العدد : ١٧٠٧٧ - الثلاثاء ٢٤ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٧٧ - الثلاثاء ٢٤ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

بصمات نسائية

محنة وفاة خالي ولّدت بداخلي فكرة إنشاء مستشفى لعلاج الإدمان

أجرت الحوار: هالة كمال الدين

الأربعاء ١١ سبتمبر ٢٠٢٤ - 02:00

يقول‭ ‬الأديب‭ ‬الأمريكي‭ ‬الشهير‭ ‬ارسكين‭ ‬كالدويل‭ ‬‮«‬لا‭ ‬قوة‭ ‬إلا‭ ‬قوة‭ ‬الضمير‮»‬‭!‬

نعم،‭ ‬في‭ ‬باطن‭ ‬كل‭ ‬إنسان‭ ‬إضاءة‭ ‬تسمى‭ ‬ضمير‭ ‬تنير‭ ‬له‭ ‬الطريق‭ ‬وتثري‭ ‬المسيرة،‭ ‬وتحفز‭ ‬على‭ ‬الإخلاص،‭ ‬وتدفع‭ ‬على‭ ‬الإتقان،‭ ‬هكذا‭ ‬هو‭ ‬مبدأها‭ ‬في‭ ‬الحياة،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬سر‭ ‬قوتها‭ ‬ونجاحها‭ ‬وتميزها‭.‬

إن‭ ‬النجاح‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬اليوم‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬مقتصرا‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬المهنية‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬السمو،‭ ‬وتحقيق‭ ‬الذات،‭ ‬والنمو‭ ‬الشخصي،‭ ‬ولعل‭ ‬أكثر‭ ‬الصفات‭ ‬الجذابة‭ ‬في‭ ‬المرأة‭ ‬الناجحة‭ ‬طموحها‭ ‬وقيادتها‭ ‬ورؤيتها‭ ‬الواضحة‭ ‬لما‭ ‬تريده‭ ‬في‭ ‬الحياة،‭ ‬وبذل‭ ‬العمل‭ ‬الجاد،‭ ‬والتفاني‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬ذلك،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬تتمتع‭ ‬به‭ ‬تلك‭ ‬المرأة‭ ‬التي‭ ‬تحدت‭ ‬نفسها‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهدافها‭. ‬

مشاعل‭ ‬عيسى‭ ‬فيروز،‭ ‬امرأة‭ ‬قيادية‭ ‬بالفطرة،‭ ‬شخصية‭ ‬فريدة‭ ‬من‭ ‬نوعها،‭ ‬قوية‭ ‬في‭ ‬قراراتها،‭ ‬متقنة‭ ‬لعملها،‭ ‬مبدعة‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬طموحاتها،‭ ‬ذكية‭ ‬في‭ ‬اتخاذ‭ ‬قرارتها،‭ ‬إيجابية‭ ‬في‭ ‬تواصلها‭ ‬مع‭ ‬الآخرين‭ ‬وفي‭ ‬تأثيرها‭ ‬على‭ ‬حياة‭ ‬من‭ ‬حولها،‭ ‬كانت‭ ‬أول‭ ‬بحرينية‭ ‬تمتلك‭ ‬شركة‭ ‬استثمارية‭ ‬في‭ ‬مجالي‭ ‬التعليم‭ ‬والصحة،‭ ‬وأحد‭ ‬مؤسسي‭ ‬جمعية‭ ‬الأحلام‭ ‬الموجهة‭ ‬إلى‭ ‬الأطفال‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الأمراض‭ ‬المستعصية‭.‬

في‭ ‬هذا‭ ‬الحوار‭ ‬نستعرض‭ ‬معا‭ ‬أبرز‭ ‬محطات‭ ‬رحلة‭ ‬الكفاح‭ ‬والنجاح‭ ‬والصعود‭..‬

حدثينا‭ ‬عن‭ ‬نشأتك؟

لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬نشأتي‭ ‬أثرت‭ ‬كثيرا‭ ‬على‭ ‬مسيرتي‭ ‬وعلى‭ ‬صقل‭ ‬شخصيتي،‭ ‬وخاصة‭ ‬أنني‭ ‬عايشت‭ ‬عصر‭ ‬العائلة‭ ‬الممتدة،‭ ‬التي‭ ‬تثري‭ ‬أي‭ ‬إنسان‭ ‬بخبرات‭ ‬وقيم‭ ‬الزمن‭ ‬الجميل،‭ ‬فقد‭ ‬عشت‭ ‬طفولة‭ ‬سعيدة،‭ ‬وتعلمت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المبادئ‭ ‬الأصيلة‭ ‬في‭ ‬منزل‭ ‬جدتي‭ ‬بمحافظة‭ ‬المحرق،‭ ‬وكان‭ ‬لذلك‭ ‬أبلغ‭ ‬الأثر‭ ‬على‭ ‬مشواري‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬وعلى‭ ‬تحقيقي‭ ‬للنجاح‭ ‬الذي‭ ‬وصلت‭ ‬إليه‭ ‬اليوم،‭ ‬وكم‭ ‬أنا‭ ‬محظوظة‭ ‬بانتمائي‭ ‬إلى‭ ‬الجيل‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يلهو‭ ‬في‭ ‬الفريج‭ ‬بكل‭ ‬أمان‭ ‬وطمأنينة،‭ ‬ويستمتع‭ ‬بأمور‭ ‬كثيرة‭ ‬اندثرت‭ ‬مع‭ ‬الوقت‭.‬

ماذا‭ ‬كانت‭ ‬هواياتك؟

يمكن‭ ‬القول‭ ‬إنني‭ ‬مارست‭ ‬تقريبا‭ ‬كل‭ ‬أنواع‭ ‬الرياضة‭ ‬والأنشطة‭ ‬والهوايات‭ ‬منذ‭ ‬الصغر،‭ ‬ونظرا‭ ‬إلى‭ ‬تمتعي‭ ‬بروح‭ ‬القيادة‭ ‬بالفطرة‭ ‬فقد‭ ‬كنت‭ ‬ضمن‭ ‬مجلس‭ ‬الطلبة،‭ ‬وأذكر‭ ‬أنني‭ ‬حين‭ ‬بلغت‭ ‬عمر‭ ‬15‭ ‬عاما‭ ‬سألتني‭ ‬إحدى‭ ‬المجلات‭ ‬عن‭ ‬حلمي‭ ‬المستقبلي‭ ‬حينئذ‭ ‬أجبت‭ ‬بأنني‭ ‬أتمنى‭ ‬أن‭ ‬أصبح‭ ‬أول‭ ‬سفيرة‭ ‬بحرينية،‭ ‬ثم‭ ‬اكتشفت‭ ‬مع‭ ‬مرور‭ ‬الوقت‭ ‬أن‭ ‬مفهوم‭ ‬كلمة‭ ‬سفيرة‭ ‬أوسع‭ ‬وأشمل‭ ‬من‭ ‬اقتصاره‭ ‬على‭ ‬مجال‭ ‬السلك‭ ‬الدبلوماسي،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬والدي‭ ‬لعب‭ ‬دورا‭ ‬كبيرا‭ ‬في‭ ‬تشكيل‭ ‬شخصيتي‭.‬

 

ماذا‭ ‬تعلمت‭ ‬من‭ ‬والدك؟

من‭ ‬أهم‭ ‬الأمور‭ ‬التي‭ ‬علمني‭ ‬إياها‭ ‬والدي‭ ‬حب‭ ‬العمل،‭ ‬وإتقانه،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬يجبرني‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬مدة‭ ‬شهر‭ ‬خلال‭ ‬أي‭ ‬إجازة‭ ‬صيفية،‭ ‬كشرط‭ ‬للسفر‭ ‬مع‭ ‬صديقاتي‭ ‬للترفيه‭ ‬والمتعة،‭ ‬ورغم‭ ‬أنني‭ ‬كنت‭ ‬أشعر‭ ‬بالضيق‭ ‬تجاه‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت،‭ ‬فإنني‭ ‬اكتشفت‭ ‬لاحقا‭ ‬قيمة‭ ‬هذا‭ ‬الشيء‭ ‬وأهميته‭ ‬والهدف‭ ‬منه‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬طالب،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬مدني‭ ‬بخبرات‭ ‬واسعة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬أهلني‭ ‬لشق‭ ‬طريقي‭ ‬العملي‭ ‬بمهارة‭ ‬وكفاءة،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬تجربة‭ ‬دراستي‭ ‬في‭ ‬بريطانيا‭ ‬التي‭ ‬أضافت‭ ‬لي‭ ‬الكثير،‭ ‬والتي‭ ‬لم‭ ‬تمثل‭ ‬تحديا‭ ‬بالنسبة‭ ‬إليّ‭ ‬نظرا‭ ‬إلى‭ ‬اعتيادي‭ ‬على‭ ‬السفر‭ ‬منذ‭ ‬الصغر‭.‬

حدثينا‭ ‬عن‭ ‬تجربتك‭ ‬في‭ ‬بريطانيا‭ ‬

لقد‭ ‬قررت‭ ‬دراسة‭ ‬هندسة‭ ‬الديكور‭ ‬في‭ ‬بريطانيا‭ ‬بعد‭ ‬تخرجي‭ ‬في‭ ‬مدرسة‭ ‬بيان‭ ‬البحرين،‭ ‬حيث‭ ‬قمت‭ ‬بدراسة‭ ‬البكالوريا‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬الفن،‭ ‬وكانت‭ ‬تجربة‭ ‬ممتعة‭ ‬نظرا‭ ‬إلى‭ ‬ميولي‭ ‬الفنية‭ ‬وشغفي‭ ‬بموهبة‭ ‬الرسم،‭ ‬وبعد‭ ‬التخرج‭ ‬في‭ ‬الجامعة‭ ‬في‭ ‬بريطانيا،‭ ‬عملت‭ ‬هناك‭ ‬مدة‭ ‬عام‭ ‬تقريبا‭ ‬لدى‭ ‬إحدى‭ ‬الشركات‭ ‬العقارية،‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التصميم‭ ‬الداخلي‭ ‬لعقاراتهم،‭ ‬ثم‭ ‬تم‭ ‬تكليفي‭ ‬بالسفر‭ ‬إلى‭ ‬دول‭ ‬المنطقة،‭ ‬وحضور‭ ‬أي‭ ‬اجتماعات‭ ‬للشركة،‭ ‬والقيام‭ ‬بترجمة‭ ‬ما‭ ‬يتم‭ ‬التطرق‭ ‬إليه‭ ‬خلالها،‭ ‬ثم‭ ‬عدت‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬وطني‭ ‬على‭ ‬أمل‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬شركة‭ ‬لتصميم‭ ‬الديكور،‭ ‬والتحقت‭ ‬بالعمل‭ ‬لدى‭ ‬شركة‭ ‬أمريكية‭ ‬عقارية،‭ ‬وهنا‭ ‬تعلمت‭ ‬من‭ ‬الصفر‭ ‬كيفية‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬السوق‭ ‬الخليجي‭ ‬واستطعت‭ ‬استيعاب‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬فيه،‭ ‬وخاصة‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬مختلفا‭ ‬كثيرا‭ ‬عن‭ ‬السوق‭ ‬البريطاني‭.‬

وما‭ ‬وجه‭ ‬الاختلاف؟

هناك‭ ‬اختلاف‭ ‬كبير‭ ‬وواضح‭ ‬بين‭ ‬السوق‭ ‬الخليجي‭ ‬والبريطاني،‭ ‬ولكني‭ ‬مع‭ ‬الوقت‭ ‬والخبرة‭ ‬بدأت‭ ‬الإلمام‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بسوق‭ ‬منطقتنا،‭ ‬ورغم‭ ‬صغر‭ ‬سني‭ ‬أدهشت‭ ‬الجميع‭ ‬بخبراتي‭ ‬المتنوعة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬ثم‭ ‬التحقت‭ ‬بأحد‭ ‬البنوك‭ ‬الاستثمارية‭ ‬بقسم‭ ‬العقارات،‭ ‬ثم‭ ‬قسم‭ ‬تجميع‭ ‬رؤوس‭ ‬الأموال،‭ ‬وذلك‭ ‬مدة‭ ‬عامين‭ ‬ونصف‭ ‬العام‭ ‬تقريبا،‭ ‬بعدها‭ ‬انتقلت‭ ‬إلى‭ ‬بنك‭ ‬آخر‭ ‬وعملت‭ ‬به‭ ‬مدة‭ ‬سبع‭ ‬سنوات،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬عملي‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬البنوك‭ ‬أطلعني‭ ‬على‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬التي‭ ‬تتعلق‭ ‬بمجال‭ ‬الاستثمار‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬الأفراد‭ ‬أو‭ ‬المؤسسات،‭ ‬وكانت‭ ‬علاقاتي‭ ‬بالعملاء‭ ‬هي‭ ‬علاقات‭ ‬صداقة،‭ ‬أحرص‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬على‭ ‬مشاركاتهم‭ ‬أفراحهم‭ ‬وأحزانهم،‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬عملي‭ ‬كنت‭ ‬أتواجد‭ ‬بالسوق‭ ‬العماني‭ ‬عشرين‭ ‬يوما‭ ‬بالشهر‭ ‬تقريبا،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬ربطني‭ ‬به‭ ‬بشدة،‭ ‬وإلى‭ ‬جانب‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬أتوقف‭ ‬عن‭ ‬مشواري‭ ‬العلمي‭ ‬أو‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بتطوير‭ ‬الذات‭ ‬والمهارات‭. ‬

كيف‭ ‬جاء‭ ‬قرار‭ ‬العمل‭ ‬الحر؟

لقد‭ ‬واصلت‭ ‬مشواري‭ ‬العلمي‭ ‬ولم‭ ‬أنقطع‭ ‬عن‭ ‬دراسة‭ ‬الكورسات‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬المصرفي‭ ‬والاستثماري،‭ ‬وقد‭ ‬أعددت‭ ‬رسالة‭ ‬الماجستير‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬اسكتلندية،‭ ‬كما‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬شهادة‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬هارفارد‭ ‬عن‭ ‬استراتيجية‭ ‬رواد‭ ‬الأعمال،‭ ‬وبعد‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الإنجازات‭ ‬والنجاحات‭ ‬قررت‭ ‬ترك‭ ‬القطاع‭ ‬المصرفي‭ ‬لسبب‭ ‬مهم‭ ‬هو‭ ‬رغبتي‭ ‬في‭ ‬إمكانية‭ ‬التحكم‭ ‬التام‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬أموال‭ ‬المستثمرين،‭ ‬وليس‭ ‬التعامل‭ ‬معهم‭ ‬كمجرد‭ ‬وسيط،‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬أثناء‭ ‬عملي‭ ‬بالبنوك،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬جاء‭ ‬قرار‭ ‬اطلاق‭ ‬مشروعي‭ ‬الخاص،‭ ‬رغم‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬يمثل‭ ‬بالنسبة‭ ‬إليّ‭ ‬مجازفة‭ ‬خطيرة‭ ‬وكبيرة‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التضحية‭ ‬بتقاضي‭ ‬راتب‭ ‬مغرٍ‭ ‬ومستقر‭.‬

وما‭ ‬فكرة‭ ‬المشروع؟

كنت‭ ‬أول‭ ‬بحرينية‭ ‬تؤسس‭ ‬شركة‭ ‬استثمارية‭ ‬في‭ ‬مجالي‭ ‬التعليم‭ ‬والصحة،‭ ‬وذلك‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬حبي‭ ‬الشديد‭ ‬للعمل‭ ‬القيادي‭ ‬منذ‭ ‬الصغر،‭ ‬وبالفعل‭ ‬اتخذت‭ ‬القرار‭ ‬وأطلقت‭ ‬مشروعي‭ ‬بمفردي‭ ‬ومن‭ ‬الصفر‭ ‬برأسمال‭ ‬قدره‭ ‬خمسون‭ ‬ألف‭ ‬دولار،‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬تحديا‭ ‬كبيرا‭ ‬بالنسبة‭ ‬إليّ‭ ‬نظرا‭ ‬إلى‭ ‬كوني‭ ‬امرأة‭ ‬وصغيرة‭ ‬في‭ ‬السن‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬يمثل‭ ‬فيه‭ ‬الرجال‭ ‬الغالبية‭ ‬العظمي،‭ ‬وبعد‭ ‬ستة‭ ‬أشهر‭ ‬انضم‭ ‬إليّ‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الشركاء،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تم‭ ‬زيادة‭ ‬رأس‭ ‬المالي،‭ ‬وكم‭ ‬أنا‭ ‬فخورة‭ ‬بأن‭ ‬الشركة‭ ‬تضم‭ ‬اليوم‭ ‬18‭ ‬شخصا‭ ‬من‭ ‬الكوادر‭ ‬المؤهلة‭ ‬استطعنا‭ ‬أن‭ ‬نحقق‭ ‬سويا‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الإنجازات‭ ‬المتفردة‭.‬

مثل‭ ‬ماذا؟

لقد‭ ‬أسسنا‭ ‬أول‭ ‬مستشفى‭ ‬لجراحة‭ ‬اليوم‭ ‬الواحد‭ ‬بمملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬هذا‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الصحي،‭ ‬أما‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬التعليمي‭ ‬فقد‭ ‬تم‭ ‬تأسيس‭ ‬أول‭ ‬مدرسة‭ ‬دولية‭ ‬مع‭ ‬إداريين‭ ‬عالميين‭ ‬في‭ ‬عمان،‭ ‬التي‭ ‬عملت‭ ‬بها‭ ‬طوال‭ ‬سنوات‭ ‬أكسبتني‭ ‬خبرة‭ ‬كبيرة‭ ‬بطبيعة‭ ‬السوق‭ ‬هناك،‭ ‬والآن‭ ‬أتوجه‭ ‬نحو‭ ‬دخول‭ ‬السوق‭ ‬بالمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المشاريع‭ ‬هناك‭. ‬

ما‭ ‬دورك‭ ‬في‭ ‬جمعية‭ ‬الأحلام؟

كم‭ ‬أنا‭ ‬فخورة‭ ‬كوني‭ ‬من‭ ‬المؤسسين‭ ‬لجمعية‭ ‬الأحلام‭ ‬التي‭ ‬أطلقناها‭ ‬عام‭ ‬2009،‭ ‬وهي‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬نوعها‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬ومهمتها‭ ‬تحقيق‭ ‬أمنيات‭ ‬وطموحات‭ ‬الأطفال‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الأمراض‭ ‬المستعصية‭ ‬والخطيرة،‭ ‬وهو‭ ‬عمل‭ ‬إنساني‭ ‬أستمتع‭ ‬كثيرا‭ ‬بأدائه‭ ‬نظرا‭ ‬إلى‭ ‬عشقي‭ ‬للعمل‭ ‬الخيري‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وهو‭ ‬شيء‭ ‬يشبع‭ ‬طموحي‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬أكون‭ ‬سفيرة‭ ‬لوطني‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مجال‭. ‬

مبدأ‭ ‬تسيرين‭ ‬عليه؟

أهم‭ ‬مبدأ‭ ‬أحرص‭ ‬على‭ ‬السير‭ ‬عليه‭ ‬دوما‭ ‬هو‭ ‬التعلم‭ ‬لآخر‭ ‬لحظة‭ ‬في‭ ‬عمري،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬نشأت‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬منزلنا‭ ‬الذي‭ ‬يضم‭ ‬مكتبة‭ ‬ضخمة‭ ‬تشمل‭ ‬حوالي‭ ‬ألف‭ ‬كتاب‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬أنواع‭ ‬العلوم‭ ‬والمعرفة،‭ ‬وأذكر‭ ‬أن‭ ‬والدتي‭ ‬كانت‭ ‬تروي‭ ‬لنا‭ ‬القصص‭ ‬المتنوعة،‭ ‬وتحرص‭ ‬على‭ ‬سفرنا‭ ‬منذ‭ ‬صغرنا‭ ‬للتعرف‭ ‬على‭ ‬الثقافات‭ ‬الأخرى‭ ‬المتباينة،‭ ‬وكانت‭ ‬دائما‭ ‬تقول‭ ‬لي‭ ‬لا‭ ‬تتوقفي‭ ‬عن‭ ‬التعلم‭ ‬طالما‭ ‬حييت،‭ ‬وهكذا‭ ‬غرست‭ ‬فينا‭ ‬حب‭ ‬العلم‭ ‬والاطلاع،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬طبقته‭ ‬بالفعل‭ ‬عبر‭ ‬مسيرتي،‭ ‬ومن‭ ‬المبادئ‭ ‬المهمة‭ ‬التي‭ ‬أؤمن‭ ‬كثيرا‭ ‬بها‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬تعاملي‭ ‬مع‭ ‬عملائي‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬مادي‭ ‬فقط‭ ‬بل‭ ‬عبر‭ ‬تحكيم‭ ‬الضمير‭ ‬قبل‭ ‬أي‭ ‬شيء،‭ ‬لأنني‭ ‬مسؤولة‭ ‬بشكل‭ ‬أو‭ ‬بآخر‭ ‬عن‭ ‬مستقبلهم‭ ‬قبل‭ ‬أموالهم‭. ‬

حلم‭ ‬تتمنين‭ ‬تحقيقه؟

أصعب‭ ‬محنة‭ ‬مرت‭ ‬بي‭ ‬حين‭ ‬توفي‭ ‬خالي‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬مبكرة،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬الأربعينات‭ ‬من‭ ‬عمره،‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬تزامنا‭ ‬مع‭ ‬عودتي‭ ‬من‭ ‬الدراسة‭ ‬الجامعية،‭ ‬علما‭ ‬بأنه‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬أقرب‭ ‬الناس‭ ‬لي،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬دفعني‭ ‬للتفكير‭ ‬في‭ ‬فتح‭ ‬مركز‭ ‬خليجي‭ ‬لعلاج‭ ‬جميع‭ ‬أنواع‭ ‬الإدمان‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬عالمي،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬حلمي‭ ‬القادم‭ ‬الذي‭ ‬أتمنى‭ ‬أن‭ ‬يرى‭ ‬النور‭ ‬مستقبلا‭. ‬وبشكل‭ ‬عام‭ ‬أتمنى‭ ‬أن‭ ‬أترك‭ ‬بصمة‭ ‬مميزة‭ ‬يتذكرني‭ ‬الجميع‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬بالخير،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إرث‭ ‬نافع‭ ‬يفيد‭ ‬وطني‭ ‬قدر‭ ‬المستطاع،‭ ‬وأن‭ ‬أكون‭ ‬دوما‭ ‬واجهة‭ ‬مشرفة‭ ‬للمملكة‭ ‬وللنساء‭ ‬البحرينيات‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا