اطلالة
هالة كمال الدين
halakamal99@hotmail.com
إلى أصحاب القلوب المتحجرة
كشفت رئيسة جمعية حماية العمال الوافدين سيدة الأعمال مني المؤيد عن انخفاض عدد حالات الانتحار بين العمالة الوافدة من 12 حالة سنويا إلى حالة واحدة فقط خلال هذا العام، مشددة على أهمية تقديم الدعم النفسي والصحي لهذه الفئة من المجتمع وخاصة مع وقوع كثير منهم ضحية سماسرة الوظائف في بلدانهم.
تلك الإحصائية إنما تترجم في حقيقة الأمر الشوط الكبير الذي قطعته البحرين في مجال حماية حقوق العمالة الوافدة عبر تطبيق القوانين واللوائح التي تضمن توفير بيئة جاذبة لها، الأمر الذي يؤكد مدى استحقاق المملكة تصنيفها كأفضل وجهة لاستقرار الوافدين والمغتربين لما يلقونه من معاملة يغلب عليها الإنصاف والاحترام وذلك بحسب التقارير الدولية.
لا شك أن بعض هذه العمالة يعانون أشد المعاناة، وذلك لحاجتهم الماسة إلى تأمين لقمة العيش لأنفسهم ولأسرهم في أوطانهم، الأمر الذي يدفعهم إلى إنهاء حياتهم انتحارا لما يذوقونه من صنوف الذل والبؤس.
لقد قدم هؤلاء للخروج من دوامة العوز والفقر في بلادهم آملين في حياة مستقرة آمنة بعيدا عن المهانة التي أثبتت الإحصائيات أنها وراء 85% من حالات الانتحار وهو ما يتنافى مع أبسط مبادئ الإنسانية التي غابت عن كثيرين في هذا الزمان.
نعم، هناك مساوئ كثيرة لهذه العمالة، وهناك تجاوزات عديدة ترتكبها، ولكن لنتذكر جميعا أننا من جلبها، من لجأ إليها، من استعان بها في تسيير وتيسير أمور حياتنا، فلنتحمل فاتورة ذلك، ونسددها عن طيب خاطر، فالحياة مزيج من الأخذ والعطاء ومن الإيجابيات والسلبيات.
إن احتلال البحرين مكانة بارزة بين الخيارات المفضلة للمغتربين جاء بفضل مجتمعها المتعدد الثقافات، وشعبها الودود الرحيم، وجودة الحياة وأمنها على أرضها، وذلك انطلاقا من احترامها وتقديسها لحقوق الإنسان، وتأمينها لجميع العمال المهاجرين وأفراد أسرهم من دون أي تمييز.
وليعلم هؤلاء الذين جفت قلوبهم فقست على غيرهم أن ما ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب، وأن النار خلقت لإذابة تلك القلوب المتحجرة!
والشكر موصول لبحريننا على إنسانيتها!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك