العدد : ١٧٠٩٨ - الثلاثاء ١٤ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ١٤ رجب ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٩٨ - الثلاثاء ١٤ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ١٤ رجب ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

فرصة أخيرة لإيران لوقف برنامجها النووي قبل التدخل الأمريكي.. رؤية غربية

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الثلاثاء ١٤ يناير ٢٠٢٥ - 02:00

بينما‭ ‬تستعد‭ ‬إدارة‭ ‬الحزب‭ ‬الجمهوري‭ ‬بقيادة‭ ‬‮«‬دونالد‭ ‬ترامب‮»‬،‭ ‬للعودة‭ ‬إلى‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬بعد‭ ‬أربع‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬حكم‭ ‬الديمقراطيين،‭ ‬تبرز‭ ‬مواجهة‭ ‬البرنامج‭ ‬النووي‭ ‬الإيراني‭ ‬المتسارع،‭ ‬كأولوية‭ ‬على‭ ‬أجندتها‭ ‬للسياسة‭ ‬الخارجية‭. ‬وكان‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬،‭ ‬قد‭ ‬انسحب‭ ‬في‭ ‬2018‭ ‬بشكل‭ ‬أحادي‭ ‬من‭ ‬‮«‬خطة‭ ‬العمل‭ ‬الشاملة‭ ‬المشتركة‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬تفاوض‭ ‬عليها‭ ‬سلفه‭ ‬‮«‬باراك‭ ‬أوباما‮»‬،‭ ‬وشرع‭ ‬في‭ ‬حملة‭ ‬‮«‬الضغط‭ ‬الأقصى‮»‬‭ ‬ضد‭ ‬طهران؛‭ ‬بهدف‭ ‬إجبارها‭ ‬على‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬طاولة‭ ‬المفاوضات‭.‬

وردًا‭ ‬على‭ ‬انسحاب‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬‭ ‬من‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي،‭ ‬كثفت‭ ‬إيران‭ ‬جهودها‭ ‬في‭ ‬تخصيب‭ ‬اليورانيوم‭ ‬وسرّعت‭ ‬برنامجها‭ ‬النووي،‭ ‬مما‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬احتمالية‭ ‬ظهور‭ ‬دولة‭ ‬أخرى‭ ‬مسلحة‭ ‬نوويًا‭. ‬وفي‭ ‬المقابل،‭ ‬يتوقع‭ ‬المراقبون‭ ‬أن‭ ‬تعود‭ ‬إدارة‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬‭ ‬في‭ ‬ولايتها‭ ‬الثانية،‭ ‬إلى‭ ‬تبني‭ ‬استراتيجية‭ ‬‮«‬الضغط‭ ‬الأقصى‮»‬،‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬تعيين‭ ‬شخصيات‭ ‬بارزة‭ ‬من‭ ‬صقور‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية،‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬ماركو‭ ‬روبيو‮»‬،‭ ‬كوزير‭ ‬للخارجية،‭ ‬و«مايك‭ ‬والتز‮»‬،‭ ‬مستشارًا‭ ‬للأمن‭ ‬القومي‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬المشهد‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬في‭ ‬يناير‭ ‬2025،‭ ‬يتسم‭ ‬بتغيرات‭ ‬جذرية،‭ ‬مقارنة‭ ‬بما‭ ‬كان‭ ‬عليه‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬‭ ‬عند‭ ‬مغادرة‭ ‬منصبه‭. ‬وشهد‭ ‬عام‭ ‬2024‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬الأحداث‭ ‬الكبرى،‭ ‬أبرزها‭ ‬حرب‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬غزة،‭ ‬وغزوها‭ ‬للبنان،‭ ‬وشنها‭ ‬ضربات‭ ‬صاروخية‭ ‬متعددة‭ ‬ضد‭ ‬إيران،‭ ‬وسقوط‭ ‬نظام‭ ‬بشار‭ ‬الأسد‭ ‬في‭ ‬سوريا،‭ ‬وقد‭ ‬أسفرت‭ ‬هذه‭ ‬التطورات‭ ‬عن‭ ‬إضعاف‭ ‬كبير‭ ‬لما‭ ‬يُعرف‭ ‬بـ«محور‭ ‬المقاومة‮»‬‭ ‬في‭ ‬طهران،‭ ‬أو‭ ‬كما‭ ‬وصفته‭ ‬‮«‬كارولين‭ ‬هاولي‮»‬،‭ ‬من‭ ‬شبكة‭ ‬‮«‬بي‭ ‬بي‭ ‬سي‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬أصبح‭ ‬‮«‬مُحطمًا‮»‬‭.‬

‮ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬الوضع‭ ‬الاستثنائي‭ ‬الذي‭ ‬تواجهه‭ ‬‮«‬إدارة‭ ‬ترامب‮»‬‭ ‬مع‭ ‬عودتها‭ ‬إلى‭ ‬السلطة‭ ‬في‭ ‬20‭ ‬يناير‭ ‬2025،‭ ‬يرى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المعلقين‭ ‬الغربيين‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬فرصة‭ ‬لإحياء‭ ‬الجهود‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬مع‭ ‬إيران‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬لا‭ ‬تُستبعد‭ ‬إمكانية‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬الضربات‭ ‬العسكرية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬إذا‭ ‬استمرت‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬برنامجها‭ ‬النووي‭. ‬ووصف‭ ‬‮«‬ريتشارد‭ ‬نيفيو‮»‬‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬فورين‭ ‬أفيرز‮»‬،‭ ‬‮«‬العام‭ ‬الجديد‮»‬،‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬الفرصة‭ ‬الأخيرة‭ ‬لطهران‭ ‬في‭ ‬نظر‭ ‬الحكومات‭ ‬الغربية‮»‬،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تمنح‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬فرصة‭ ‬أخيرة،‭ ‬مع‭ ‬التحضير‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬لاستخدام‭ ‬القوة‭ ‬العسكرية‭ ‬ضد‭ ‬المنشآت‭ ‬النووية‭ ‬الإيرانية‭ ‬إذا‭ ‬لزم‭ ‬الأمر‭.‬

وعلى‭ ‬نحو‭ ‬مماثل،‭ ‬كتب‭ ‬‮«‬ريتشارد‭ ‬هاس‮»‬،‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الصحيفة‭ ‬عن‭ ‬‮«‬الفرصة‭ ‬المواتية‭ ‬بالنسبة‭ ‬لإيران‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬‮«‬يستدعي‭ ‬النهج‭ ‬الأكثر‭ ‬إيجابية‮»‬‭ ‬لواشنطن،‭ ‬وحلفائها‭ ‬‮«‬مواصلة‭ ‬هدفها‭ ‬المتمثل‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬تشكيل‭ ‬سياسة‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬الإيرانية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الدبلوماسية‮»‬،‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬يسترعي‭ ‬أيضاً‭ ‬‮«‬التحرك‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬القدرة‭ ‬والاستعداد‭ ‬لاستخدام‭ ‬القوة‭ ‬العسكرية»؛‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬‮«‬تعالج‭ ‬طهران‭ ‬المخاوف‭ ‬الأمريكية‭ ‬والغربية‭ ‬بشكل‭ ‬كاف‮»‬،‭ ‬بشأن‭ ‬انتشارها‭ ‬النووي‭.‬

ومن‭ ‬بين‭ ‬خلافات‭ ‬‮«‬الولايات‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬وحلفائها‭ ‬الغربيين‭ ‬مع‭ ‬إيران‭ -‬مثل‭ ‬تسليح‭ ‬ودعم‭ ‬وكلائها‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬أنحاء‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وقمع‭ ‬حقوق‭ ‬شعبها‭ -‬اعتبر‭ ‬‮«‬هاس‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬برنامجها‭ ‬النووي،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬أولويات‭ ‬صناع‭ ‬السياسة‭ ‬الأمريكيين‭. ‬ومع‭ ‬الهجمات‭ ‬العسكرية‭ ‬التي‭ ‬شنتها‭ ‬إسرائيل‭ ‬ضد‭ ‬منشآت‭ ‬البرنامج‭ ‬النووي‭ ‬الإيراني،‭ ‬أبدت‭ ‬واشنطن‭ ‬حماسًا‭ ‬ملحوظًا‭ ‬للسير‭ ‬على‭ ‬خطى‭ ‬حليفتها‭.‬

وأوضح‭ ‬‮«‬نيفيو‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬الأصوات‭ ‬المتشددة‭ ‬في‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬دعت‭ ‬إلى‭ ‬شن‭ ‬هجمات‭ ‬مباشرة‭ ‬ضد‭ ‬إيران‭ ‬خلال‭ ‬العِقدين‭ ‬الماضيين،‭ ‬قوبلت‭ ‬بالرفض‭ ‬المتكرر‭ ‬استنادًا‭ ‬إلى‭ ‬مبررات‭ ‬مقنعة،‭ ‬مفادها‭ ‬أن‭ ‬‮«‬قدرات‭ ‬إيران‭ ‬النووية‭ ‬غير‭ ‬ناضجة‮»‬،‭ ‬وأن‭ ‬‮«‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬اتفق‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬أن‭ ‬تثبت‭ ‬أن‭ ‬نواياها‭ ‬النووية‭ ‬سلمية‭ ‬تمامًا‮»‬،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬العقوبات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬المفروضة‭ ‬عليها‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬أرغمتها‭ ‬على‭ ‬التفاوض»؛‭ ‬لكن‭ ‬بحلول‭ ‬2025،‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬الوضع‭ ‬تغير،‭ ‬حيث‭ ‬أصبحت‭ ‬تمتلك‭ ‬‮«‬كل‭ ‬ما‭ ‬تحتاجه‭ ‬تقريبًا‭ ‬لصنع‭ ‬سلاح‭ ‬نووي‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬منقسم‭ ‬حول‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬ينبغي‭ ‬الضغط‭ ‬عليها‭ ‬للتخلي‭ ‬عن‭ ‬برنامجها‭ ‬النووي‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يوجه‭ ‬فيه‭ ‬الاتهام‭ ‬إلى‭ ‬الصين،‭ ‬وروسيا،‭ ‬والهند‭ ‬لمساعدتها‭ ‬في‭ ‬خرق‭ ‬العقوبات‭ ‬الدولية‭ ‬المفروضة‭ ‬عليها‭.‬

وفي‭ ‬العام‭ ‬الماضي،‭ ‬شهدت‭ ‬التحركات‭ ‬العسكرية‭ ‬الأمريكية‭ ‬ضد‭ ‬المواقع‭ ‬النووية‭ ‬الإيرانية،‭ ‬سواء‭ ‬عبر‭ ‬تنفيذها‭ ‬مباشرة‭ ‬أو‭ ‬بدعم‭ ‬وثيق‭ ‬من‭ ‬إسرائيل،‭ ‬تصاعداً‭ ‬ملحوظاً‭ ‬في‭ ‬الخطاب‭ ‬السياسي‭ ‬الأمريكي‭. ‬وأعرب‭ ‬‮«‬دون‭ ‬بيكون‮»‬،‭ ‬عضو‭ ‬لجنة‭ ‬الخدمات‭ ‬المسلحة‭ ‬بمجلس‭ ‬النواب،‭ ‬عن‭ ‬تأييده‭ ‬لشن‭ ‬هجمات‭ ‬على‭ ‬أهداف‭ ‬إيرانية،‭ ‬مشيراً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬هؤلاء‭ ‬الرجال‭ ‬يمقتوننا،‭ ‬ويكرهون‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وقد‭ ‬فقدنا‭ ‬الردع‮»‬‭ ‬مضيفا‭ ‬أن‭ ‬على‭ ‬واشنطن‭ ‬استغلال‭ ‬‮«‬الفرصة‮»‬‭ ‬الحالية‭ ‬لـ«تدمير‭ ‬قدراتهم‭ ‬النووية‮»‬‭. ‬ومن‭ ‬جانبه،‭ ‬شدد‭ ‬السيناتور‭ ‬‮«‬تومي‭ ‬توبرفيل‮»‬،‭ ‬عضو‭ ‬لجنة‭ ‬الخدمات‭ ‬المسلحة‭ ‬بمجلس‭ ‬الشيوخ‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬‮«‬منع‭ ‬إيران‭ ‬من‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬سلاح‭ ‬نووي،‭ ‬أو‭ ‬تهديد‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وحلفائها‮»‬‭. ‬وأضاف‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬خيار‭ ‬أمام‭ ‬ترامب‭ ‬سوى‭ ‬‮«‬استخدام‭ ‬كافة‭ ‬الوسائل‭ ‬المتاحة‭ ‬لضمان‭ ‬أمن‭ ‬الأمريكيين‭ ‬وحلفائنا‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬هذا‭ ‬التهديد‭ ‬الحقيقي‭ ‬والخطير‭ ‬للغاية‮»‬‭.‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬لا‭ ‬تقتصر‭ ‬هذه‭ ‬التوجهات‭ ‬على‭ ‬الحزب‭ ‬الجمهوري‭ ‬وحده،‭ ‬إذ‭ ‬كشف‭ ‬‮«‬باراك‭ ‬رافيد‮»‬،‭ ‬من‭ ‬موقع‭ ‬‮«‬أكسيوس‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬جيك‭ ‬سوليفان‮»‬،‭ ‬مستشار‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬الحالي،‭ ‬قد‭ ‬عرض‭ ‬على‭ ‬‮«‬جو‭ ‬بايدن‮»‬،‭ ‬‮«‬خيارات‭ ‬لهجوم‭ ‬أمريكي‭ ‬محتمل‭ ‬على‭ ‬منشآت‭ ‬إيران‭ ‬النووية‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬أقدمت‭ ‬على‭ ‬تسريع‭ ‬عملية‭ ‬تخصيب‭ ‬اليورانيوم‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬انتقال‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭.‬

من‭ ‬جانبه،‭ ‬أقر‭ ‬‮«‬هاس‮»‬،‭ ‬بأن‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬‮«‬أضعف‭ ‬مما‭ ‬كان‭ ‬عليه‭ ‬منذ‭ ‬عقود‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬مواجهة‭ ‬أصوات‭ ‬المشرعين‭ ‬الأمريكيين‭ ‬المؤيدين‭ ‬للجوء‭ ‬إلى‭ ‬الهجمات‭ ‬العسكرية‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي؛‭ ‬حذر‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬‮«‬التجارب‭ ‬السابقة‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬صعوبة‭ ‬توقع‭ ‬النتائج‭ ‬المرجوة‭ ‬من‭ ‬استخدام‭ ‬القوة‭ ‬العسكرية‭ ‬أو‭ ‬العقوبات‭ ‬الاقتصادية‮»‬‭ ‬الهادفة‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬إسقاط‭ ‬النظام‭ ‬السياسي‭ ‬الحالي‭ ‬واستبداله‭ ‬بنظام‭ ‬أفضل‮»‬،‭ ‬مضيفا‭ ‬أن‭ ‬‮«‬التطورات‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬الأشهر‭ ‬الخمسة‭ ‬عشر‭ ‬الماضية‭ ‬خلقت‭ ‬فرصة‭ ‬غير‭ ‬متوقعة‭ ‬لكبح‭ ‬جماح‭ ‬إيران‮»‬،‭ ‬وأن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الفرصة‭ ‬لا‭ ‬ينبغي‭ ‬‮«‬إهدارها‮»‬،‭ ‬وأن‭ ‬‮«‬النهج‭ ‬الصحيح‭ ‬لواشنطن‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬تبدأ‭ ‬بالدبلوماسية‮»‬،‭ ‬بالاتساق‭ ‬مع‭ ‬التهديد‭ ‬باستخدام‭ ‬القوة‭. ‬

وفي‭ ‬سياق‭ ‬مشابه،‭ ‬دعا‭ ‬‮«‬نيفيو‮»‬،‭ ‬إدارة‭ ‬ترامب‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬بذل‭ ‬جهد‭ ‬أخير‭ ‬للتفاوض‭ ‬على‭ ‬وقف‭ ‬البرنامج‭ ‬النووي‭ ‬الإيراني‮»‬،‭ ‬خلال‭ ‬الأسابيع‭ ‬والأشهر‭ ‬الأولى،‭ ‬مع‭ ‬التأكيد‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬‮«‬الاستعداد‭ ‬لعمل‭ ‬عسكري‭ ‬منذ‭ ‬الآن،‭ ‬وضمان‭ ‬أن‭ ‬تدرك‭ ‬إيران‭ ‬جدية‭ ‬هذا‭ ‬التهديد‮»‬‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬‮«‬الوضع‭ ‬المتقلب‮»‬،‭ ‬رأى‭ ‬‮«‬نيفيو‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬‮«‬أسبابًا‭ ‬للتفاؤل‮»‬،‭ ‬بنتيجة‭ ‬إيجابية‭ ‬لهذا،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬كيفية‭ ‬امتثال‭ ‬طهران‭ ‬لشروط‭ ‬‮«‬خطة‭ ‬العمل‭ ‬الشاملة‭ ‬المشتركة‮»‬،‭ ‬حتى‭ ‬انسحاب‭ ‬ترامب‭ ‬منه‭ ‬في‭ ‬2018‭. ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬زعم‭ ‬أن‭ ‬ترامب‭ ‬وجمهورييه‭ ‬‮«‬في‭ ‬وضع‭ ‬جيد‭ ‬لهندسة‭ ‬بديل‮»‬‭ ‬للاتفاق‭ ‬النووي‭ ‬لعام‭ ‬2015‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬التحديد؛‭ ‬‮«‬لأنهم‭ ‬انسحبوا‭ ‬منه‭ ‬من‭ ‬قبل،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬كيف‭ ‬فشلت‭ ‬محاولات‭ ‬‮«‬بايدن‮»‬،‭ ‬لاستعادة‭ ‬الاتفاق‭ ‬في‭ ‬عامي‭ ‬2021‭ ‬و2022؛‭ ‬لفقدان‭ ‬طهران‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬قدرة‭ ‬واشنطن‭ ‬على‭ ‬الوفاء‭ ‬باتفاق‭ ‬بعد‭ ‬انتقال‭ ‬السلطة‮»‬‭.‬

وبحسب‭ ‬‮«‬كيسلي‭ ‬دافنبورت‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬جمعية‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬الأسلحة‮»‬،‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬أن‭ ‬‮«‬تدرك‭ ‬إدارة‭ ‬ترامب‭ ‬أهمية‭ ‬إرسال‭ ‬إشارات‭ ‬مبكرة‭ ‬ومتسقة‭ ‬إلى‭ ‬إيران‭ ‬بأنها‭ ‬مهتمة‭ ‬بالبدء‭ ‬بسرعة‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬التفاوض»؛‭ ‬بغية‭ ‬‮«‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬الأشهر‭ ‬الستة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬2025‮»‬‭. ‬ونتيجة‭ ‬لذلك،‭ ‬أضافت‭ ‬أن‭ ‬كبار‭ ‬الجمهوريين،‭ ‬بمن‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الرئيس‭ ‬المنتخب،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬‮«‬يدينوا‭ ‬الحديث‭ ‬غير‭ ‬الدقيق‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬العسكري‭ ‬الوقائي‭ ‬ضدها‮»‬‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬الالتفات‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬التحذيرات،‭ ‬ففي‭ ‬مقابلة‭ ‬مع‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬تايم‮»‬‭ ‬في‭ ‬ديسمبر‭ ‬2024،‭ ‬أكد‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬،‭ ‬‮«‬إمكانية‭ ‬حدوث‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬المتبدل‭ ‬للغاية‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬حالة‭ ‬فشل‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الدعوات‭ ‬المتزايدة‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬وخارج‭ ‬الإدارة‭ ‬الجمهورية‭ ‬القادمة‭ ‬لترامب‭ ‬لإصدار‭ ‬أمر‭ ‬بضربات‭ ‬عسكرية‭ ‬أمريكية‭ ‬ضد‭ ‬المنشآت‭ ‬النووية‭ ‬الإيرانية؛‭ ‬أقر‭ ‬‮«‬هاس‮»‬،‭ ‬بما‭ ‬سيجلبه‭ ‬هذا‭ ‬من‭ ‬عواقب‭ ‬وخيمة،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬ولكن‭ ‬أيضًا‭ ‬على‭ ‬العالم‭ ‬بأسره،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬صدمة‭ ‬كبيرة‭ ‬لسوق‭ ‬الطاقة‭ ‬الدولية‭. ‬واعترف‭ ‬‮«‬نيفيو‮»‬،‭ ‬أيضًا‭ ‬بأن‭ ‬هذا‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬‮«‬يخلق‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الفوضى‭ ‬وعدم‭ ‬الاستقرار‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‮»‬،‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬تعرض‭ ‬إيران‭ ‬لهجوم‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬قوة‭ ‬نووية‭ ‬مؤكدة‭ ‬يعني‭ ‬أنها‭ ‬‮«‬ستكون‭ ‬لديها‭ ‬حافز‭ ‬جديد‭ ‬لتطوير‭ ‬رادعها‭ ‬الخاص‮»‬‭ ‬بمعدل‭ ‬أسرع‭.‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬نيفيو‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬احتمالات‭ ‬فشل‮»‬‭ ‬الضربات‭ ‬الأمريكية‭ ‬المباشرة‭ ‬على‭ ‬المنشآت‭ ‬النووية‭ ‬الإيرانية‭ ‬‮«‬مرتفعة‮»‬،‭ ‬موضحا‭ ‬أن‭ ‬طهران‭ ‬قد‭ ‬تلجأ‭ ‬إلى‭ ‬نقل‭ ‬اليورانيوم‭ ‬العالي‭ ‬التخصيب‭ ‬إلى‭ ‬مواقع‭ ‬سرية‭ ‬كإجراء‭ ‬احترازي،‭ ‬مما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬الهجوم‭ ‬‮«‬قد‭ ‬يؤخر‭ ‬فقط‭ ‬التسلح‭ ‬النووي‭ ‬الإيراني‮»‬‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يوقفه‭ ‬تمامًا‭. ‬وفي‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬السيناريو،‭ ‬رأى‭ ‬أن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬ستجد‭ ‬نفسها‭ ‬مضطرة‭ ‬إما‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬مهاجمة‭ ‬إيران‭ ‬بشكل‭ ‬مستمر‮»‬،‭ ‬أو‭ ‬‮«‬تنفيذ‭ ‬هجوم‭ ‬أوسع‭ ‬نطاقًا‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬وصفه‭ ‬بـ«الطرح‭ ‬الأحمق‭ ‬إذا‭ ‬افترضنا‭ ‬أن‭ ‬واشنطن‭ ‬مستعدة‭ ‬للالتزام‭ ‬بهذا‭ ‬المستوى‭ ‬من‭ ‬التصعيد‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬أكد‭ ‬‮«‬نيفيو‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬الحل‭ ‬الأفضل‭ ‬والأكثر‭ ‬استدامة‭ ‬لهذه‭ ‬القضية،‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬اتفاق‭ ‬دبلوماسي‮»‬‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬هاس‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تحقيق‭ ‬هذا‭ ‬الحل‭ ‬يتطلب‭ ‬المضي‭ ‬قدمًا‭ ‬في‭ ‬متابعته‭ ‬بالتزامن‭ ‬مع‭ ‬التهديدات‭ ‬بالعمل‭ ‬العسكري،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬التحرك‭ ‬الفوري‭ ‬لاحتمال‭ ‬أن‭ ‬تسعى‭ ‬إيران‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬إعادة‭ ‬ترتيب‭ ‬أوراقها‭ ‬ولم‭ ‬شمل‭ ‬وكلائها‭ ‬في‭ ‬المنطقة‮»‬،‭ ‬مما‭ ‬يمكنها‭ ‬من‭ ‬استعادة‭ ‬مكانتها‭ ‬الاستراتيجية‭.‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬فإن‭ ‬توافق‭ ‬الأكاديميين‭ ‬وصناع‭ ‬السياسات‭ ‬في‭ ‬واشنطن،‭ ‬من‭ ‬المنتمين‭ ‬لكلا‭ ‬الحزبين‭ ‬الرئيسيين،‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الطرح،‭ ‬يوفر‭ ‬استبصارًا‭ ‬حول‭ ‬نهج‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭. ‬ومع‭ ‬إثارة‭ ‬‮«‬نيفيو‮»‬،‭ ‬لما‭ ‬قد‭ ‬يترتب‭ ‬على‭ ‬شن‭ ‬هجوم‭ ‬أمريكي‭ ‬من‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬فرصة‭ ‬للعودة‭ ‬إلى‭ ‬العمل‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬بعد‭ ‬ذلك،‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬الواضح‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬تحولًا‭ ‬جادًا‭ ‬في‭ ‬ميول‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬نحو‭ ‬الاستعداد‭ ‬لشن‭ ‬هجمات‭ ‬مباشرة،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تنفذها‭ ‬إسرائيل‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا