العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

الاحتلال الصهيوني وخطاب التحريض العنصري ضد الشعب الفلسطيني

بقلم: د. أسعد عبدالرحمن

السبت ٢٥ مايو ٢٠٢٤ - 02:00

منذ‭ ‬بدء‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬الإسرائيلية‭ - ‬الأمريكية‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬يواصل‭ ‬إعلام‭ ‬الاحتلال‭ ‬ومن‭ ‬لف‭ ‬لفه،‭ ‬خوض‭ ‬حرب‭ ‬مغايرة‭ ‬عما‭ ‬نشاهده‭ ‬على‭ ‬شاشات‭ ‬التلفاز‭ ‬ووسائط‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭. ‬فمع‭ ‬اليوم‭ ‬الأول‭ ‬لحرب‭ ‬الإبادة‭ ‬على‭ ‬القطاع،‭ ‬تنوعت‭ ‬أشكال‭ ‬التحريض‭ ‬على‭ ‬قتل‭ ‬الفلسطيني‭ ‬ومحاولة‭ ‬إخراجه‭ ‬من‭ ‬الإنسانية‭ ‬جمعاء‭ ‬وعرضه‭ ‬بأشكال‭ ‬مختلفة‭ ‬عن‭ ‬البشر،‭ ‬حيث‭ ‬يتسابق‭ ‬السياسيون‭ ‬والعسكريون‭ ‬ورجال‭ ‬الدين‭ ‬في‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬وبعض‭ ‬الأصوات‭ ‬في‭ ‬الكونجرس‭ ‬الأمريكي‭ ‬على‭ ‬التحريض‭ ‬على‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬باعتبارهم‭ ‬ليسوا‭ ‬بشرا‭ ‬بل‭ ‬حيوانات‭. ‬بدأ‭ ‬هذه‭ ‬السيمفونية‭ ‬النشاز‭ ‬وزير‭ ‬الحرب‭ ‬الإسرائيلي‭ (‬يواف‭ ‬جالانت‭) ‬حين‭ ‬أطلق‭ ‬وصف‭ ‬‮«‬الحيوانات‭ ‬البشرية‮»‬‭ ‬على‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬حتى‭ ‬باتت‭ ‬اليوم‭ ‬جزءا‭ ‬رئيسا‭ ‬من‭ ‬الخطاب‭ ‬الصهيوني‭.‬

من‭ ‬الثابت‭ ‬الآن‭ ‬أن‭ ‬التحريض‭ ‬الداخلي‭ -‬أي‭ ‬بين‭ ‬اليهود‭ ‬أنفسهم‭- ‬هو‭ ‬عملية‭ ‬قديمة‭/ ‬جديدة‭ ‬ضد‭ (‬الآخر‭) ‬وبالذات‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬عربيا‭ ‬وبالأخص‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬فلسطينيا‭.‬

هذا‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬التحريض‭ ‬الخارجي،‭ ‬وفي‭ ‬السياق‭ ‬ذاته،‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المحافل‭ ‬والمنتديات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والعالمية‭. ‬ولطالما‭ ‬عبر‭ ‬التحريض‭ ‬عن‭ ‬نفسه‭ ‬بالممارسة‭ ‬الفعلية‭ ‬أي‭ ‬قتل‭ ‬وإيذاء‭ ‬العرب‭ ‬والفلسطينيين‭ ‬تحديدا‭. ‬وقد‭ ‬تأكد‭ ‬ذلك‭ ‬كله‭ ‬في‭ ‬المجازر‭ ‬المتعاقبة‭ ‬التي‭ ‬اقترفتها‭ ‬العصابات‭ ‬الصهيونية،‭ ‬ثم‭ ‬دولتهم،‭ ‬منذ‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬عام‭ ‬النكبة‭ ‬وبعده،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬تظهيره‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬كاسح‭ ‬بعد‭ ‬عملية‭ ‬طوفان‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬أكتوبر،‭ ‬وبالخصوص‭ ‬مع‭ ‬عملية‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬الجارية‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬منذئذ‭. ‬

والفارق‭ ‬المهول‭ ‬هنا‭ ‬أن‭ ‬المجازر‭ ‬الراهنة،‭ ‬بفضل‭ ‬فداحتها‭ ‬ووفرة‭ ‬وسائط‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬عرت‭ ‬جرائم‭ ‬الماضي‭ ‬وكشفت‭ ‬عنها‭ ‬مثلما‭ ‬فعلت‭ ‬مع‭ ‬جرائم‭ ‬وانتهاكات‭ ‬الحال‭ ‬الراهن‭.‬

الكيان‭ ‬الصهيوني،‭ ‬طبعا،‭ ‬يبرر‭ ‬أفعاله‭ ‬الإجرامية‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬يدافع‭ ‬عن‭ ‬نفسه‮»‬‭ ‬وأنه‭ ‬على‭ ‬حق‭ ‬ويقوم‭ ‬بتخليص‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬وباء‭ ‬‮«‬الإرهابيين‮»‬،‭ ‬مستخدما‭ ‬القوة‭ ‬المفرطة‭ ‬وكم‭ ‬القنابل‭ ‬المرعب‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬أمام‭ ‬أعين‭ ‬شعوب‭ ‬الأرض‭ ‬والعالم‭ ‬والأمم‭ ‬المتحدة‭. ‬

وهكذا‭ ‬تظهر‭ ‬غرائز‭ ‬الإجرام‭ ‬والانتقام‭ ‬علنا‭ ‬في‭ ‬مشاهد‭ ‬مرعبة،‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬بدأت‭ ‬منذ‭ ‬76‭ ‬عاما‭.‬

لقد‭ ‬اتضح‭ ‬من‭ ‬المعطيات‭ ‬أن‭ ‬الحيوان‭ ‬البشري‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬اليوم‭ ‬هو‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني،‭ ‬هم‭ ‬الإسرائيليون‭ ‬أنفسهم،‭ ‬هم‭ ‬الصهيونيون‭ ‬الذين‭ ‬مهما‭ ‬وضعوا‭ ‬مساحيق‭ ‬ومهما‭ ‬عملوا‭ ‬من‭ ‬تزييف‭ ‬إعلامي‭ ‬وغيره‭ ‬هم‭ ‬في‭ ‬أعماقهم‭ ‬حيوانات‭ ‬بشرية‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬ثبت‭ ‬بالممارسة‭.‬

ودعونا‭ ‬لا‭ ‬ننسى،‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬وليس‭ ‬الحصر،‭ ‬كلام‭ ‬رئيس‭ ‬أركان‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬الأسبق‭ ‬الجنرال‭ (‬رافائيل‭ ‬إيتان‭) ‬في‭ ‬عام‭ ‬1983،‭ ‬وهو‭ ‬يتحدث‭ ‬أمام‭ ‬لجنة‭ ‬في‭ ‬البرلمان‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬حين‭ ‬قال‭: (‬العرب‭ ‬مثل‭ ‬الصراصير‭ ‬المخدرة‭ ‬في‭ ‬زجاجة‭).‬

هذه‭ ‬الوحوش‭ ‬الصهيونية‭ ‬تطارد‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬وتلاحقهم‭ ‬من‭ ‬مجزرة‭ ‬إلى‭ ‬مجزرة،‭ ‬ومنذ‭ ‬وقت‭ ‬طويل‭ ‬قبل‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬بل‭ ‬منذ‭ ‬قبل‭ ‬إنشاء‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭.‬

كما‭ ‬يبدي‭ ‬الإسرائيليون‭ ‬شغفا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬القتل،‭ ‬وهو‭ ‬التأييد‭ ‬الجماهيري‭ ‬الذي‭ ‬حصلوا‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬جمهرة‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ (‬بالشعب‭ ‬الإسرائيلي‭) ‬ما‭ ‬يثبت‭ ‬أن‭ ‬الحيوان‭ ‬البشري‭ ‬هو‭ ‬هم‭ ‬وليس‭ ‬غيرهم،‭ ‬على‭ ‬قاعدة‭ ‬أفعالك‭ ‬شاهد‭ ‬عليك،‭ ‬وأنا‭ ‬لا‭ ‬يهمني‭ ‬دموعكم‭ ‬التي‭ ‬تسيلونها‭ ‬زيفا‭ ‬وبهتانا‭ ‬أو‭ ‬أقوالكم‭ ‬وإعلامكم‭ ‬وإنما‭ ‬ما‭ ‬تقترفه‭ ‬أيديكم‭ ‬وطائراتكم‭ ‬وجنودكم‭ ‬ودباباتكم‭ ‬بحيث‭ ‬تكشف،‭ ‬بالملموس،‭ ‬من‭ ‬هو‭ ‬الحيوان‭ ‬البشري‭ ‬الحقيقي‭ ‬وخاصة‭ ‬أن‭ ‬محكمة‭ ‬الجنايات‭ ‬الدولية،‭ ‬أخيرا‭ ‬ومتأخرة‭ ‬جدا،‭ ‬قد‭ ‬أصدرت‭ ‬حكمها‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬ضد‭ ‬رئيس‭ ‬وزراء‭ ‬دولة‭ ‬الاحتلال‭ ‬ووزير‭ ‬جيشها‭ ‬والقادم،‭ ‬بالتأكيد،‭ ‬أشمل‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا