اطلالة
هالة كمال الدين
halakamal99@hotmail.com
كل الاحترام لأمثال غيتس وكوبان!
يقول الإمام الشافعي: «رأيت القناعة رأس الغنى.. فصرت بأذيالها ممتسك.. فلا ذا يراني على بابه.. ولا ذا يراني به منهمك.. فصرت غنيا بلا درهم.. أمر على الناس شبه الملك»!
وكأن هذا القول ينطبق على بعض الأثرياء منهم الملياردير الأمريكي مارك كوبان البالغ من العمر 64 عاما الذي قال مؤخرا إنه سيكون سعيدا لو كان لديه فقط 1% من ثروته المقدرة في الوقت الحالي بنحو 4.6 مليارات دولار، مؤكدا أنه لا يحتاج إلى ملياراته هذه بل يكفيه 1% فقط منها، أي ما يعادل 46 مليون دولار، مشيرا إلى أنه أعد نفسه للتقاعد وفي حوزته مليونا دولار حين بلغ سن 32 عاما بعد أن باع شركته الأولى.
يمثل الملياردير الأمريكي بيل غيتس نموذجا إيجابيا آخر للأغنياء حول العالم حيث تعهد بالتبرع بأمواله ليخرج من قائمة الشخصيات الأكثر ثراء في العالم، مؤكدا أنه ملتزم برد أمواله إلى المجتمع، ولعل جمعية غيتس الموجودة في عدد من الدول تجسد كلامه هذا على أرض الواقع فهي تعمل من أجل مكافحة الأمراض، وتحسين التعليم، ومعالجة مشاكل الصرف الصحي، وتعتبر ثاني أكبر جمعية خيرية في العالم بأصول تصل إلى حوالي خمسين مليار دولار، ويدعمها أثرياء آخرون مثل وارن بافيت.
في استطلاع رأي أجري حديثا تم الكشف عن أن المواطن الأمريكي العادي يرى أنه يحتاج إلى حوالي 1.7 مليون دولار للتقاعد بشكل مريح، هذا في الوقت الذي يعاني فيه اليوم بشدة من غلاء الأسعار الفاحش حيث وصل سعر وجبة الطعام التي تقدم للطالب في المدرسة إلى ثلاثة أضعاف سعرها من قبل بسبب ما يشهده العالم من تضخم طال كل شيء في الحياة.
ترى كم مليون دولار يحتاج إليها المواطن العربي العادي اليوم كي يشعر بالراحة حين يتقاعد؟!
بالطبع ليس هناك وجه للمقارنة، ولكن تبقى القناعة هي الشعور الوحيد للإحساس بالراحة قبل وبعد التقاعد، انطلاقا من الحكمة التي تقول «الوسادة تحمل رأس الغني والفقير»، وهو ما أكدته مقولة علي بن أبي طالب:
«لا غنى كالعقل.. ولا فقر كالجهل.. ولا ميراث كالأدب»!
فأنت غني أو فقير بشخصيتك.. لا بمالك!
وما أكثر تجارب الأغنياء والأثرياء التي أثبتت ذلك، والذين يرتفع عددهم بنسبة ملحوظة في السنوات الأخيرة، حيث ازدادت ثرواتهم بنسبة 17% بحسب دراسة حديثة أشارت إلى أن 45% منهم صنعوا أنفسهم بأنفسهم.
ويبقى السؤال:
هل الوصول إلى عالم المليارديرات هو ضربة حظ؟
أم موهبة؟
ومهما كانت الإجابة، نظل نكن كل الاحترام والتقدير لهؤلاء الأثرياء الذين لا يبخلون على مجتمعهم أمثال بيل غيتس، والذين يتمتعون بالقناعة أمثال كوبان!!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك