العدد : ١٧٠٩٧ - الاثنين ١٣ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ١٣ رجب ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٩٧ - الاثنين ١٣ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ١٣ رجب ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

الرئيس الأمريكي ترامب والتطورات الأمنية الإقليمية

بقلم: د. أشرف محمد كشك

الاثنين ١٣ يناير ٢٠٢٥ - 02:00

في‭ ‬العشرين‭ ‬من‭ ‬يناير‭ ‬2025‭ ‬سوف‭ ‬يتم‭ ‬تنصيب‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬ليكون‭ ‬الرئيس‭ ‬السابع‭ ‬والأربعين‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬للرئيس‭ ‬ترامب‭ ‬فترة‭ ‬رئاسية‭ ‬سابقة‭ ‬بما‭ ‬يعني‭ ‬درايته‭ ‬الكاملة‭ ‬بتطورات‭  ‬ملفات‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬طبيعة‭ ‬المشهد‭ ‬الإقليمي‭ ‬الراهن‭ ‬لا‭ ‬تتيح‭ ‬للباحثين‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التوقعات‭ ‬بما‭ ‬ستكون‭ ‬عليه‭ ‬ثوابت‭ ‬ومتغيرات‭ ‬ترامب،‭ ‬ولقد‭ ‬أشرت‭ ‬في‭ ‬مقال‭ ‬سابق‭ ‬عن‭ ‬توقعات‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬من‭ ‬الرئيس‭ ‬ترامب،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬المشهد‭ ‬الإقليمي‭ ‬الراهن‭ ‬يؤكد‭ ‬وبما‭ ‬لا‭ ‬يدع‭ ‬مجالاً‭ ‬للشك‭ ‬ارتباط‭ ‬أمن‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬بالدائرة‭ ‬الإقليمية‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬وثيق‭ ‬وليس‭ ‬أدل‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬دور‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬تجاه‭ ‬الملف‭ ‬السوري‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬سباقة‭ ‬واتخذت‭ ‬شكلاً‭ ‬جماعياً‭ ‬عكس‭ ‬طبيعة‭ ‬ذلك‭ ‬الدور‭ ‬والرؤية‭ ‬الخليجية‭ ‬لمستقبل‭ ‬سوريا‭ ‬ومتطلبات‭ ‬التحول‭ ‬السياسي‭.‬

لقد‭ ‬دأب‭ ‬باحثو‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية‭ ‬والمهتمون‭ ‬بالسياسات‭ ‬الخارجية‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬على‭ ‬تفسير‭ ‬تلك‭ ‬السياسات‭ ‬ضمن‭ ‬محددات‭ ‬مختلفةـ‭ ‬فالبعض‭ ‬يرى‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬السياسات‭ ‬تؤسس‭ ‬على‭ ‬مزيج‭ ‬من‭ ‬القيم‭ ‬والمصالح،‭ ‬تزداد‭ ‬أو‭ ‬تنخفض‭ ‬مؤشرات‭ ‬إحداها‭ ‬وفقاً‭ ‬لتوجهات‭ ‬الإدارة‭ ‬الحاكمة‭ ‬عما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬من‭ ‬الجمهوريين‭ ‬أم‭ ‬من‭ ‬الديمقراطيين،‭ ‬والبعض‭ ‬الآخر‭ ‬يرى‭ ‬أن‭ ‬السياسات‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكية‭ ‬تنطلق‭ ‬من‭ ‬مصالح‭ ‬حيوية‭  ‬محددة‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬والخليج‭ ‬العربي‭ ‬وتتمثل‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬توازن‭ ‬القوى‭ ‬الراهن‭ ‬والنفط‭ ‬والملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬وهي‭ ‬خطوط‭ ‬حمراء‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تجاوزها‭ ‬وإلا‭ ‬كان‭ ‬الرد‭ ‬هو‭ ‬تأسيس‭ ‬تحالفات‭ ‬عسكرية‭ ‬لمواجهة‭ ‬تهديدات‭ ‬تلك‭ ‬المصالح‭ ‬وكان‭ ‬منها‭ ‬التحالف‭ ‬الدولي‭ ‬لتحرير‭ ‬الكويت‭ ‬عام‭ ‬1991‭ ‬والغزو‭ ‬الأمريكي‭ ‬للعراق‭ ‬عام‭ ‬2003‭ ‬ثم‭ ‬تحالفات‭ ‬مواجهة‭ ‬تهديدات‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬بقيادة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬أيضاً‭ ‬خلال‭ ‬الثمانينيات‭ ‬وعام‭ ‬2019‭ ‬ثم‭ ‬حارس‭ ‬الازدهار‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬وهناك‭ ‬تيار‭ ‬ثالث‭ ‬من‭ ‬الباحثين‭ ‬يرى‭ ‬أن‭ ‬سياسة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬تجاه‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬لا‭ ‬تنفصل‭ ‬عن‭ ‬مجمل‭ ‬الوضع‭ ‬العالمي‭ ‬وسعي‭ ‬القوى‭ ‬المناوئة‭  ‬لها‭ ‬لترسيخ‭ ‬نفوذها‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬مصالح‭ ‬حيوية‭ ‬فيها‭ ‬وبالتالي‭ ‬تكون‭ ‬السياسة‭ ‬الأمريكية‭ ‬تجاه‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬‭ ‬ازدهاراً‭ ‬أو‭ ‬انحساراً‭- ‬وفقاً‭ ‬للتنافس‭ ‬العالمي‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬النفوذ‭ ‬تلك‭ ‬سواء‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬أو‭ ‬بحر‭ ‬الصين‭ ‬الجنوبي،‭ ‬وربما‭ ‬تكون‭ ‬التفسيرات‭ ‬الثلاثة‭ ‬صحيحة‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬تصوري‭ ‬أن‭ ‬تطورات‭ ‬المشهد‭ ‬الإقليمي‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬سوف‭ ‬تحكم‭ ‬طبيعة‭ ‬ومسارات‭ ‬تلك‭ ‬السياسة‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭ ‬بما‭ ‬يعيد‭ ‬تأكيد‭ ‬حقيقة‭ ‬مؤداها‭ ‬أن‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬أيضاً‭ ‬يمكنه‭ ‬تشكيل‭ ‬الأمن‭ ‬العالمي،‭ ‬ومع‭ ‬الأخذ‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬أن‭ ‬سياسات‭ ‬الإدارات‭ ‬الأمريكية‭ ‬المتعاقبة‭ ‬تجاه‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬كانت‭ ‬تشهد‭ ‬تحولات‭ ‬دراماتيكية‭ ‬وأخرى‭ ‬حافظت‭ ‬على‭ ‬الوضع‭ ‬الراهن،‭ ‬ومع‭ ‬أهمية‭ ‬التريث‭ ‬لحين‭ ‬الاستماع‭ ‬إلى‭ ‬خطاب‭ ‬حالة‭ ‬الاتحاد‭ ‬الذي‭ ‬يتعين‭ ‬أن‭ ‬يلقيه‭ ‬ترامب‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬أسابيع‭ ‬من‭ ‬تنصيبه‭ ‬ثم‭ ‬احتمال‭ ‬صدور‭ ‬استراتيجية‭ ‬للأمن‭ ‬القومي‭ ‬يحدد‭ ‬فيها‭ ‬ترامب‭ ‬أولويات‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الجدل‭ ‬حول‭ ‬الدور‭ ‬الأمريكي‭  ‬تجاه‭ ‬ملفات‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬انطلاقاً‭ ‬من‭ ‬خمسة‭ ‬أمور‭ ‬أولها‭: ‬تحدي‭ ‬الجماعات‭ ‬دون‭ ‬الدول‭ ‬للأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬وخاصة‭ ‬استخدامها‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الحديثة‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬الصراعات‭ ‬المختلفة‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬السياسة‭ ‬التقليدية‭ ‬الأمريكية‭ ‬هي‭ ‬إما‭ ‬تصنيف‭ ‬تلك‭ ‬الجماعات‭ ‬كمنظمات‭ ‬إرهابية‭ ‬بما‭ ‬يترتب‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬إجراءات‭ ‬تجفيف‭ ‬المنابع‭ ‬المالية‭ ‬لها‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تأسيس‭ ‬تحالفات‭ ‬عسكرية‭ ‬لمواجهتها،‭ ‬وبرغم‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬هاتين‭ ‬الآليتين‭ ‬فإن‭ ‬خطر‭ ‬تلك‭ ‬الجماعات‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬ماثلاً،‭ ‬وثانيها‭: ‬التساؤلات‭ ‬حول‭ ‬كيفية‭ ‬تعامل‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬مع‭ ‬مخاطر‭ ‬البرامج‭ ‬النووية‭ ‬الإيرانية،‭ ‬وخاصة‭ ‬أن‭ ‬ترامب‭ ‬استخدم‭ ‬سياسة‭ ‬الضغوط‭ ‬القصوى‭ ‬تجاه‭ ‬إيران‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬رئاسته‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الانسحاب‭ ‬من‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي‭ ‬وفرض‭ ‬سلسلة‭ ‬عقوبات‭ ‬اقتصادية‭ ‬أحادية‭ ‬على‭ ‬إيران‭ ‬ثم‭ ‬عملية‭ ‬اغتيال‭ ‬قاسم‭ ‬سليماني،‭ ‬وبوجه‭ ‬عام‭ ‬الملف‭ ‬النووي‭ ‬الإيراني‭ ‬متعدد‭ ‬الأبعاد‭ ‬ويرتبط‭ ‬أيضاً‭ ‬بالدور‭ ‬التفاوضي‭ ‬الذي‭ ‬تلعبه‭ ‬أوروبا،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬مستقبل‭ ‬الدور‭ ‬الإقليمي‭ ‬لإيران‭ ‬عموماً‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬التطورات‭ ‬الإقليمية‭ ‬الأخيرة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬سوريا‭ ‬ولبنان‭ ‬وتأثيرها‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الدور،‭ ‬وثالثها‭: ‬تهديدات‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬في‭ ‬باب‭ ‬المندب‭ ‬والبحر‭ ‬الأحمر،‭ ‬والتساؤلات‭ ‬حول‭ ‬جدوى‭ ‬التحالفات‭ ‬البحرية‭ ‬لمواجهتها،‭ ‬فترامب‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬اقترح‭ ‬تأسيس‭ ‬التحالف‭ ‬العسكري‭ ‬البحري‭ ‬لأمن‭ ‬الملاحة‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬2019‭ ‬وضم‭ ‬ست‭ ‬دول‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬ثلاث‭ ‬دول‭ ‬خليجية‭ ‬ثم‭ ‬تحالف‭ ‬حارس‭ ‬الازدهار‭ ‬وضم‭ ‬دولاً‭ ‬عديدة‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج،‭ ‬ولاتزال‭ ‬تلك‭ ‬التهديدات‭ ‬مستمرة‭  ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬الضربات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬توجيهها‭ ‬للحوثيين،‭ ‬ورابعها‭: ‬الوجود‭ ‬العسكري‭ ‬الأمريكي‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬الصراعات‭ ‬والجدل‭ ‬حول‭ ‬استمراره‭ ‬أو‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬الوجود‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬توظيف‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الحديثة‭ ‬لاستهداف‭ ‬القوات‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬مختلفة،‭ ‬وخامسها‭: ‬الأدوار‭ ‬الأمريكية‭ ‬تجاه‭ ‬الصراعات‭ ‬الإقليمية‭ ‬وخاصة‭ ‬‮«‬ليبيا،‭ ‬السودان،‭ ‬اليمن‮»‬،‭ ‬والتساؤل‭ ‬الرئيسي‭ ‬الذي‭ ‬يفرض‭ ‬ذاته‭ :‬هل‭ ‬لدى‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬الجديدة‭ ‬استراتيجية‭ ‬لإنهاء‭ ‬تلك‭ ‬الصراعات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ما‭ ‬تملكه‭ ‬من‭ ‬أدوات‭ ‬سياسية‭ ‬واقتصادية‭ ‬وعسكرية‭ ‬تمثل‭ ‬ضغوطاً‭ ‬على‭ ‬أطراف‭ ‬تلك‭ ‬الصراعات‭ ‬؟‭ ‬أم‭ ‬أنه‭ ‬سوف‭ ‬تتم‭ ‬إدارة‭ ‬تلك‭ ‬الصراعات‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬يضمن‭ ‬عدم‭ ‬خروجها‭ ‬عن‭ ‬السيطرة‭ ‬أي‭ ‬‮«‬الصراع‭ ‬المنضبط‮»‬‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬يهدد‭ ‬المصالح‭ ‬الحيوية‭ ‬والنفوذ‭ ‬الأمريكي‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط؟‭!‬

وربما‭ ‬يكون‭ ‬لدينا‭ ‬إجابات‭ ‬مبدئية‭ ‬حول‭ ‬مضامين‭ ‬السياسات‭ ‬الأمريكية‭ ‬والتي‭ ‬تتضمن‭ ‬ثوابت‭ ‬ومتغيرات‭ ‬لا‭ ‬تتحدد‭ ‬بما‭ ‬تستهدفه‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬فحسب‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬تأثير‭ ‬المشهد‭ ‬الإقليمي‭ ‬أيضاً‭ ‬على‭ ‬مسارات‭ ‬تلك‭ ‬السياسات،‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬تقديري‭ ‬أن‭ ‬التحدي‭ ‬الأكبر‭ ‬الذي‭ ‬يواجه‭ ‬إدارة‭ ‬الرئيس‭ ‬ترامب‭ ‬هو‭  ‬كيفية‭ ‬تجديد‭ ‬الشراكة‭ ‬الأمريكية‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬تبنى‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬الأطر‭ ‬التقليدية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬والوجود‭ ‬العسكري‭ ‬وإنما‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ثلاثة‭ ‬مسارات‭ ‬مهمة‭ ‬الأول‭: ‬بدء‭ ‬حوار‭ ‬استراتيجي‭ ‬أمني‭ ‬موسع‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬التي‭ ‬تعج‭ ‬بشراكات‭ ‬ومبادرات‭ ‬أمنية،‭ ‬فمن‭ ‬خلال‭ ‬ذلك‭ ‬الحوار‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬قائمة‭ ‬التهديدات‭ ‬الأمنية‭ ‬وهي‭ ‬معروفة‭ ‬ولكن‭ ‬الأولويات‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الجانبين‭ ‬وكيفية‭ ‬مواجهتها،‭ ‬والثاني‭: ‬إن‭ ‬معضلة‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬الأساسية‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬الصراعات‭ ‬هي‭ ‬تراجع‭ ‬دور‭ ‬الدولة‭ ‬الوطنية‭  ‬بما‭ ‬ينعكس‭ ‬على‭ ‬منظومة‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬ذاتها‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬تملك‭ ‬من‭ ‬الأدوات‭ ‬ما‭ ‬يمكنها‭  ‬من‭ ‬الإسهام‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬بناء‭ ‬تلك‭ ‬الدول‭ ‬مجدداً،‭ ‬أما‭ ‬المسار‭ ‬الثالث‭ ‬والأخير‭ ‬فهو‭ ‬الفجوة‭ ‬بين‭ ‬طبيعة‭ ‬التهديدات‭ ‬والقدرات‭ ‬وخاصة‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬العسكرية‭ ‬والتي‭ ‬تعكسها‭ ‬الأجيال‭ ‬المتسارعة‭ ‬من‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬فالولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والدول‭ ‬الغربية‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تهيمن‭ ‬على‭ ‬سوق‭ ‬السلاح‭ ‬العالمي‭ ‬ولكن‭ ‬المسألة‭ ‬ليست‭ ‬في‭ ‬الكم‭ ‬ولكن‭ ‬نوعية‭ ‬التسلح‭ ‬ومدى‭ ‬الاستعداد‭ ‬للإسهام‭ ‬في‭ ‬توطين‭ ‬الصناعات‭ ‬العسكرية‭ ‬للشركاء‭.‬

إن‭ ‬تغير‭ ‬طبيعة‭ ‬التهديدات‭ ‬ودخول‭ ‬أطراف‭ ‬دولية‭ ‬وبقوة‭ ‬على‭ ‬خط‭ ‬التنافس‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬ومساعي‭ ‬بعض‭ ‬القوى‭ ‬لتأسيس‭ ‬أطر‭ ‬مناوئة‭ ‬للشراكات‭ ‬الغربية،‭ ‬مستجدات‭ ‬تتطلب‭ ‬رؤية‭ ‬أمريكية‭ ‬جديدة‭ ‬للأمن‭ ‬الإقليمي‭. ‬

 

{ مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الدراسات‭ ‬

الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬بمركز‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا