اطلالة
هالة كمال الدين
halakamal99@hotmail.com
ذكر شرقي منقرض
في كتابه «ذكر شرقي منقرض» قال الدكتور محمد طه أستاذ الطب النفسي إنه في الماضي كان يوجد العديد من الصفات التي تحمل معنى الرجولة، وأنه يبقى الذكر كما ولد ذكرا، ومنها يتحول إلى الرجولة، وليس الذكورة، ومن يتصف بالذكورة وليس الرجولة يخسر العديد من العلاقات الحقيقية، ويعيش في علاقة متوترة مع شريك الحياة»!
وكأن الكاتب قد لامس الجرح في هذا الكتاب، واقترب كثيرا من حياة الكثير من الزوجات اليوم، واللاتي اضطررن كرها إلى القيام بأدوار الرجال، حيث يقول إنه أراد تقريب صورة الرجل من نفسه، واكتشافها من جديد، ومحاولة التغيير من الذكورة إلى الرجولة.
نعم، وانطلاقا من حالات واقعية صادفتها بنفسي (مع احترامي للكثير من الرجال الحقيقيين اسما وفعلا)، هناك نساء تحولن اليوم فعليا إلى رجال، فيما يتعلق بالشهامة وبتحمل المسؤولية، ليبقى السؤال:
أين الرجل الشرقي من صفاته التي عرف بها؟
أين الرجل الشهم الذي يتمتع بالنخوة والمروءة؟
لماذا انقلبت وتبدلت الأدوار فيما بين بعض الرجال وزوجاتهم؟
على من تقع المسؤولية في ذلك؟
على الأم؟
أم المدرسة؟
أم المجتمع وأفكاره وتقاليده؟
باختصار، هل خرج الرجل الشرقي ولم يعد؟
مؤخرا كشفت المستشارة الأسرية والاختصاصية الاجتماعية منيرة السكران أن الدراسات أثبتت أن 42% من أسباب الطلاق ترجع إلى الزوج المدلل، موضحة أن هذا الزوج ليس له ذنب، فقد نشأ وتربى على الدلال، وعلى الاستجابة لكل طلباته، وعلى عدم تحمله أي مسؤولية تجعله يعتمد على نفسه، ثم فجأة ينصدم بالحياة، ويصدم معه شريكته، التي تكتشف بأنها ارتبطت بطفل كبير مدلل.
هناك رأي شهير للزعيم هتلر يقول فيه: «البعض يعتقدون أنهم رجال لمجرد أنهم ليسوا نساء»!!
بالفعل، الرجولة ليست اسم مذكر، بل فعلا يذكر، وموقفا يشكر، أما الرجل الذي يتهرب من تحمل المسؤولية، ويبحث دائما عمن يغطيه، ليس له من الرجولة أكثر من الاسم!!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك