العدد : ١٧٠٧٧ - الثلاثاء ٢٤ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٧٧ - الثلاثاء ٢٤ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

بصمات نسائية

تجربة زواجي المبكر لم تعطلني بل كانت وراء نجاحي

أجرت الحوار: هالة كمال الدين

الأربعاء ١٧ يوليو ٢٠٢٤ - 02:00

يقول‭ ‬السياسي‭ ‬الأمريكي‭ ‬الشهير‭ ‬سولومون‭ ‬أورتيز‭: ‬‮«‬التعليم‭ ‬هو‭ ‬مفتاح‭ ‬النجاح‭ ‬في‭ ‬الحياة‭.. ‬والمعلمون‭ ‬لهم‭ ‬تأثير‭ ‬أبدي‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬طلابهم‮»‬‭!‬

هذا‭ ‬ما‭ ‬أدركته‭ ‬هذه‭ ‬المرأة‭ ‬بالفعل‭ ‬منذ‭ ‬طفولتها،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬حلمها‭ ‬منذ‭ ‬الصغر‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬أحد‭ ‬المؤدين‭ ‬لرسالة‭ ‬المعلم‭ ‬السامية،‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تجد‭ ‬نفسها‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬خلالها،‭ ‬ولكنها‭ ‬أرادت‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬بصمتها‭ ‬الخاصة‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تترك‭ ‬هذا‭ ‬التأثير‭ ‬الأبدي‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬طلابها،‭ ‬وفي‭ ‬حقل‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬بالمملكة‭.‬

التربوية،‭ ‬سيدة‭ ‬الأعمال،‭ ‬آمنة‭ ‬حسن‭ ‬السليطي،‭ ‬ليست‭ ‬مجرد‭ ‬معلمة‭ ‬تمتد‭ ‬خبرتها‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عشرين‭ ‬عاما،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬علامة‭ ‬مميزة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬تركتها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أداء‭ ‬متميز‭ ‬ومبهر‭ ‬ينطلق‭ ‬من‭ ‬القناعة‭ ‬بأن‭ ‬النتيجة‭ ‬النهائية‭ ‬للتعلم‭ ‬الحقيقي‭ ‬هي‭ ‬بناء‭ ‬الشخصية‭ ‬وإحداث‭ ‬تغيير‭ ‬إيجابي‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬الآخرين‭.‬

بعد‭ ‬أداء‭ ‬رسالتها‭ ‬التربوية‭ ‬التعليمية‭ ‬لدى‭ ‬القطاع‭ ‬الحكومي‭ ‬على‭ ‬أكمل‭ ‬وجه،‭ ‬ونيلها‭ ‬جائزة‭ ‬أفضل‭ ‬مدرسة‭ ‬في‭ ‬الملتقى‭ ‬الحكومي،‭ ‬قررت‭ ‬التقاعد‭ ‬للتفرغ‭ ‬لمشروعها‭ ‬الخاص،‭ ‬الذي‭ ‬حققت‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأحلام‭ ‬والطموحات‭ ‬للجيل‭ ‬الجديد‭ ‬من‭ ‬الأطفال،‭ ‬والذي‭ ‬يعد‭ ‬من‭ ‬المشاريع‭ ‬القلائل‭ ‬التي‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬فلسفة‭ (‬ريجيو‭ ‬إميليا‭) ‬الإيطالية‭.‬

المشوار‭ ‬كان‭ ‬مليئا‭ ‬بالكفاحات‭ ‬والنجاحات‭ ‬والإنجازات‭ ‬والتحديات‭.. ‬لذلك‭ ‬استحق‭ ‬التوقف‭ ‬عند‭ ‬أهم‭ ‬محطاته‭ ‬في‭ ‬السطور‭ ‬التالية‭:‬

متى‭ ‬بدأ‭ ‬حلم‭ ‬رسالة‭ ‬التعليم؟

‭- ‬حلم‭ ‬تأديتي‭ ‬لرسالة‭ ‬المعلم‭ ‬بدأ‭ ‬معي‭ ‬منذ‭ ‬طفولتي،‭ ‬حيث‭ ‬كنت‭ ‬عاشقة‭ ‬للغة‭ ‬الإنجليزية،‭ ‬وكان‭ ‬أبي‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬وراء‭ ‬تعزيز‭ ‬ونمو‭ ‬هذا‭ ‬الشغف‭ ‬بداخلي،‭ ‬فقد‭ ‬اعتاد‭ ‬أن‭ ‬يلقبني‭ ‬بالمعلمة‭ ‬آمنة،‭ ‬وهو‭ ‬يتقن‭ ‬تلك‭ ‬اللغة‭ ‬نظرا‭ ‬إلى‭ ‬عمله‭ ‬في‭ ‬شركة‭ ‬بابكو،‭ ‬وكان‭ ‬يتحدث‭ ‬لي‭ ‬بها،‭ ‬ويشجعني‭ ‬على‭ ‬تعلمها‭ ‬عبر‭ ‬متابعة‭ ‬قناة‭ ‬55‭ ‬البحرينية،‭ ‬بهدف‭ ‬التمكن‭ ‬منها،‭ ‬وشاء‭ ‬القدر‭ ‬أن‭ ‬يتوفاه‭ ‬الله‭ ‬خلال‭ ‬تأديتي‭ ‬للامتحانات‭ ‬النهائية‭ ‬لشهادة‭ ‬الثانوية‭ ‬العامة،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬مثل‭ ‬لي‭ ‬حافزا‭ ‬قويا‭ ‬للنجاح‭ ‬والتفوق‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬حلمه‭ ‬بأن‭ ‬أصبح‭ ‬معلمة‭ ‬للغة‭ ‬الإنجليزية‭ ‬في‭ ‬المستقبل،‭ ‬وبالفعل‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬بعثة‭ ‬لدراسة‭ ‬هذا‭ ‬التخصص‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬البحرين،‭ ‬هذا‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬دور‭ ‬والدتي‭ ‬في‭ ‬تشجيعي‭ ‬على‭ ‬مواصلة‭ ‬مشواري‭ ‬التعليمي‭ ‬وعلى‭ ‬تقلدي‭ ‬أعلى‭ ‬المناصب‭.‬

حدثينا‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الدور؟

‭- ‬لقد‭ ‬عاهدت‭ ‬والدتي‭ ‬نفسها‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يواصل‭ ‬أبناؤها‭ ‬الخمسة‭ ‬مشوارهم‭ ‬العلمي،‭ ‬وحصولهم‭ ‬على‭ ‬شهادة‭ ‬جامعية‭ ‬تؤهلهم‭ ‬لاحتلال‭ ‬مناصب‭ ‬مرموقة،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬معي‭ ‬بالفعل،‭ ‬ورغم‭ ‬زواجي‭ ‬المبكر‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬المرحلة‭ ‬الجامعية،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬يعطلني‭ ‬نهائيا،‭ ‬بل‭ ‬كان‭ ‬وراء‭ ‬نجاحي‭ ‬بسبب‭ ‬دعم‭ ‬زوجي‭ ‬المتواصل‭ ‬واللامحدود‭ ‬لي‭ ‬عبر‭ ‬مشواري،‭ ‬ووقوفه‭ ‬إلى‭ ‬جانبي‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬خطوة‭ ‬خطوتها،‭ ‬حتى‭ ‬أنه‭ ‬عوضني‭ ‬غياب‭ ‬أبي‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬لي‭ ‬الظهر‭ ‬والسند‭ ‬دائما،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬سعى‭ ‬إلى‭ ‬حصولي‭ ‬على‭ ‬فرصة‭ ‬عمل‭ ‬بعد‭ ‬التخرج،‭ ‬وتوظفت‭ ‬لدى‭ ‬إحدى‭ ‬المدارس،‭ ‬ومع‭ ‬الوقت‭ ‬اكتشفت‭ ‬الإدارة‭ ‬المدرسية‭ ‬أنني‭ ‬أتمتع‭ ‬بموهبة‭ ‬القيادة،‭ ‬فرشحتني‭ ‬المديرة‭ ‬لأن‭ ‬أصبح‭ ‬ضمن‭ ‬الطاقم‭ ‬الإداري،‭ ‬وتم‭ ‬تعييني‭ ‬مديرا‭ ‬مساعدا،‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬حسن‭ ‬حظي‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تعييني‭ ‬في‭ ‬مدرسة‭ ‬بدر‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬عرف‭ ‬عنها‭ ‬أنها‭ ‬بيئة‭ ‬يغمرها‭ ‬تحديات‭ ‬كبيرة‭.‬

وما‭ ‬تلك‭ ‬التحديات؟

‭- ‬لقد‭ ‬جاءت‭ ‬خطوة‭ ‬تعييني‭ ‬مديرا‭ ‬مساعدا‭ ‬في‭ ‬مدرسة‭ ‬بدر‭ ‬الكبرى‭ ‬تزامنا‭ ‬مع‭ ‬اندلاع‭ ‬الأحداث‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬وكانت‭ ‬نسبة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬طلابها‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬التفكك‭ ‬الأسري،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الأجواء‭ ‬الإدارية‭ ‬بها‭ ‬كانت‭ ‬غير‭ ‬صحية‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الفترة،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬صعب‭ ‬علي‭ ‬مهمتي‭ ‬ووضع‭ ‬أمامي‭ ‬تحديا‭ ‬اجتماعيا‭ ‬وأكاديميا‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه،‭ ‬حيث‭ ‬بات‭ ‬المطلوب‭ ‬مني‭ ‬إعادة‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬الإدارة‭ ‬وسط‭ ‬بيئة‭ ‬مشحونة‭ ‬بالعنصرية‭.‬

وكيف‭ ‬تم‭ ‬بناء‭ ‬الثقة‭ ‬بينك‭ ‬وبين‭ ‬فريق‭ ‬عملك؟

‭- ‬بناء‭ ‬الثقة‭ ‬بيني‭ ‬وبين‭ ‬فريق‭ ‬عملي‭ ‬حتَّم‭ ‬علي‭ ‬احتضان‭ ‬الجميع،‭ ‬وتوحيد‭ ‬الصفوف،‭ ‬وبالفعل‭ ‬نجحت‭ ‬في‭ ‬ذلك،‭ ‬وعملنا‭ ‬جميعا‭ ‬كفريق‭ ‬واحد،‭ ‬وكنت‭ ‬أتذكر‭ ‬دائما‭ ‬مقولة‭ ‬أبي‭ ‬لي‭ ‬دوما‭ ‬‮«‬يسري‭ ‬المتيسر‭ ‬وقدمي‭ ‬الطيب‭ ‬تجدي‭ ‬مردودا‭ ‬طيبا‮»‬،‭ ‬وطبقت‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع،‭ ‬حتى‭ ‬بنيت‭ ‬بيني‭ ‬وبين‭ ‬فريقي‭ ‬جسرا‭ ‬من‭ ‬الثقة‭ ‬والاحترام‭ ‬والتقدير،‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬إنجازا‭ ‬كبيرا‭ ‬بالنسبة‭ ‬إليّ‭.‬

المحطة‭ ‬التالية؟

‭- ‬بعد‭ ‬تجربة‭ ‬مدرسة‭ ‬بدر‭ ‬الكبرى‭ ‬الممتعة‭ ‬والناجحة‭ ‬بامتياز،‭ ‬اكتشفت‭ ‬في‭ ‬نفسي‭ ‬ملكة‭ ‬القيادة،‭ ‬وأدركت‭ ‬أنني‭ ‬قيادية‭ ‬بالدرجة‭ ‬الأولى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬كوني‭ ‬معلمة،‭ ‬فشاركت‭ ‬في‭ ‬مسابقة‭ ‬المدير،‭ ‬وتم‭ ‬قبولي‭ ‬وتعييني‭ ‬مديرة‭ ‬في‭ ‬مدرسة‭ ‬العروبة،‭ ‬التي‭ ‬أعتبرها‭ ‬محطة‭ ‬الازدهار‭ ‬بالنسبة‭ ‬إليّ،‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬بيئة‭ ‬خصبة‭ ‬تضم‭ ‬ثقافات‭ ‬مختلفة‭ ‬ومعلمات‭ ‬مميزات،‭ ‬وقد‭ ‬عملنا‭ ‬جميعا‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬وتسويق‭ ‬المدرسة‭ ‬بصورة‭ ‬احترافية،‭ ‬وشاركنا‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المسابقات‭ ‬الوطنية‭ ‬والخليجية،‭ ‬ونلنا‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الجوائز،‭ ‬وساهمنا‭ ‬في‭ ‬مشاريع‭ ‬وإنجازات‭ ‬متنوعة،‭ ‬وحصلت‭ ‬على‭ ‬درجة‭ ‬امتياز‭ ‬من‭ ‬هيئة‭ ‬الجودة‭ ‬والتدريب،‭ ‬وبعد‭ ‬أربع‭ ‬سنوات‭ ‬وانضمامي‭ ‬إلى‭ ‬فريق‭ ‬من‭ ‬المديرين‭ ‬التنفيذيين‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الوزارة‭ ‬كأول‭ ‬فريق‭ ‬من‭ ‬نوعه‭ ‬لدعم‭ ‬ومساندة‭ ‬المدارس‭ ‬الأخرى،‭ ‬تم‭ ‬تكريمي‭ ‬وكانت‭ ‬نقلة‭ ‬مهمة‭ ‬وحقيقية‭ ‬في‭ ‬مشواري‭.‬

متى‭ ‬جاء‭ ‬قرار‭ ‬التقاعد؟

‭- ‬لقد‭ ‬تم‭ ‬تكريمي‭ ‬في‭ ‬الملتقى‭ ‬الحكومي‭ ‬وحصلت‭ ‬على‭ ‬جائزة‭ ‬أفضل‭ ‬مدرسة،‭ ‬وكان‭ ‬آخر‭ ‬ملتقى‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬الأمير‭ ‬الراحل‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬رحمه‭ ‬الله،‭ ‬وكانت‭ ‬مدرسة‭ ‬العروبة‭ ‬هي‭ ‬الوحيدة‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تكريمها‭ ‬في‭ ‬الجانب‭ ‬التعليمي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الملتقى،‭ ‬وبعد‭ ‬هذا‭ ‬الإنجاز‭ ‬المهم‭ ‬قررت‭ ‬التقاعد‭ ‬للتفرغ‭ ‬لمشروعي‭ ‬الخاص،‭ ‬وهو‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬امتلاك‭ ‬روضة‭ ‬للأطفال‭ ‬أؤدي‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬رسالة‭ ‬سامية‭ ‬للجيل‭ ‬الجديد،‭ ‬الذي‭ ‬أراه‭ ‬عماد‭ ‬المستقبل،‭ ‬وكنت‭ ‬من‭ ‬أوائل‭ ‬الذين‭ ‬قدموا‭ ‬للتقاعد‭ ‬الاختياري‭ ‬عام‭ ‬2020،‭ ‬حيث‭ ‬عزمت‭ ‬على‭ ‬إنجاز‭ ‬شيء‭ ‬لي‭ ‬شخصيا،‭ ‬وأصبح‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬رئيسة‭ ‬وحرة‭ ‬نفسي،‭ ‬وأن‭ ‬أترك‭ ‬صورة‭ ‬وعلامة‭ ‬وانطباعا‭ ‬في‭ ‬مجالي،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬خططت‭ ‬له‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬البعيد‭.‬

بماذا‭ ‬يتميز‭ ‬مشروعك؟

يعد‭ ‬مشروع‭ ‬الروضة‭ ‬من‭ ‬المشاريع‭ ‬القلائل‭ ‬التي‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬فلسفة‭ ‬رجيو‭ ‬اميليا‭ ‬الإيطالية،‭ ‬وقد‭ ‬حاولت‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬استثمار‭ ‬تاريخي‭ ‬المهني‭ ‬التعليمي،‭ ‬واستخدام‭ ‬مخزون‭ ‬خبراتي‭ ‬على‭ ‬18‭ ‬عاما‭ ‬في‭ ‬الوزارة،‭ ‬وحدث‭ ‬ذلك‭ ‬تزامنا‭ ‬مع‭ ‬اندلاع‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬وكان‭ ‬تحديا‭ ‬كبيرا‭.‬

كيف‭ ‬واجهت‭ ‬هذا‭ ‬التحدي؟

‭- ‬حين‭ ‬تم‭ ‬افتتاح‭ ‬الروضة‭ ‬كانت‭ ‬تضم‭ ‬حوالي‭ ‬11‭ ‬طفلا،‭ ‬وكانت‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬مبنى‭ ‬متكامل‭ ‬وشامل‭ ‬لكل‭ ‬الخدمات‭ ‬المطلوبة‭ ‬وعلى‭ ‬أرقى‭ ‬مستوى،‭ ‬وبعد‭ ‬عدة‭ ‬أشهر‭ ‬وصل‭ ‬عدد‭ ‬الأطفال‭ ‬إلى‭ ‬85‭ ‬طفلا،‭ ‬تتراوح‭ ‬أعمارهم‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬3‭-‬6‭ ‬سنوات،‭ ‬ورغم‭ ‬غلق‭ ‬بعض‭ ‬الروضات‭ ‬وخروجها‭ ‬من‭ ‬السوق‭ ‬اضطرارا،‭ ‬إلا‭ ‬أنني‭ ‬تحملت‭ ‬خسائر‭ ‬كبيرة،‭ ‬وصمدت‭ ‬وواصلت،‭ ‬حتى‭ ‬بعد‭ ‬انسحاب‭ ‬نص‭ ‬عدد‭ ‬الأطفال،‭ ‬حيث‭ ‬نقلنا‭ ‬عملنا‭ ‬عبر‭ ‬الإنترنت‭ ‬فترة،‭ ‬ثم‭ ‬عدنا‭ ‬وافتتحنا‭ ‬الروضة‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬التالي،‭ ‬وقد‭ ‬كان‭ ‬للسمعة‭ ‬الطيبة‭ ‬التي‭ ‬كونتها‭ ‬أبلغ‭ ‬الأثر‭ ‬في‭ ‬نجاح‭ ‬مشروعي‭.‬

ما‭ ‬أهم‭ ‬احتياجات‭ ‬الطفل‭ ‬اليوم؟

‭-‬أهم‭ ‬شيء‭ ‬يحتاج‭ ‬إليه‭ ‬الطفل‭ ‬اليوم‭ ‬هو‭ ‬توفير‭ ‬الأمن‭ ‬والأمان،‭ ‬فهذا‭ ‬ما‭ ‬يبحث‭ ‬عنه‭ ‬أي‭ ‬ولي‭ ‬أمر،‭ ‬ثم‭ ‬بناء‭ ‬الشخصية،‭ ‬ويعتمد‭ ‬نهجنا‭ ‬على‭ ‬فلسفة‭ ‬‮«‬ريجيو‭ ‬ايميليا‭ ‬الإيطالية‮»‬‭ ‬والتي‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬معاملة‭ ‬أي‭ ‬طفل‭ ‬كحالة‭ ‬خاصة‭ ‬بذاتها،‭ ‬وذلك‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يتمتع‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬مهارات،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬بناء‭ ‬خطة‭ ‬لتعليمه،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬التعلم‭ ‬باللعب‭ ‬وعلى‭ ‬استخدام‭ ‬البيئة‭ ‬والمحيط‭ ‬والتحرك‭ ‬والاكتشاف‭ ‬الملموس‭ ‬للأشياء،‭ ‬فالطفل‭ ‬اليوم‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬التنوع،‭ ‬والحركة‭ ‬خارج‭ ‬الصف‭ ‬ومحاكاة‭ ‬ميوله،‭ ‬ومواكبة‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الجديدة،‭ ‬وكذلك‭ ‬استخدام‭ ‬الشاشات‭ ‬الذكية‭ ‬بشكل‭ ‬إيجابي،‭ ‬والمهم‭ ‬أن‭ ‬يعود‭ ‬الطفل‭ ‬إلى‭ ‬الروضة‭ ‬وعلى‭ ‬وجهه‭ ‬ابتسامة‭. ‬

ماذا‭ ‬عن‭ ‬دور‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور؟

‭- ‬مطلوب‭ ‬من‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬العصر‭ ‬الذي‭ ‬نعيشه‭ ‬اليوم‭ ‬توفير‭ ‬الرقابة‭ ‬المستمرة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬باستخدام‭ ‬وسائل‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الممنوحة‭ ‬للطفل،‭ ‬وثانيا‭ ‬الوجود‭ ‬الإيجابي‭ ‬مع‭ ‬الأبناء،‭ ‬وتعليمهم‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬النفس،‭ ‬والاستقلالية،‭ ‬وعدم‭ ‬الاتكالية‭.‬

إنجاز‭ ‬تفخرين‭ ‬به؟

‭- ‬شخصيا‭ ‬لي‭ ‬الشرف‭ ‬بانضمام‭ ‬بعض‭ ‬الأطفال‭ ‬لروضتي‭ ‬بشكل‭ ‬تطوعي،‭ ‬ومنهم‭ ‬من‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬التعنيف‭ ‬أو‭ ‬التفكك‭ ‬الأسري‭ ‬أو‭ ‬التحرش‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المشاكل‭ ‬التي‭ ‬تؤثر‭ ‬سلبيا‭ ‬فيه‭ ‬وعلى‭ ‬مستقبله،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يسعدني‭ ‬ويشعرني‭ ‬بالفخر‭ ‬والمتعة‭ ‬والراحة،‭ ‬فقد‭ ‬علمتني‭ ‬الحياة‭ ‬أن‭ ‬المادة‭ ‬لا‭ ‬تسوى‭ ‬شيء‭ ‬أمام‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتركه‭ ‬المرء‭ ‬من‭ ‬بصمة‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬إنسان‭ ‬آخر،‭ ‬وإحداث‭ ‬تغيير‭ ‬إيجابي‭ ‬في‭ ‬مسيرته‭. ‬

حلمك‭ ‬القادم؟

لقد‭ ‬حققت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأحلام‭ ‬والطموحات‭ ‬ولله‭ ‬الحمد،‭ ‬وأجد‭ ‬نفسي‭ ‬إنسانة‭ ‬محظوظة‭ ‬بشدة‭ ‬لتمكني‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬بالجهد‭ ‬والاجتهاد‭ ‬والمثابرة،‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬أتمناه‭ ‬اليوم‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬أتفرغ‭ ‬مستقبلا‭ ‬لخدمة‭ ‬مشروع‭ ‬إنساني‭ ‬لصالح‭ ‬الأطفال‭ ‬داخل‭ ‬البحرين‭ ‬أو‭ ‬خارجها،‭ ‬أستطيع‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬أن‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬أناس‭ ‬أسوياء‭ ‬عند‭ ‬الكبر،‭ ‬يصبح‭ ‬لهم‭ ‬دور‭ ‬أساسي‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬وتطوير‭ ‬وطنهم،‭ ‬وتلك‭ ‬هي‭ ‬الرسالة‭ ‬التي‭ ‬أحلم‭ ‬بتأديتها‭ ‬لاحقا‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا