اطلالة
هالة كمال الدين
halakamal99@hotmail.com
التدمير الذاتي
انتابت الولايات المتحدة الأمريكية حالة من الذعر مؤخرا بعد أن فوجئ سكان أحد الأحياء بطائرة هليكوبتر تقوم بإلقاء أسراب من البعوض المعدل وراثيا فوق منازلهم، ما دفع البعض إلى ترك منازلهم مؤكدين أن الوضع خطير وغير آمن.
السكان بالطبع لا يعرفون سبب إلقاء البعوض المعدل على منازلهم لكنهم يعتقدون أنه حامل معه الأمراض البيولوجية والميكروبات الفتاكة، حيث قال أحد الناشطين إن التحضير لوباء جديد يجتاح العالم أصبح يشغل بال عدد من رجال الأعمال الذين يستفيدون من إنتاج لقاحات جديدة ويريدون أن يمطروا العالم بالأوبئة والجائحات ليخرج البشر من أزمة ويدخلون في أخرى بينما تنتفخ جيوبهم بالمال.
تلك الواقعة فتحت باب الجدل من جديد حول قضية صناعة الإنسان للأوبئة والتي أبرزتها بقوة جائحة كورونا التي لا نعلم حتى الآن إذا كانت من صنع البشر أم لا، وعما إذا حدث ذلك عن عمد أو دون قصد، الأمر الذي يطرح بدوره تساؤلا مهما وهو: هل العالم يواجه اليوم سناريوهات أسوأ من جائحة كورونا؟
بمعنى آخر: هل سيتعرض العالم لإطلاق عرضي أو متعمد لفيروس مميت سواء أكان طبيعيا أو مصمما معمليا؟
المعروف أن الفيروسات المصنعة أكثر خطورة من الأمراض الطبيعية، وبالتالي ستقاوم الطرق التقليدية للتشخيص والعلاج، ومن ثم تتطلب أي أزمة تالية تغييرا جوهريا في الطريقة التي تفكر بها الدول بشأن الأمن الصحي العالمي، وهو ما لفتت إليه جينيفر نوزو الباحثة في مركز جونز هوبكنز للأمن الصحي، داعية إلى اتباع نهج أفضل في هذا الشأن عبر التعلم من الدروس المستفادة من أزمة كورونا.
إن التقدم العلمي في تطور قياسي مستمر، حتى أنه في بعض الأحيان يكون أغرب من الخيال، وحين يصل إلى حد تدمير الإنسان لذاته وقيامه بأشياء تنعكس عليه سلبا ولا تعود عليه بالنفع، فهذا أمر خطير يطرح العديد من التساؤلات الأخلاقية في وجه الدول والعقول الراعية لمثل هذه الجرائم التكنولوجية التي تستخدم أسلحة غبية وليست ذكية في القتل والإبادة.
غريب هذا الإنسان الذي بات يبحث عن إبادة نفسه بنفسه!!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك