭ ‬من‭ ‬ان‭ ‬بعض‭ ‬السودانيين‭ ‬والعراقيين‭ ‬سيحولون‭ ‬القاف‭ ‬في‭ ‬‮«‬البقاء‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬غين‭ ‬كعادتهم‭.‬

إقرأ أيضا لـ"جعفـــــــر عبــــــــاس"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا