اطلالة
هالة كمال الدين
halakamal99@hotmail.com
شكرا للدكتور علام على هذا التبيان
مؤخرا أدلى الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم بتصريح غاية في الأهمية قال فيه إن الفتوى صنعة من الصنعات الثقيلة، لأن لها منهجية علمية لا تتوافر في فتاوى غير المتخصصين، وهو ما تم رصده من خلال فتاوى تخرج علينا من وقت إلى آخر، موضحا أن أصحابها ليس لديهم تثبت ولا إدراك للواقع ولا مآلات ما يصدرونه من فتاوى، خلافا للمتخصصين من علماء الدين الذين حصلوا العلوم ولديهم المنهجية وتدربوا على تطبيقها وهو أمر يحتاج إلى تدرج.
وأضاف أنه عندما نعمق النظر في مكونات الفتوى نجد أنها تتكون من جملة من العناصر المتكاملة التي جاءت لتجيب عنها، وأنه يمكن حصرها في أربعة أسئلة هي:
هل؟ الذي يعني.. هل ثبت في هذه المسألة نص شرعي ومن ثم التثبت الذي هو من الأسس المنهجية لدى العلماء المسلمين على كافة العصور؟
والسؤال الثاني هو ماذا؟
بمعنى ما المراد من هذا النص؟
والسؤال الثالث لماذا؟
ويتعلق بمسألة التعليل؛ أي لماذا شرع الله سبحانه وتعالى عبادة معينة أو حكما معينا ويبدأ العقل في التفاعل ويفهمنا مقصود الشريعة الإسلامية من ذلك وأن الأوامر الشرعية إنما جاءت من أجل تحقيق مصالح الخلق، وأن النواهي لدفع الضرر والمفاسد عن الناس.
أما السؤال الرابع فهو كيف؟
ونعني به كيفية إنزال الحكم على الواقع، وهذا يحتاج الى تدريب وتأهيل للمفتي للنزول بالحكم الشرعي على أرض الواقع بعد إدراك المتغيرات والمآلات.
وشدد مفتي الجمهورية على مسألة أخرى خطيرة، وهي أهمية عدم تحيز أي مفتي من المفتين لمذهبه الفقهي الذي يجب ألا يؤثر في حركة الفتوى، حيث إن التمذهب لا يعني التعصب، بل يعني الانطلاق من منهجية علمية لإنزال حكم الله الوارد في النصوص الشرعية على الوقائع الحادثة، وذلك بضوابط علمية محددة ومناهج واضحة وتسلسل موصول برسول الله صلى الله عليه وسلم.
حقيقة حين قرأت هذا التصريح الرصين العميق الذي ينم عن فكر علمي متحضر رزين، قررت أن أنقله حرفيا في هذه السطور عله يصل إلى أمثال هؤلاء الذين يتبارون ويتصارعون في صناعة «الفتاوى» أو بالأحرى «البلاوي» المضحكة المبكية الشاذة السخيفة المتطرفة التي يتحفوننا بها بشكل يكاد يكون شبه يومي في هذا العصر، متطاولين بذلك على ديننا الحنيف وعلى فقهائه المختصين، علهم يتراجعون ويتوقفون عما يقترفونه من أخطاء وذنوب جسيمة في حق البشرية والإنسانية!
وكل الشكر والامتنان والتقدير للدكتور شوقي علام على هذا التبيان المهم.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك