حاصلة على أول رسالة دكتوراه من نوعها بالبحرين عن اتجاهات الجمهور البحريني نحو استخدام إعلام الأنفوجرافيك في حملات التوعية الصحية.. اختصاصي أول إصدارات إعلامية بالمجلس الأعلى للمرأة.. حصة راشد الكبيسي لــ «أخبار الخليج»:
يقول الكاتب اللاتيني بوبليوس سيرون «من له إرادة له القوة»!
نعم، من يصمم على الوصول والمواصلة يقترب من النصر وبكل مهارة، والأهم أن يؤمن بأنه بالصبر يحقق كل أمانيه، وذلك عملا بقول الله سبحانه وتعالى «إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب»، فهو كجناحين يحملانه بسلام فوق أمواج الحياة، وبه يبلغ المرء مراده حتى لو كان يراه البعض مستحيلا، كما أن الثقة بالله كرسي أمان يثبتك في كل تحدٍ، فقط اعطي بعض الوقت للوقت، وهذا ما فعلته حقا تلك المرأة تجاه ما واجهته من تحديات واختبارات، فبشيء من الايمان والعزيمة استطاعت الفوز بالنجاح وتحقيق الكثير من الأهداف، حتى استطاعت أن تترك بصمة خاصة بها في عالم النساء، فكانت صاحبة أول رسالة دكتوراه من نوعها حول اتجاهات الجمهور البحريني نحو استخدام اعلام الانفوجرافيك في حملات التوعية الصحية.
حصة راشد الكبيسي، اختصاصي أول إصدارات إعلامية بالمجلس الأعلى للمرأة، اختبرها القدر فتفوقت بالعزيمة، إيمانا منها بأنها الوسيلة التي تبقي صاحبها على أي طريق حتى النهاية، فجاء الحصاد جميلا ومثمرا وبقدر البذل والعطاء.
حول هذه التجربة كان الحوار التالي:
حدثينا عن نشأتك؟
أنا الفتاة الوحيدة في أسرتي والأبنة الوسطى، وقد نشأت وسط عائلة عاشقة للعلم والمعرفة بشكل عام، وأرادت والدتي أن تحقق حلمها في مواصلة تعليمها من خلالي، بعد أن حرمتها الظروف من بلوغ طموحها العلمي، ولذلك أصرت على أن أكمل تعليمي، وكانت لي أكبر داعم عبر مشواري، وقد اخترت دراسة تخصص تكنولوجيا التعليم في مرحلة الجامعة نظرا الى كونه يتناسب مع الواقع المعاش اليوم والمستجدات من حولنا، وحين علمت بأن مستقبلي العملي ينحصر فقط في وزارة التربية والتعليم هنا قررت إعداد رسالة الماجستير في مجال الإعلام، وكنت ضمن أول دفعة تتخرج في الجامعة الاهلية.
أول محطة عملية؟
أول محطة عملية كانت لدى المجلس الأعلى للمرأة بعد الحصول على رسالة الماجستير في الإعلام، وقد واجهت تحديا كبيرا في بداية العمل لكنه مثل بالنسبة لي نقلة مهمة في مشواري، وذلك حين تم توظيفي في مجال التصميم الذي لم أكن أعلم عنه الكثير، وهنا قررت مواجهة هذه المشكلة والعمل على تذليها بل واحتراف ذلك المجال عبر دراسته والتعمق فيه فالتحقت بمعهد جلوبال، وحصلت على دبلوم في هذا التخصص، وواصلت تطوير مهاراتي في هذا الحقل الذي جذبني وتعلقت به بشدة، وتعلمت ذاتيا كل ما يتعلق به، واثناء فترة جائحة كورونا جاءت فكرة موضوع رسالة الدكتوراه، وحصلت على عدة دورات في التصميم والجرافيك.
موضوع الرسالة؟
لقد اخترت موضوع الساعة وهو الأول من نوعه وأدخلت فيه تخصص الانفوجرافيك، وتزامن ذلك مع اندلاع جائحة كورونا حيث تمكنت من إنجاز الرسالة من دون الارتباط بالتواجد او الحضور الكامل بالجامعة بجمهورية مصر العربية، ولذلك يمكن القول بأن تلك الأزمة مثلت شيئا إيجابيا بالنسبة لي، وتكمن أهمية رسالتي في أنها ترتبط بعملية تطوير حملات التوعية الصحية عن طريق توضيح الجوانب الإيجابية في استخدام إعلانات الانفوجرافيك وتأثيرها على اتجاهات الجمهور نحوها.
كيف؟
رسالتي كانت عونا للقائمين على حملات التوعية الصحية لمعالجة أوجه الضعف، بهدف زيادة فاعليتها، وكذلك هي تمثل اثراء المكتبات بمادة علمية حول إعلانات الانفوجرافيك ومدى استخدامها في هذا المجال الصحي، وخاصة أنها تملأ الفجوة البحثية في هذا الشأن، فضلا عن كونها ترتبط بالعوامل التي يمكنها التنبؤ بالسلوكيات الصحية للأفراد والمؤسسات.
وإلام توصلت الدراسة؟
لقد توصلت الدراسة التحليلية إلى استخدام الحملات الصحية للرسوم المتحركة وتقديم شخصيات شهيرة ومتخصصين عبر الرسالة الإعلانية، وتم الاتفاق على بروز الأهداف الإخبارية والتوعوية والتفسيرية والتشجيعية في تلك الرسالة، وقد برز الهدف الدعائي في حملة برنامج الجينوم الوطني، كما ثبت وجود علاقة بين معدلات تعرض الجمهور البحريني عينة الدراسة لحملات التوعية الصحية المستخدمة للانفوجرافيك بالمملكة وتم الوقوف على اتجاهاته نحو استخدام إعلان الانفوجرافيك بهذه الحملات.
أهم التوصيات؟
لقد أوصيت في رسالتي بأهمية إعداد بحوث ميدانية لقياس تأثير التقنيات الجرافيكية المختلفة على مستوى أداء المؤسسات الحكومية عامة والصحية بشكل خاص، إلى جانب توفير قاعدة بيانات متكاملة عن التطورات التكنولوجية المتعاقبة التي تحرص الشعوب العربية على مواكبتها وخاصة التي تأثرت بها المؤسسات الصحية الحكومية والأهلية باختلاف تخصصاتها الطبية.
أشد محنة مرت بك؟
أصعب محنة مرت بي كانت الأزمة الصحية التي تعرض لها ابني، والتي تم اكتشافها عند بلوغه عمر ثلاث سنوات، ولله الحمد تعايشت معها بمنتهى الصبر والايمان، ولا شك أن دعم زوجي وأهلي بشكل عام كان وراء التعامل معها بكل قوة، وأذكر أن والدي كان دوما ينصحني ويقول لي اصبري وأنه ليس هناك شيء مستحيل طالما توافرت الإرادة والعزيمة، وبالفعل تعلمت منه معاني جميلة في الحياة أهمها الإيثار والحلم عند الغضب، والتريث، وسعة الصدر، وهو ما حرصت على غرسه في نفوس أبنائي، فضلا عن قيمة الحب والترابط فيما بينهم، ووضع العائلة في قمة أولوياتهم دائما.
كيف تتعاملين مع سلبيات التكنولوجيا الحديثة عليهم؟
من المؤكد أن وسائل التكنولوجيا الحديثة تمثل اليوم خطرا كبيرا يهدد أبناء الجيل الجديد بشكل كبير، وعلى الآباء التصدي لذلك قدر الإمكان دون المساس بحريتهم، وهو أمر معقد للغاية، وبالنسبة لي فأنا أحاول السيطرة على ساعات استخدامهم لتلك الوسائل بمنع استخدامها بعد الساعة 8 مساء، ومحاولة الرقابة عن بعد.
في رأيك متى تفشل المرأة؟
أري أن واقع المرأة البحرينية بشكل عام يشهد اليوم تطورا كبيرا وأنها تعيش في مناخ صحي محفز على العطاء والابداع، وشخصيا أقدر بشدة من تعمل في صمت، وتترك عملها يتحدث عنها، أما ما تحتاج إليه في رأيي فهو الدعم المعنوي ممن حولها، وخاصة أسرتها وأهلها، وهو ما حدث معي شخصيا، وخاصة من قبل الوالدين وكل من وقف إلى جانبي وشجعني ودعمني، لا سيما في الأوقات الصعبة وما أكثرها عبر مشواري.
أهم إنجاز؟
بالطبع هناك إنجازات عديدة تسجل لي خلال مسيرتي من البداية وإلى الآن ولعل أقربها إلى قلبي تصميمي لشعار يوم المرأة البحرينية على مدى عدة سنوات متتالية، وكم يسعدني رؤيته واستخدامه وتداوله ومدحه من الآخرين، الأمر الذي أعتز وأفخر به كثيرا، هذا فضلا عن حصولي على رسالة الدكتوراه أثناء فترة كورونا، والذي مثل بالنسبة لي تحديا كبيرا ونقلة نوعية في مشواري.
كلمة؟
هناك كلمة مهمة أود هنا توجيهها إلى كافة القائمين على المجلس الأعلى للمرأة وهي تحمل كل الشكر والتقدير لهم على تشجيعهم ودعمهم لي وبكافة الطرقة، فلولا ذلك لما استطعت تحقيق ما وصلت إليه اليوم، فالشكر موصول للإدارة العليا به تحت قيادة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، لخططها وبرامجها الواسعة في تمكين موظفي الأمانة العامة، ولحرصها المستمر على تطورهم العلمي والمهني، وكذلك لا ننسى هنا جهود صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة قائد حملة التصدي لجائحة كورونا، ولكل العاملين بها، والتي أعددت رسالتي حولها.
أمنية؟
اتمنى تطوير دراسة قمت بإعدادها في عام 2021 تتعلق بالتطبيقات الرقمية الصحية، وتأثيرها على الوعي لدى الجمهور، أما فيما يتعلق بطموحي بالنسبة للمرأة البحرينية فهو تقديم دراسة حول علاقة التحول الرقمي على الجوانب الإعلامية المؤثرة عليها، ومدى تغلبها على الأمية التقنية بشكل عام، كما أطمح إلى الاستفادة قدر الإمكان من الرسائل العلمية التي يبذل أصحابها اقصى جهدهم من أجل الارتقاء بمجتمعهم، وتطبيقها على أرض الواقع، وهو ما يحدث بشكل ما في مجتمعنا، وخاصة فيما يتعلق بتوفير دراساتنا المختلفة للباحثين الجدد، وهو أمر يحرص عليه المجلس الأعلى للمرأة من خلال مكتبته الضخمة التي تضم كمًّا هائلا من البحوث والدراسات العلمية في مختلف المجالات، والتي أصبحت مقصد الكثير من الباحثين للاستشهاد بها والاستفادة منها بشكل كبير.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك