العدد : ١٧٠٨٠ - الجمعة ٢٧ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٦ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٨٠ - الجمعة ٢٧ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٦ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

زاوية غائمة

جعفـــــــر عبــــــــاس

jafasid09@hotmail.com

هذا ليس كلامي يا نساء (2)

يقول‭ ‬الباحث‭ ‬الاسترالي‭ ‬ألن‭ ‬بيس‭ ‬إن‭ ‬النساء‭ ‬يستخدمن‭ ‬80%‭ ‬من‭ ‬أمخاخهن‭ ‬عند‭ ‬الكلام،‭ ‬مقابل‭ ‬10%‭ ‬عند‭ ‬الرجال‭ ‬لنفس‭ ‬الغرض،‭ ‬ولهذا‭ ‬فإن‭ ‬النساء‭ ‬أكثر‭ ‬نجاحا‭ ‬في‭ ‬الأعمال‭ ‬التي‭ ‬تتطلب‭ ‬الحجة‭ ‬والاقناع،‭ ‬بينما‭ ‬نحن‭ ‬معشر‭ ‬الرجال‭ ‬نتفوق‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬التي‭ ‬تتطلب‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬فضاءات‭ ‬واسعة‭ ‬مثل‭ ‬قيادة‭ ‬السيارات‭ ‬وكرة‭ ‬القدم‭ ‬و«الصياعة‭ ‬الحرة‮»‬‭.‬

يا‭ ‬للخيبة؛‭ ‬ففي‭ ‬الدورات‭ ‬الأولمبية‭ ‬الأخيرة‭ ‬لعبت‭ ‬نساء‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬بطريقة‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬معظم‭ ‬المنتخبات‭ ‬العربية‭ ‬الذكورية،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬سجل‭ ‬النساء‭ ‬في‭ ‬قيادة‭ ‬السيارات‭ ‬انظف‭ ‬من‭ ‬سجل‭ ‬الرجال‭ ‬بكثير،‭ ‬والامر‭ ‬الذي‭ ‬يتأتى‭ ‬من‭ ‬كون‭ ‬المرأة‭ ‬مبرمجة‭ ‬بيولوجياً‭ ‬للثرثرة‭ ‬هو‭ ‬أنها‭ ‬تنقنق‭ ‬وتلت‭ ‬وتعجن‭ ‬وخاصة‭ ‬بعد‭ ‬الزواج،‭ ‬فكل‭ ‬مشكلة‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬تافهة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تخضع‭ ‬للنقاش‭ ‬والتحليل،‭ ‬فإذا‭ ‬سألت‭ ‬الزوج‭ ‬لماذا‭ ‬أتى‭ ‬إلى‭ ‬البيت‭ ‬متأخراً‭ ‬فإنها‭ ‬لا‭ ‬تعتبر‭ ‬ذهابه‭ ‬إلى‭ ‬المقابر‭ ‬لمواراة‭ ‬جثمان‭ ‬صديقه‭ ‬عذراً‭ ‬كافياً‭: ‬لماذا‭ ‬وبماذا‭ ‬مات؟‭ ‬ألم‭ ‬يكن‭ ‬من‭ ‬الأنسب‭ ‬دفن‭ ‬الجثمان‭ ‬غداً؟‭ ‬ثم‭ ‬ان‭ ‬صديقك‭ ‬هذا‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬مات‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يرد‭ ‬لك‭ ‬المبلغ‭ ‬الذي‭ ‬اقترضه‭ ‬قبل‭ ‬شهرين،‭ ‬وكان‭ ‬ينبغي‭ ‬ان‭ ‬تشعره‭ ‬بغضبك‭ ‬منه‭ ‬بعدم‭ ‬السير‭ ‬في‭ ‬جنازته‭.‬

كلما‭ ‬حاسبتني‭ ‬زوجتي‭ ‬على‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬البيت‭ ‬بعد‭ ‬العاشرة‭ ‬مساء‭ ‬تذكرت‭ ‬تلك‭ ‬المرة‭ ‬التي‭ ‬استيقظت‭ ‬فيها‭ ‬في‭ ‬نحو‭ ‬الخامسة‭ ‬صباحاً‭ ‬خلال‭ ‬العطلة‭ ‬الصيفية‭ ‬الماضية‭ ‬لأجد‭ ‬ابنتي‭ ‬مروة‭ ‬جالسة‭ ‬أمام‭ ‬شاشة‭ ‬التلفزيون‭ ‬فلما‭ ‬رأت‭ ‬الشرر‭ ‬يتطاير‭ ‬من‭ ‬عيني‭ ‬قالت‭ ‬ما‭ ‬معناه‭: ‬أنا‭ ‬لم‭ ‬أسهر‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬هناك‭ ‬هو‭ ‬ان‭ ‬الفجر‭ ‬اتى‭ ‬مبكراً‭ ‬اليوم،‭ ‬ولأنني‭ ‬كنت‭ ‬نصف‭ ‬نائم‭ ‬فإنني‭ ‬لم‭ ‬اقدر‭ ‬عبقريتها‭ ‬حق‭ ‬قدرها‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬طلوع‭ ‬الشمس،‭ ‬وطورت‭ ‬نظريتها‭ ‬تلك‭ ‬في‭ ‬مرة‭ ‬أتيت‭ ‬فيها‭ ‬إلى‭ ‬البيت‭ ‬متأخراً‭ ‬وقلت‭ ‬لزوجتي‭ ‬انني‭ ‬غادرت‭ ‬بتوقيت‭ ‬غرينتش‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬فإنني‭ ‬عدت‭ ‬إليه‭ ‬في‭ ‬التاسعة‭ ‬مساء‭ ‬بتوقيت‭ ‬غرينتش‭ ‬وليس‭ ‬في‭ ‬الثانية‭ ‬عشرة‭ ‬كما‭ ‬تتوهم‭. ‬فزال‭ ‬غضبها‭ ‬وقالت‭ ‬لي‭: ‬إذن‭ ‬اخرج‭ ‬بتوقيت‭ ‬غرينتش‭ ‬وهات‭ ‬لنا‭ ‬ثلاثة‭ ‬كيلوجرامات‭ ‬من‭ ‬اللحم‭ ‬المفروم‭.‬

وكان‭ ‬لي‭ ‬صديق‭ ‬مسكين‭ ‬كلما‭ ‬عاد‭ ‬إلى‭ ‬البيت‭ ‬في‭ ‬الرابعة‭ ‬فجراً‭ ‬وأحست‭ ‬زوجته‭ ‬بحركته‭ ‬ونظرت‭ ‬إلى‭ ‬ساعة‭ ‬الحائط‭ ‬أوهمها‭ ‬بأنه‭ ‬قام‭ ‬على‭ ‬التو‭ ‬من‭ ‬فراشه‭ ‬وشرع‭ ‬في‭ ‬ارتداء‭ ‬ملابسه‭ ‬لقضاء‭ ‬مهمة‭ ‬رسمية‭ ‬عاجلة،‭ ‬ثم‭ ‬توجه‭ ‬إلى‭ ‬سيارته‭ ‬ينام‭ ‬فيها‭ ‬نحو‭ ‬ساعتين‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يتوجه‭ ‬إلى‭ ‬المكتب‭ ‬ووجهه‭ ‬يلعن‭ ‬قفاه‭.‬

ما‭ ‬أقصد‭ ‬أن‭ ‬أقوله‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬المرأة‭ ‬معذورة‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬نقناقة‭ ‬وطنطانة‭ ‬لأنها‭ ‬خلقت‭ ‬كذلك،‭ ‬ولكن‭ ‬ما‭ ‬عذر‭ ‬النساء‭ ‬في‭ ‬أنهن‭ ‬لا‭ ‬يمرضن‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬الزواج؟‭ ‬فجميع‭ ‬الامراض‭ ‬الخطرة‭ ‬أو‭ ‬المزمنة‭ ‬تصيب‭ ‬النساء‭ ‬بعد‭ ‬الزواج،‭ ‬ربما‭ ‬لأنهن‭ ‬حساسات‭ ‬ولا‭ ‬يردن‭ ‬إرهاق‭ ‬وإزعاج‭ ‬ذويهن،‭ ‬والأمر‭ ‬الآخر‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬النساء‭ ‬يترهلن‭ ‬بعد‭ ‬الزواج؛‭ ‬فأنت‭ ‬تتزوج‭ ‬بواحدة‭ ‬في‭ ‬منتهى‭ ‬الرشاقة‭ ‬وتلقي‭ ‬نظرة‭ ‬حانية‭ ‬عليها‭ ‬وهي‭ ‬تجلس‭ ‬إلى‭ ‬جوارك‭ ‬على‭ ‬الكوشة‭ ‬لتكتشف‭ ‬أنها‭ ‬بدأت‭ ‬تتمدد‭ ‬وتنبعج‭ ‬حتى‭ ‬قبل‭ ‬انصراف‭ ‬ضيوف‭ ‬الحفل‭.‬

وبعد‭ ‬سنتين‭ ‬من‭ ‬الزواج‭ ‬تصبح‭ ‬مربعة‭ ‬أو‭ ‬مكعبة،‭ ‬أما‭ ‬إذا‭ ‬أنجبت‭ ‬طفلين‭ ‬فإنها‭ ‬تصبح‭ ‬ذات‭ ‬كراديس‭ ‬مكلكعة،‭ ‬وأعتقد‭ ‬أن‭ ‬النساء‭ ‬العربيات‭ ‬يترهلن‭ ‬تشبهاً‭ ‬بالرجال‭ ‬العرب‭ ‬المشهود‭ ‬لهم‭ ‬بضخامة‭ ‬وفخامة‭ ‬الكروش‭ ‬وانتفاخ‭ ‬الأوداج،‭ ‬ولكن‭ ‬إنصافاً‭ ‬للنساء‭ ‬فإن‭ ‬معظمهن‭ ‬يستدركن‭ ‬ويعملن‭ ‬على‭ ‬خفض‭ ‬أوزانهن‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تزوغ‭ ‬عين‭ ‬الزوج‭ ‬إلى‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬بنات‭ ‬آخر‭ ‬الزمان‭ ‬البلاستيكيات‭ ‬الخاليات‭ ‬من‭ ‬اللحوم‭ ‬والدهون‭ ‬والكولسترول‭.‬

أما‭ ‬الرجل‭ ‬العربي‭ ‬فإنه‭ ‬لا‭ ‬يمارس‭ ‬الرياضة‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬المال؛‭ ‬بمعنى‭ ‬أن‭ ‬يمارس‭ ‬لعبة‭ ‬تدر‭ ‬عليه‭ ‬مبلغاً‭ ‬من‭ ‬المال،‭ ‬أو‭ ‬بقرار‭ ‬طبي‭ ‬عندما‭ ‬ينصحه‭ ‬الطبيب‭ ‬بالتخلص‭ ‬من‭ ‬أربعين‭ ‬كيلوجراماً‭ ‬فيتخلص‭ ‬من‭ ‬أربعة‭ ‬ويقيم‭ ‬حفلاً‭ ‬بتلك‭ ‬المناسبة‭ ‬يأكل‭ ‬فيه‭ ‬ما‭ ‬يرد‭ ‬إليه‭ ‬الكيلوجرامات‭ ‬الأربعة‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬ساعات،‭ ‬ولكن‭ ‬بصفة‭ ‬عامة‭ ‬فإن‭ ‬المرأة‭ ‬أكثر‭ ‬رقياً‭ ‬وتحضراً‭ ‬من‭ ‬الرجل؛‭ ‬فهي‭ ‬مثل‭ ‬الكمبيوتر‭ ‬تتكلم‭ ‬مع‭ ‬نظيراتها‭ ‬لغة‭ ‬لا‭ ‬يعرفها‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬خلقها‭ ‬وتختزن‭ ‬في‭ ‬ذاكرتها‭ ‬كل‭ ‬صغيرة‭ ‬وكبيرة‭ ‬وتسترجعها‭ ‬عند‭ ‬الطلب،‭ ‬ومثل‭ ‬الكمبيوتر‭ ‬فهي‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬ملحقات‭ ‬وإكسسوارات‭ ‬دائمة‭ ‬التجدد‭.‬

إقرأ أيضا لـ"جعفـــــــر عبــــــــاس"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا