اطلالة
هالة كمال الدين
halakamal99@hotmail.com
براعم الربيع لشجرة المجتمع
توقفتُ كثيرًا عند جملة قالها مؤخرا سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة لدى استقباله خريجي المرحلة الثانوية من المدارس الحكومية والخاصة الحاصلين على معدل 99% فما فوق، ألا وهي وصفه الشباب بأنه عنصر أغلى من البترول والمعادن الثمينة.
بالفعل، ليس هناك أثمن من ثروة الشباب في أي مجتمع، فبهم ينهض أو يسقط، لذلك تبقى جهود المملكة من أجل تطويرهم وتنميتهم وتأهيلهم وتمكينهم محل اهتمام وتقدير ليس على الصعيد الوطني فقط، بل والعالمي، وهو ما أكده الشيخ هشام بن عبدالرحمن آل خليفة وكيل وزارة الداخلية لشؤون الجنسية والجوازات والإقامة رئيس لجنة مكافحة العنف والإدمان لدى مشاركته في ندوة نقاشية أقيمت على هامش الدورة السابعة والخمسين لمجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة في مدينة جنيف.
لقد أشار الشيخ هشام بن عبدالرحمن آل خليفة إلى انخفاض السلوكيات السلبية بنسبة 56% بين المشاركين في برنامج «معا» والذي يعد إحدى مبادرات الخطة الوطنية لتعزيز الانتماء الوطني وترسيخ قيم المواطنة «بحريننا» وهو برنامج تربوي تنفذه شرطة خدمة المجتمع يهدف إلى إحداث نقلة نوعية في رفع الوعي لمواجهة الظواهر السلبية، وحماية جيل الشباب من العنف والإدمان وتمكينهم من اتخاذ القرار الصحيح.
وأضاف أن هذا البرنامج من شأنه أن يسهم في تمكين الطلاب من مهارات واستراتيجيات اتخاذ القرار الأساسية، وأن يمنحهم الثقة في التعامل مع المواقف الصعبة، موضحا أن البحرين اتخذت خطوات استباقية في محاربة الأسباب التي تؤثر في الأطفال والنشء وتبنت مبادرات ومشاريع أمنية رائدة في مجال الوقاية من الظواهر السلبية، والحد من معدلات الجريمة وتوفير بيئة تقوم على التسامح.
في كلمتها بمقر الأمم المتحدة بنيويورك كمتحدث رئيسي في قمة مستقبل العمل الشبابي قالت وزيرة شؤون الشباب بالمملكة إن البحرين قامت بمأسسة العمل الشبابي منذ ما يقرب من خمسين عاما مع إنشاء المجلس الأعلى للشباب والرياضة، الأمر الذي لعب دورا كبيرا في تعزيز مشاركة الشباب وتنميتهم وفقا للخطط الاستراتيجية الموضوعة.
تلك المواقف البحرينية المشرفة تجاه الشباب إنما تبعث في حقيقة الأمر رسالة إلى المعنيين في أي مجتمع بأن يستلهموا أفكارهم منهم ويشاركوهم خططهم، وهو ما أشار إليه أو أوصى به الكاتب الكبير نجيب محفوظ حين قال إن سعد زغلول كان يستمع إلى نصائح الشيوخ، لكنه اتبع غالبا آراء الشباب، انطلاقا من قناعته بأنهم براعم الربيع لشجرة المجتمع!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك